هلوسات داعشيّة في مواقع تواصل إسرائيلية

13 سبتمبر 2014
"خلال الحرب أثبتنا أن شعبنا محميّ من داعش"(عماد حجّاج)
+ الخط -

دفع هوس الإسرائيليين بتنظيم "الدولة الإسلامية"، لإنشاء عشرات الحسابات على "فيسبوك" و"تويتر"، تحمل اسم "داعش" ورموزه وشعاراته ورايته السوداء، بعضها اتخذ طابعاً جديّاً، لكن غالبيتها ساخرة وهزليّة، فيما اتّخذ مسؤولون إسرائيليون من "داعش" شمّاعة للتحريض على المقاومة الفلسطينية.

ووجه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير خارجيته، أفيغدور ليبرمان، بالإضافة لوزير الاقتصاد، نافتالي بينيت، تحذيرات من جرائم "داعش" وخطورته من خلال صفحاتهم على "فيسبوك"، متناسين جرائمهم خلال العدوان على غزة، التي لا تقل بشاعة عن جرائم "تنظيم الدولة" أو تفوقها، وإن اختلفت الأدوات المستخدمة في قتل وذبح الناس العُزّل.

واعتبر ليبرمان أن "المرحلة الحالية هي الأخطر على صعيد محاربة الإرهاب، على ضوء محاولات تنظيمات إرهابية إقامة دول إرهابية"، على حد تعبيره، داعياً إلى القضاء على التنظيمات وهي "أنصاف دول"، قبل أن تترسخ.

وأثنى ليبرمان على جهود الولايات المتحدة لإقامة تحالف ضد "الدولة الاسلامية"، ووجد من بين مؤيّديه مَن كالوا له المديح من خلال التعليقات، مطالبين إياه بتفكيك الائتلاف مع نتنياهو، والسعي ليكون هو رئيس الوزراء المقبل.

داعش "صناعة أميركية"

إلا أن أحد المعلقين المعارضين له والمنتقدين لما كتبه، عقّب بأن "داعش" وغيره من "التنظيمات المتطرفة"، هي "صناعة أميركية، وبعضها نتاج للسياسة الأميركية التي قامت بتسليح العالم واضطهدت الأمم ونهبت مقدّراتها وفككت المجتمعات وأثارت الحروب واستثمرت الكثير من الأموال في سبيل خراب الدول، ودفعتّ مجموعات إسلامية إلى التطرف بسبب هذا النهج".

أما وزير الاقتصاد، نفتالي بينيت، فكتب على صفحته: "دول العالم بدأت تفهم بأن الاسلام الراديكالي لا يهدد إسرائيل ودول المنطقة فحسب، وإنما العالم بأسره" . واعتبر أن "إسرائيل يجب أن تكون دولة مركزية في التحالف العالمي، على ضوء موقعنا وقدراتنا وقيمنا".

من جهته، استغلّ نتنياهو لقاءه مع وزير الخارجية النرويجي، للتحريض على المقاومة الفلسطينية، وتشبيهها بجبهة النصرة وتنظيم الدولة والقاعدة، وركب الكثيرون من الإسرائيليين موجة نتنياهو ووزرائه وطالبوا بالقضاء على حركة حماس بشكل خاص.

سفارة داعش في إسرائيل

بعيداً عن التعليقات والتغريدات التي اتّسمت بطابع الجديّة، عبر "فيسبوك" و"تويتر"، اتخذّت معظم الحسابات طابعاً هزلياً. إحدى الصفحات على "فيسبوك" تحمل اسم "سفارة داعش في إسرائيل"، ومن وحي راية داعش، وضعت راية سوداء، استبدلت من خلالها جملة: "لا اله إلا الله"، لتضع مكان لفظ الجلالة اسم "ياهو"، الذي تعتبره العقيدة اليهودية اسماً من أسماء الله ومن أكثرها استخداماً.

واستبدلت "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، بعبارة "الدولة اليهودية في إسرائيل والمشرق العربي"، وقد لا تكون هذه العبارة عفويّة، إذ تعيد إلى الاذهان مخطط "إسرائيل الكبرى"، من البحر إلى النهر.

على صفحات أخرى، جرى نشر مقاطع فيديو تتضمّن كلاماً لمقاتلين في تنظيم "داعش"، رافقته ترجمة مغلوطة متعمّدة إلى اللغة العبرية، ليظّهر أحد المقاتلين وكأنه يطمئنّ على الإسرائيليين، ومتحمس للقائهم، ويعدهم بزيارة قريبة.

واستغلّ أحد المهووسين وجود صورة لأبي بكر البغدادي على غلاف إحدى الصحف العبرية، وقام بالتلاعب بالعناوين من خلال برنامج تصميم جرافيك، ليبدو الأمر كأنه مقابلة صحافية خاصة يعبّر البغدادي من خلالها عن أن "وصوله إلى إسرائيل في القريب عبارة عن تحقيق حلم". ويفتح من خلالها قلبه "ويتحدث عن كل شيء"، قبل وصوله بأيام قليلة.
وعلى صفحة إسرائيلية أخرى تحمل اسم "داعش"، كتب أحدهم : "جهّزوا الملابس البرتقالية، وأدوية ضد الصداع، نحن في الطريق إليكم".

وقد يعبّر تكرار جمل مشابهة حول احتمالات وصول مقاتلي "داعش" إلى إسرائيل، عن عدم استبعادهم ذلك، فمنهم مَن سخر من قوة الردع الإسرائيلية، وكتب أحدهم مستهزءاً بنتائج العدوان على غزة: "خلال الحرب الأخيرة، أثبتنا مدى قوة جبهتنا الداخلية! شعبنا محميّ من داعش".

وذهب آخر للتعليق: "داعش تتمنى لكم نهاية أسبوع سعيدة وآمنة، وطبعاً عليكم عدم شرب الخمور للحفاظ على رؤوسكم".

واستمرت حالات الهلوسة، فدعا البعض لإلحاق الأولاد بمدارس ومخيمات خاصة بتنظيم "داعش"، ومنهم مَن حذّر الأطفال بأنه "إذا لم تأكلوا كل الطعام الموجود في الصحون، فإن داعش سيمسك بكم".

المساهمون