هل توصل الأحزاب المناهضة للاتحاد الأوروبي فون ديرلاين إلى رئاسة المفوضية؟

15 يوليو 2019
يواجه ترشيح فون ديرلاين بتردد الأحزاب الأساسية(Getty)
+ الخط -
انطلاقاً من المعطيات الحالية، لا تزال المرشحة لرئاسة المفوضية الأوروبية، وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون ديرلاين، بعيدة عن منطقة الأمان التي تحقق لها نيل أغلبية الأصوات لانتخابها في البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ، الثلاثاء المقبل، ليبقى السؤال حول مدى قدرة الأحزاب المناهضة للاتحاد، والتي عززت حضورها في الانتخابات الأوروبية الأخيرة، على إحداث الفرق، وإيصال هذه المرشحة إلى المنصب التنفيذي في بروكسل.

ويواجه ترشيح فون ديرلاين، المثير للجدل من قبل رؤساء الدول والحكومات، مطلع شهر يوليو/تموز الحالي، بتردد الأحزاب الأساسية بالتصويت لها، في ظل الحديث عن توجه نواب أوروبيين من اليمين الشعبوي والمناهضين للاتحاد الأوروبي لدعمها، الأمر الذي حذر منه الأمين العام للحزب الاشتراكي الأوروبي أخيم بوست، في تعليق له نشرته، أمس السبت، "تاغس شبيغل".

وقال بوست "يبدو أن هناك شكوكاً كبيرة حول إمكانية توحيد الأغلبية مع كتل الوسط في البرلمان، وبدلاً من قبول دعم الأحزاب اليمينية الشعبوية ضمناً، ينبغي عليها أن تعلن بوضوح أنها تريد أن تنتخب لها كتل الوسط وليس بأصوات اليمينيين أمثال فيكتور أوربان وياروسلاف كاتشينسكي وماتيو سالفيني وشركاه"، مضيفاً أن "الانتخاب بأصوات هؤلاء سيكون أكثر من معيب للمفوضية الجديدة، وهذا سيكون رهناً ثقيلاً للديمقراطية الأوروبية".

يأتي ذلك بعدما بيّنت تقارير صحافية، أنّ اليمين الشعبوي أرسل إشارات إيجابية تجاه فون ديرلاين، وهو ما ذكرته صحيفة "أوغسبورغ تسايتونغ" أخيراً، نقلاً عن وزير الخارجية المجري بيتر زييارتو، الذي قال إنّ أعضاء الحزب الحاكم "فيدس" الثلاثة عشر في البرلمان الأوروبي سيصوتون لصالح المرشحة فون ديرلاين، مع تشديده على ضرورة إجراء المناقشات، وفق ما بينت شبكة "إيه آر دي" الإخبارية.

إلى ذلك، قال المتحدث باسم الكتلة إنه "على الرغم من أننا لا نتفق في كثير من النقاط مع فون ديرلاين، إلا أنه يجب علينا أن نكون براغماتيين"، علماً أن حركة "الخمس نجوم" و"الليغا" الإيطاليتين أيدتا أيضاً التصويت لفون ديرلاين.

وبما أن فون ديرلاين، التي تنتمي لحزب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل؛ "المسيحي الديمقراطي"، لا تتمتع بأغلبية واضحة بعد، لتكون الرئيسة الجديدة للمفوضية الأوروبية، وفي ظلّ الوضع المختلط والمعقد ولعبة الأرقام الحسابية، يمكن الوثوق لغاية الآن بربع الأصوات على الأقل في البرلمان الأوروبي، المؤلف من 751 نائباً، فيما قالت فون ديرلاين لصحيفة "هاندلسبلات" إن "فرصة الحصول على الأغلبية جيدة".

ومع غياب التأييد الواضح من المعسكر المؤيد لأوروبا الموحدة، أي التحفظات المعلنة لـ"الاشتراكي" الألماني مثلاً، أبدت زعيمة كتلة "الاشتراكي" الأوروبي، الإسبانية إيراتسكي غارسيا بيريز، ليونة في هذا الإطار، مشيرة الى أن كتلة حزبها ستناقش الأمر مرة أخرى، على أن يتخذ القرار الأسبوع المقبل، وعليه يرى المحللون أن سلوك التكتلات المعارضة يجب أن يعتمد بشكل أساسي على بعض التنازلات، والحصول على بعض الضمانات بخصوص بعض الملفات الأساسية المؤثرة لأوروبا، من فون ديرلاين.


في المقابل، على ما يبدو، فإنّ حزب اليسار (41 نائباً) لا يرغب بالتصويت لوزيرة الدفاع الألمانية، وكذلك الأمر، فإنّ حزب "الخضر" الذي يضم كتلة مؤلفة من 74 نائباً، قد حسم قراره بعدم التصويت لها، إذ وصف المتحدث باسم نوابه سفين غيغولد، أفكارها المتعلقة بسياسة المناخ بأنها غير طموحة وأجوبتها غامضة، في الوقت الذي تحتاج فيه أوروبا إلى رئيس مفوضية أكثر وضوحاً. 

وفي مقابلة مع "شبيغل أون لاين"، أشار غيغولد إلى أنّ فون دير لاين لا تقول إنها تريد فرض القانون الأوروبي، كما لا تبدي معارضتها بحزم تدهور الحقوق الأساسية في بلدان مثل المجر ورومانيا ومالطا وبولندا، وهي بدلاً من ذلك تحاول إرضاء تلك البلدان. واعتبر أنّ "انتخابها بدون أغلبية مؤيدة لأوروبا سيكون إشارة كارثية، وعندها علينا التكهن ما إذا كان سيمكنها تمرير الميزانية الأوروبية بمساعدة اليمين الشعبوي"، مضيفاً أنّه "يبدو أنهم لا يريدون رئيساً قوياً للمفوضية".

يذكر أنّ مرشح أقوى قوة في البرلمان الأوروبي، حزب "الشعب" الأوروبي مانفريد فيبر، عبّر عن خيبة أمله، في تعليق صحافي، بعدم حصوله على دعم كاف للمنصب.

ورأى فيبر، لـ"ستراوبينغر تاغبلات"، أنّ "الحقيقة أن عدم قبول الاشتراكيين والليبراليين في البرلمان الأوروبي القيادة لأقوى حزب في ستراسبورغ (الشعب الأوروبي)، أضعف البرلمان".

وكتب، في "فرانكفورتر الغماينه تسايتونغ"، أن "السنوات الخمس المقبلة يجب أن تكون فترة تشريعية لإرساء الديمقراطية وإضفاء الطابع البرلماني على أوروبا".

المساهمون