هل خرجت المرأة العربية من إطارها الفيسبوكي؟

03 يوليو 2015
(Getty)
+ الخط -
هل تمكّنت المرأة العربية من استغلال مواقع التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا الحديثة في تغيير الصورة النمطية المنتشرة عنها؟ وإلى أي حد ساهم "فيسبوك" في إيجاد مؤسسات حقيقية تنهض بالمرأة أو تعالج حقيقة إشكالياتها الواقعية؟

تقول الإحصائيات إن استعمال "فيسبوك" للرجل والمرأة متساوٍ في العالم العربي، لكن ما هي نوعية هذا الاستعمال؟ وهل استعمال المرأة يتّجه أكثر نحو الشخصنة والذاتية أو أنها تستخدم الموقع في محاولة للتمرد الاجتماعي؟ لعل اتضاح الصورة بدأ بعد الربيع العربي، يومها بدأت تظهر نسب مقبولة لمشاركة المرأة الشابة في العالم السياسي من خلال الهامش الافتراضي: آلاف التغريدات والصور، ومشاركات كبيرة في الميادين (مصر وتونس على وجه الخصوص)، إلى جانب اعتقال عشرات منهن، ساهم في كسر الصورة التقليدية والمحافظة عن المرأة العربية.

لكن هل نجحت في اختراق الحياة السياسية الحقيقية؟ يبدو الجواب صعباً جداً، إذ حتى بعد إسقاط بعض الأنظمة، بقي دور المرأة هامشياً في الحياة السياسية الجديدة، فقليلة جداً هي الأسماء النسائية التي حققت خرقا برلمانياً او حكومياً. فهل استمر قمع دور المرأة بعد نشاطها الكبير على مواقع التواصل خلال الثورات؟ لعل الجواب الأقرب إلى الحقيقة هو جواب إيجابي.

إذ إن العنف المفرط الذي قوبلت به هذه الثورات واستغلال الأنظمة لمفهوم الشرف، من خلال التهديد بالاغتصاب أو من خلال الاغتصاب نفسه قلل جداً من قدرتها على تحقيق معادل حقيقي على الأرض. بالإضافة إلى محاولة التيارات الإسلامية المتشددة الاستيلاء بالكامل ووحيدة على بعض الثورات، وهو ما ساهم في تهميش دور المرأة، التي بقي جزء كبير من نضالها محصوراً داخل تدوينات وتغريدات.

لكن مرة أخرى، نشاهد بعض التجارب التي تحاول نقل التغريد إلى تحرك حقيقي على الأرض، وهو ما حصل على وجه الخصوص في مصر مثلاً، في ظل اكتظاظ السجون بالمعتقلات والمغردات. فهل خروج المرأة من إطارها الافتراضي يخيف الأنظمة؟ أم أن القمع لا يفرّق بين ناشط وناشطة؟ الخيار الثاني هو الأقرب إلى الحقيقة، وإن كان إسكات صوت المرأة لا يزال هو الأسهل، في ظل رعاية اجتماعية ودينية لهذا القمع.


اقرأ أيضاً: عشر نصائح لتفاعل أكبر على صفحات "فيسبوك"
المساهمون