هل تراجعَ عصرُ الأغنية المصوّرة، أو الفيديو كليب؟ أسئلة كثيرة تُطرَح حول صناعة وترويج هذا الفن الذي اجتاح العالم العربي في تسعينيات القرن الماضي. وحصد رواجاً كبيراً في نهاية العقد نفسه. لكن في نظرة سريعة على مواقع التحميل، وأرقام مشاهدات الكليبات، نرى أنّ الأرقام التي يحقِّقها كليب مُصوَّر، تبدو أقلّ بكثير ممّا تحقّقه الأغنية ذاتها، والمنشورةُ صوتيّاً قبل تصويرها.
تعتبر مرحلة التسعينيات، الفترة الذهبية الخاصّة بصناعة ما سُمِّي بـ "فيديو كليب" في العالم العربي. عدد من المخرجين اللبنانيين الذين اختاروا الدراسة خارجاً، عادوا إلى لبنان للعمل، تزامُناً مع ثورة شركات الإنتاج التي شهدت أيضاً عصراً ذهبياً في استقطاب المغنِّين العرب، قبل حلول الأزمة الماليّة العالمية، والخسائر التي أتت على الشركات نفسها، ما أدَّى إلى تراجعها بشكل كبير، ودخول الإنتاج الغنائي عموماً العولمة، وذلك عبر منصَّات التحميل والاستماع على الإنترنت.
لكن ما هي الأسباب التي أدت إلى تراجع صناعة الفيديو كليب في العالم العربي؟
من المُرجح أن يكون السبب الأول لتراجع صناعة الأغنية المُصورة مادياً بالدرجة الأولى، بعدما بلغت تكاليف تصوير الأغاني مبالغ خيالية. وأنفقت شركة "روتانا" لوحدها في تلك الفترة ملايين الدولارات على أعمال، رأت فيها مؤازرةً لإنتاجها الغنائي. ولحصْرِ هذه الإنتاجات عبر شاشات عرضه. الأمرُ الذي لم يُعجِب مجموعة من الفنانين المنتسبين إلى "روتانا"، فاتجهت الشركة قبل سنوات إلى اتفاقيات تعاون مع مجموعة من المحطات التلفزيونية الصديقة، وأبرمت تعهدات تسمح لهذه المحطات بعرض جزء من مكتبة "روتانا" الغنائية المُصوَّرة، ما أسهم أيضاً بزيادة عائدات الشركة المالية. لكن ذلك، لم يُسعف أو يُعيد نشاط عملية إنتاج الكليبات.
يؤكِّد، هيثم العلايلي، وهو منتج فني معروف لعدد من المغنين، أنَّ كلفة إنتاج الأغنية المصوَّرة تراجعت في السنوات الأخيرة، بعد عقد أو أكثر من تخطيها سقف المائة ألف دولار. يقول العلايلي لـ"العربي الجديد": "بالغ بعض الفنانين وشركات الإنتاج على حد سواء في قبول كل ما فرضه المخرجون على إنتاج فيديو كليب لا تتجاوز مدته 5 دقائق. ومع عصر التقنيات السريعة التي اجتاحت العالم بعد عام 2009، تراجعت صناعة الكليب لأسباب كثيرة، منها السهولة في المؤثرات، وكاميرات التصوير، وحتى فريق العمل، وذلك نظراً للسوق الاستهلاكي الكبير في عالم الغناء والفن عموماً، وكذلك انفتاح العالم على المواقع البديلة عن التلفزيون، وحصرية العرض عبر الإنترنت لأي منتج فني نريد أن يصل للناس. وهذا ما أدى إلى تراجع النوعية في بعض الأغاني المصورة، إذْ لا يستطيع بعض الفنانين دفع تكاليف المخرج الشهير".
هذا الوضع، حمَل بعض المخرجين في لبنان، على التقليل من أعمالهم المُصوَّرة، مفضلين النوعيَّة الفنيَّة، والتقنيَّة الخاصَّة، على المشاريع التجارية، أو التي برأيهم، لا تحمل الطابع الفني والمؤثرات الضرورية، لصناعة عمل متكامل من جميع الجوانب. وبعض هؤلاء، اعتمد على استراتيجية جديدة في التقسيط المالي لبعض الفنانين، وأبدى تساهلاً في التعاون مع شركات الإنتاج، أو ما تبقى منها.
في المقابل، لم تكن النوعيَّة الخاصَّة بالأعمال الغنائيَّة المُصوَّرة في السنوات الأخيرة، على قدر كبير من الحرفية التي شهدتها سنوات ما قبل انتكاسة عصر الفيديو كليب، من جوانب عديدة، منها، السيناريو المعتمد من قبل المخرجين أنفسهم. ثمة استسهال في توظيف أخصائيين لرسم صورة كاملة عن الفكرة وقصة الكليب برؤية جذابة، تجمعُ عناصر التشويق والمؤثّرات المشهدية والعاطفية، والتقنيّات الخاصّة بالإضاءة والديكور، وصولاً إلى بطل أو بطلة الكليب، إضافة إلى التكرار الواضح أو الاستنساخ عن الغرب في بعض الأعمال المنتجة، وتبيان ذلك عبر المواقع البديلة في المقارنة بين الصناعة الحقيقية، والبحث عن الجديد.
