وقال الدبلوماسي الجزائري الذي فضل عدم نشر اسمه، لـ"العربي الجديد"، إن المعلومات التي نشرتها بعض المواقع ليست صحيحة وتفتقد إلى الدقة، مشددا على أن الجزائر لا يمكن أن تقدم على احتضان مؤتمر للحل في ليبيا في الوقت الذي تنصب الجهود الدولية لإنجاح مؤتمر برلين.
وأكد الدبلوماسي الجزائري أنه "ليس من تقاليد الجزائر الدبلوماسية أبدا التشويش على مؤتمرات وجهود سلام دولية، أو العمل على خلق ندوات موازية".
وكانت قنوات ليبية ومواقع إخبارية قد أوردت معلومات عن اعتزام الجزائر الدعوة إلى مؤتمر سلام حول ليبيا يعقد في الجزائر، وربطت هذه التقارير بين هذه المعلومات وكثافة الوفود الدبلوماسية التي زارت الجزائر خلال الأيام الماضية.
وكان وفد حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج ووزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو ووزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو ووزير الخارجية مصري سامح شكري، قد أجروا زيارات للجزائر خلال الأيام القليلة الماضية.
وأكد المصدر الدبلوماسي أن "ما يهم الجزائر في الوقت الحالي هو تثبيت وقف إطلاق النار وجلب الفرقاء إلى طاولة الحوار واستخلاص جهد دولي لحل الأزمة ووقف معاناة الشعب الليبي، وإنجاح ودعم الجهد الدولي والأممي من أجل التوصل لحل سياسي".
وأضاف "تعمل الجزائر على استعادة موقعها الطبيعي في ما يخص الأزمة في ليبيا وفي المنطقة كفاعل مركزي في مسارات الحل، بعد فترة غياب بسبب الظروف الداخلية التي شهدتها الجزائر".
وتفسر تصريحات الدبلوماسي الجزائري بوضوح عودة الجزائر اللافتة للمشهد الإقليمي، لا سيما في ما يخص الأزمة الليبية، عقب انتخاب الرئيس عبد المجيد تبون، الذي كان قد بادر لعقد أول اجتماع رسمي له كرئيس مع مجلس الأمن القومي، خصص لبحث تطورات الأزمة في ليبيا ومالي والأمن على الحدود. وأصر تبون، في أول خطاب له في حفل تنصيبه رئيسا للجمهورية في 19 ديسمبر/كانون الأول الماضي، على ضرورة أن تكون الجزائر طرفا في مسارات الحل الليبي. وقال تبون إن الجزائر يجب أن تكون شريكة في أي مسار لحل الأزمة الليبية، مشيرا إلى أن الجزائر لا تقبل أبدا أن يتم إبعادها عن أي حل في ليبيا، مضيفا "نحن معنيون باستقرار ليبيا أحب من أحب وكره من كره، ويجب أن تظل ليبيا موحدة".