بعد مرور شهر ونصف الشهر على بداية معركة الموصل التي تخوضها قوات الجيش العراقي والشرطة الاتحادية ومليشيات الحشد الشعبي، بدعم من طيران التحالف الدولي، لاستعادة السيطرة على المدينة من تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" الذي يبسط سيطرته عليها منذ منتصف العام 2014، يبدو المشهد اليوم أكثر تعقيداً.
معاناة سكان الموصل تتفاقم، في ظل احتجاز الآلاف منهم في منازلهم، وسط ساحات القتال والقصف والقنص المتبادل بين القوات الحكومية وحلفائها من جهة، وقوات تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" من جهة أخرى. أما من تسنّت له النجاة من الأهالي فيعيش في الوقت الراهن في أوضاع إنسانية صعبة في خيام لا تحمي من البرد الذي داهم المخيمات في مناطق شرق الموصل وجنوبها.
في بلدة برطلة، شرق الموصل، استقرت عشرات العائلات النازحة التي وصلت إليها بعد خروجها من مناطق داخل مدينة الموصل كالسماح وشقق الخضراء والمحاربين والعلماء، التي تشهد حالياً حرب شوارع بين طرفي النزاع. سلكت العائلات طريقاً محفوفاً بالمخاطر، وسط عمليات قنص متبادل وقصف عشوائي يستهدف كل شيء، ما تسبب في إصابة عدد منهم كذلك.
عشرات المدنيين وصلوا إلى مركز طبي ميداني أنشأته السلطات الحكومية والمحلية في المناطق المحررة شرق الموصل، وقد أصيبوا بجروح بالغة. لم يسعف الحظ بقية الفارين من مناطق القتال للنجاة بحياتهم، بعد سقوط قذائف هاون قتلت عدداً من الرجال والنساء وحولت أجسادهم إلى أشلاء.
تحكي شوارع الموصل قصص معارك شرسة. ما زالت العربات العسكرية المدمرة والسيارات المدنية المحترقة في مكانها على جوانب الطرقات. كذلك، تعرضت المنازل القريبة من الشوارع الرئيسية إلى تدمير كبير بفعل القصف والاشتباكات العنيفة. عشرات العائلات النازحة تمكنت من الوصول إلى مناطق شرق الموصل، لكن من خلال السير على الأقدام بعد قطع أفرادها مسافات طويلة. لم توفر الحكومة العراقية وسائل نقل مناسبة تتكفل بنقلهم إلى مخيمات النزوح.
اقــرأ أيضاً
تحت ظل سقيفة اهترأت بفعل الرصاص في حي كوكجلي في شرق الموصل، يجلس أبو يونس منهكاً من المسير خمسة كيلومترات مع أفراد عائلته، بعدما اضطر إلى الهرب من حي السماح بسبب المعارك. يتحدث أبو يونس عن آخر ليلة أمضاها في منزله في حي السماح: "كانت ليلة عصيبة؛ فقد تحول الليل إلى نهار، بفعل القصف الكثيف الذي تعرضت له المنطقة. كنت أنتظر سقوط المنزل فوق رؤوسنا بسبب شدة القصف". يضيف: "في صباح اليوم التالي، قررت أن أغادر المنزل، بالرغم من أنّ الشارع الذي أسكن فيه قد تحول إلى ساحة معركة، فخرجت رافعاً راية بيضاء مع بقية أفراد أسرتي وهربت من منطقة السماح. وصلنا بكثير من الصعوبة إلى مناطق تتواجد فيها القوى الأمنية التابعة للجيش العراقي، ثم واصلنا المسير حتى تمكّنا من الوصول إلى منطقة كوكجلي".
يصف أبو يونس مشاهداته في المناطق التي مرّ فيها في الجانب الشرقي من مدينة الموصل. فيؤكد وجود عشرات الجثث المتفسخة لمدنيين ومسلحين من تنظيم "داعش" ما زالت متناثرة في الطرقات التي شهدت اشتباكات عنيفة. كذلك، يشير إلى تناثر بقايا العربات العسكرية التابعة للقوات الحكومية وبقايا العربات المفخخة التي استخدمها "داعش" بين الأحياء السكنية.
وبالفعل، خلال معاينة "العربي الجديد" معركة يخوضها الجيش العراقي بدباباته وآلياته العسكرية وسط الشوارع الضيقة في شرق الموصل، كان لافتاً تواجد المدنيين في المنازل التي تقع وسط مناطق الاشتباكات.
من جهته، يتهم عضو مجلس محافظة نينوى، عويد الجحيشي، الحكومة العراقية، بالتخلي عن سكان مدينة الموصل. يشير، في تصريحات صحافية، إلى أنّ "الحكومة العراقية عاجزة عن تقديم المساعدات الضرورية لسكان المدينة الذين نزحوا خلال العمليات العسكرية". يضيف: "أكثر من ثمانين ألف نازح من سكان الموصل، ومئات الجرحى المدنيين، تخلت عنهم الحكومة العراقية، ولولا المساعدات المقدمة من المنظمات المحلية والدولية لواجهنا كارثة إنسانية أكبر". يدعو الجحيشي الحكومة إلى ضرورة "الإسراع في تقديم الخدمات اللازمة التي وعدت بها الحكومة المحلية سابقاً، وتوفير الأموال اللازمة لعلاج المصابين من المدنيين في مستشفيات أربيل بإقليم كردستان".
الخوف من الانتقام
يصف أحد ضباط الفرقة التاسعة في الجيش العراقي تواجد المدنيين في مناطق القتال في الموصل بالصعب للغاية. يقول: "نجد صعوبة كبيرة في التمييز بين المدنيين وعناصر داعش، كما أنّ الكثير من العائلات غير متعاونة معنا لخوفها من عودة التنظيم إلى السيطرة، وتعرضهم للانتقام على يد عناصره لاحقاً".
