وكانت السلطات السعودية قد اعتقلت الجاسر بعد اكتشافها إدارته لحساب معارض على موقع تويتر تحت مسمى (كشكول) بناءً على معلومة وردت من أحد موظفي مكتب تويتر في دبي، بحسب ما نقلت صحيفة "ميرور" البريطانيّة.
وقالت "ميرور" إنّ الجاسر توفي تحت التعذيب، لكنّ السلطات السعودية لم تعلّق على الخبر، مستغلةً عدم وجود تسريبات لأدلةٍ تشير لاغتياله أو حتى اعتقاله داخل البلاد.
لكنّ مغردين معارضين للنظام السعودي، مثل عمر بن عبدالعزيز الزهراني، أحد المقربين من الصحافي الراحل جمال خاشقجي، أكّد هذه المعلومة على موقع تويتر.
ويعد الجاسر واحداً من أهم الكتاب والمفكرين المنتمين لتيار "الصحوة"، أحد أكبر التيارات الدينية في البلاد، والذي هاجمه ولي العهد محمد بن سلمان بشكل قوي وقام باعتقال رموزه في ما عرف بـ"حملة سبتمبر"، وكان من أبرزهم الدكتور سلمان العودة والدكتور عوض القرني.
وشارك الجاسر في عدد من المؤتمرات الفكرية وتنقل في كتابة المقالات المؤيدة للفكر الإسلامي في عدد من الصحف العربية. كما شارك في تحليل ظاهرة صعود الجماعات الإسلامية المتطرفة عبر عمله الصحافي.
لكنّ اعتقال السلطات السعودية للجاسر ومداهمتها لبيته جاءا بعد اكتشافها إدارته لحساب (كشكول) على موقع "تويتر"، وهو واحد من أشهر الحسابات المعارضة للنظام السعودي في موقع التغريدات الشهير.
وتخصّص حساب "كشكول" الذي يديره الجاسر بتسريب أخبار الاعتقالات التي طاولت العشرات من المفكرين والأكاديميين. كما هاجم قيام النظام السعودي بفرض الضرائب على الشعب وإثقال كاهل الفقراء عبر رفع الدعم عن السلع الأساسية، بالإضافة إلى سياسات بن سلمان.
Twitter Post
|
Twitter Post
|
ورغم أنّ الجاسر بقي كتوماً حول هويّته، فإن السلطات استطاعت الوصول إليه، بحسب التسريبات الصحافيّة، ما يفتح الباب أمام توقع أن يكون هناك موظف مدسوس في مكتب "تويتر" العربي في دبي قام بتسريب معلومات الجاسر وتمريرها إلى السلطات السعودية.
وجنّدت السعودية بالفعل جاسوساً داخل شركة "تويتر" لتسريب بيانات معارضين. وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز"، أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أنّ شركة "تويتر" اكتشفت مؤامرة محتملة للتسلل إلى حسابات المستخدمين نهاية عام 2015، عندما أخبرها مسؤولو الاستخبارات الغربية بأن السعوديين كانوا يقومون بتهيئة موظف، وهو علي آل زبارة، للتجسس على المعارضين وغيرهم، وفقاً لـ5 مصادر مطلعة طلبت عدم الكشف عن أسمائها.
تجدر الإشارة إلى أن المملكة العربية السعودية جندت مئات الأشخاص في "لجنة إلكترونية"، لتأليب الرأي العام ضد المعارضين والمنتقدين على موقع "تويتر". وكان سعود القحطاني هو المسؤول عن "الذباب الإلكتروني"، علماً أنه كان أحد كبار مستشاري ولي العهد محمد بن سلمان، قبل أن يُعفى من مهامه في إطار تداعيات قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في مدينة إسطنبول التركية.
وقتل الصحافي السعودي، الكاتب في "واشنطن بوست"، جمال خاشقجي، في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، داخل القنصليّة السعودية في إسطنبول. وبعد 18 يوماً من النفي، اعترفت السلطات السعودية بمقتله، لكنّها قالت إنّ ذلك جاء إثر شجار، فيما قالت تركيا إنّه تم قتله وتقطيع أوصاله والتخلّص من جثّته.
وفي مقالٍ لها، السبت، في صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، قالت الناشطة السعودية منال الشريف، والتي عُرفت بسبب مشاركتها في حملة "قيادة المرأة للسيارة"، وتعيش حالياً في منفاها الاختياري في أستراليا، إنّ "تويتر" أصبح خطراً على حياتها. وتحدثت منال الشريف عن المضايقات التي تعرّض لها المغردون السعوديون المعارضون من قبل الجيش الإلكتروني السعودي أو ما يعرف باسم "الذباب الإلكتروني"، قائلةً: "أصبح تويتر مليئًا بالمضايقات والتهديدات بالقتل والترهيب والأخبار الزائفة لنا، نحن الذين اخترنا التحدث من دون خوف في العالم العربي. لم يقم تويتر بأي تغيير حقيقي لجعل المنصة أكثر أمانًا بالنسبة لنا، الأمر الذي دفع كثيرين ممن أعرفهم إلى مغادرة الموقع. ورغم كل ما سبق، واصلت التعبير عن وجهات نظري. كنت أعتقد أنه على الحكومات القمعية أن تخاف لا نحن. كنت أعتقد أنّ لي صوتا ينبغي استخدامه وإيصاله".