اقــرأ أيضاً
تعتبر مرحلة التسعينيات، الفترة الذهبية الخاصّة بصناعة ما سُمِّي بـ "فيديو كليب" في العالم العربي. عدد من المخرجين اللبنانيين الذين اختاروا الدراسة خارجاً، عادوا إلى لبنان للعمل، تزامُناً مع ثورة شركات الإنتاج التي شهدت أيضاً عصراً ذهبياً في استقطاب المغنِّين العرب، قبل حلول الأزمة الماليّة العالمية، والخسائر التي أتت على الشركات نفسها، ما أدَّى إلى تراجعها بشكل كبير، ودخول الإنتاج الغنائي عموماً العولمة، وذلك عبر منصَّات التحميل والاستماع على الإنترنت.
لكن ما هي الأسباب التي أدت إلى تراجع صناعة الفيديو كليب في العالم العربي؟
من المُرجح أن يكون السبب الأول لتراجع صناعة الأغنية المُصورة مادياً بالدرجة الأولى، بعدما بلغت تكاليف تصوير الأغاني مبالغ خيالية. وأنفقت شركة "روتانا" لوحدها في تلك الفترة ملايين الدولارات على أعمال، رأت فيها مؤازرةً لإنتاجها الغنائي. ولحصْرِ هذه الإنتاجات عبر شاشات عرضه. الأمرُ الذي لم يُعجِب مجموعة من الفنانين المنتسبين إلى "روتانا"، فاتجهت الشركة قبل سنوات إلى اتفاقيات تعاون مع مجموعة من المحطات التلفزيونية الصديقة، وأبرمت تعهدات تسمح لهذه المحطات بعرض جزء من مكتبة "روتانا" الغنائية المُصوَّرة، ما أسهم أيضاً بزيادة عائدات الشركة المالية. لكن ذلك، لم يُسعف أو يُعيد نشاط عملية إنتاج الكليبات.
يؤكِّد، هيثم العلايلي، وهو منتج فني معروف لعدد من المغنين، أنَّ كلفة إنتاج الأغنية المصوَّرة تراجعت في السنوات الأخيرة، بعد عقد أو أكثر من تخطيها سقف المائة ألف دولار. يقول العلايلي لـ"العربي الجديد": "بالغ بعض الفنانين وشركات الإنتاج على حد سواء في قبول كل ما فرضه المخرجون على إنتاج فيديو كليب لا تتجاوز مدته 5 دقائق. ومع عصر التقنيات السريعة التي اجتاحت العالم بعد عام 2009، تراجعت صناعة الكليب لأسباب كثيرة، منها السهولة في المؤثرات، وكاميرات التصوير، وحتى فريق العمل، وذلك نظراً للسوق الاستهلاكي الكبير في عالم الغناء والفن عموماً، وكذلك انفتاح العالم على المواقع البديلة عن التلفزيون، وحصرية العرض عبر الإنترنت لأي منتج فني نريد أن يصل للناس. وهذا ما أدى إلى تراجع النوعية في بعض الأغاني المصورة، إذْ لا يستطيع بعض الفنانين دفع تكاليف المخرج الشهير".
هذا الوضع، حمَل بعض المخرجين في لبنان، على التقليل من أعمالهم المُصوَّرة، مفضلين النوعيَّة الفنيَّة، والتقنيَّة الخاصَّة، على المشاريع التجارية، أو التي برأيهم، لا تحمل الطابع الفني والمؤثرات الضرورية، لصناعة عمل متكامل من جميع الجوانب. وبعض هؤلاء، اعتمد على استراتيجية جديدة في التقسيط المالي لبعض الفنانين، وأبدى تساهلاً في التعاون مع شركات الإنتاج، أو ما تبقى منها.
في المقابل، لم تكن النوعيَّة الخاصَّة بالأعمال الغنائيَّة المُصوَّرة في السنوات الأخيرة، على قدر كبير من الحرفية التي شهدتها سنوات ما قبل انتكاسة عصر الفيديو كليب، من جوانب عديدة، منها، السيناريو المعتمد من قبل المخرجين أنفسهم. ثمة استسهال في توظيف أخصائيين لرسم صورة كاملة عن الفكرة وقصة الكليب برؤية جذابة، تجمعُ عناصر التشويق والمؤثّرات المشهدية والعاطفية، والتقنيّات الخاصّة بالإضاءة والديكور، وصولاً إلى بطل أو بطلة الكليب، إضافة إلى التكرار الواضح أو الاستنساخ عن الغرب في بعض الأعمال المنتجة، وتبيان ذلك عبر المواقع البديلة في المقارنة بين الصناعة الحقيقية، والبحث عن الجديد.