معاناة سكان الموصل تتفاقم، في ظل احتجاز الآلاف منهم في منازلهم، وسط ساحات القتال والقصف والقنص المتبادل بين القوات الحكومية وحلفائها من جهة، وقوات تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" من جهة أخرى. أما من تسنّت له النجاة من الأهالي فيعيش في الوقت الراهن في أوضاع إنسانية صعبة في خيام لا تحمي من البرد الذي داهم المخيمات في مناطق شرق الموصل وجنوبها.
في بلدة برطلة، شرق الموصل، استقرت عشرات العائلات النازحة التي وصلت إليها بعد خروجها من مناطق داخل مدينة الموصل كالسماح وشقق الخضراء والمحاربين والعلماء، التي تشهد حالياً حرب شوارع بين طرفي النزاع. سلكت العائلات طريقاً محفوفاً بالمخاطر، وسط عمليات قنص متبادل وقصف عشوائي يستهدف كل شيء، ما تسبب في إصابة عدد منهم كذلك.
عشرات المدنيين وصلوا إلى مركز طبي ميداني أنشأته السلطات الحكومية والمحلية في المناطق المحررة شرق الموصل، وقد أصيبوا بجروح بالغة. لم يسعف الحظ بقية الفارين من مناطق القتال للنجاة بحياتهم، بعد سقوط قذائف هاون قتلت عدداً من الرجال والنساء وحولت أجسادهم إلى أشلاء.
تحكي شوارع الموصل قصص معارك شرسة. ما زالت العربات العسكرية المدمرة والسيارات المدنية المحترقة في مكانها على جوانب الطرقات. كذلك، تعرضت المنازل القريبة من الشوارع الرئيسية إلى تدمير كبير بفعل القصف والاشتباكات العنيفة. عشرات العائلات النازحة تمكنت من الوصول إلى مناطق شرق الموصل، لكن من خلال السير على الأقدام بعد قطع أفرادها مسافات طويلة. لم توفر الحكومة العراقية وسائل نقل مناسبة تتكفل بنقلهم إلى مخيمات النزوح.
تحت ظل سقيفة اهترأت بفعل الرصاص في حي كوكجلي في شرق الموصل، يجلس أبو يونس منهكاً من المسير خمسة كيلومترات مع أفراد عائلته، بعدما اضطر إلى الهرب من حي السماح بسبب المعارك. يتحدث أبو يونس عن آخر ليلة أمضاها في منزله في حي السماح: "كانت ليلة عصيبة؛ فقد تحول الليل إلى نهار، بفعل القصف الكثيف الذي تعرضت له المنطقة. كنت أنتظر سقوط المنزل فوق رؤوسنا بسبب شدة القصف". يضيف: "في صباح اليوم التالي، قررت أن أغادر المنزل، بالرغم من أنّ الشارع الذي أسكن فيه قد تحول إلى ساحة معركة، فخرجت رافعاً راية بيضاء مع بقية أفراد أسرتي وهربت من منطقة السماح. وصلنا بكثير من الصعوبة إلى مناطق تتواجد فيها القوى الأمنية التابعة للجيش العراقي، ثم واصلنا المسير حتى تمكّنا من الوصول إلى منطقة كوكجلي".
يصف أبو يونس مشاهداته في المناطق التي مرّ فيها في الجانب الشرقي من مدينة الموصل. فيؤكد وجود عشرات الجثث المتفسخة لمدنيين ومسلحين من تنظيم "داعش" ما زالت متناثرة في الطرقات التي شهدت اشتباكات عنيفة. كذلك، يشير إلى تناثر بقايا العربات العسكرية التابعة للقوات الحكومية وبقايا العربات المفخخة التي استخدمها "داعش" بين الأحياء السكنية.
وبالفعل، خلال معاينة "العربي الجديد" معركة يخوضها الجيش العراقي بدباباته وآلياته العسكرية وسط الشوارع الضيقة في شرق الموصل، كان لافتاً تواجد المدنيين في المنازل التي تقع وسط مناطق الاشتباكات.
من جهته، يتهم عضو مجلس محافظة نينوى، عويد الجحيشي، الحكومة العراقية، بالتخلي عن سكان مدينة الموصل. يشير، في تصريحات صحافية، إلى أنّ "الحكومة العراقية عاجزة عن تقديم المساعدات الضرورية لسكان المدينة الذين نزحوا خلال العمليات العسكرية". يضيف: "أكثر من ثمانين ألف نازح من سكان الموصل، ومئات الجرحى المدنيين، تخلت عنهم الحكومة العراقية، ولولا المساعدات المقدمة من المنظمات المحلية والدولية لواجهنا كارثة إنسانية أكبر". يدعو الجحيشي الحكومة إلى ضرورة "الإسراع في تقديم الخدمات اللازمة التي وعدت بها الحكومة المحلية سابقاً، وتوفير الأموال اللازمة لعلاج المصابين من المدنيين في مستشفيات أربيل بإقليم كردستان".
الخوف من الانتقام
يصف أحد ضباط الفرقة التاسعة في الجيش العراقي تواجد المدنيين في مناطق القتال في الموصل بالصعب للغاية. يقول: "نجد صعوبة كبيرة في التمييز بين المدنيين وعناصر داعش، كما أنّ الكثير من العائلات غير متعاونة معنا لخوفها من عودة التنظيم إلى السيطرة، وتعرضهم للانتقام على يد عناصره لاحقاً".