هكذا سلّموا "بوكر" لسعداوي

30 ابريل 2014
+ الخط -

اكتظ أمس فندق "هيلتون كابيتال غراند" في أبو ظبي بالحضور خلال حفل تسليم جائزة "بوكر" للرواية العربية في دورتها السابعة. قبل نصف ساعة من الدخول إلى قاعة الحفل، كانت نخبة من عشاق الرواية وبعض الفضوليين والصحافيين قد اجتمعت في الردهة المجاورة لقاعة الحفل، والجميع يهمس بطريقة سرية، مردداً كلمة "فرانكشتاين". وكأن شبح هذه الشخصية هيمن على أجواء الفندق، حتى خلنا أن جريمة ما قد تحدث في أروقته يكون بطلها فرانكشتاين. ولم تخيّب لجنة التحكيم ظن الهامسين والمتنبئين بالنتيجة.

بعد كلمة عريف الحفل خالد الحروب، تم عرض فيلم عن حياة كل روائي من الروائيين الست الذين وصلوا إلى القائمة القصيرة، وكانوا في المقاعد الأمامية يترقّبون النتيجة، ومن ورائهم مدراء دور النشر الذين كان بينهم ثلاث نساء. والملاحظ أن هذه الأفلام تميّزت بالجودة لما فيها من صناعة غرافيكية متقدمة تختلف عن الأفلام التقليدية للسنوات السابقة.

ثم جاء دور رئيس أمناء الجائزة، ياسر سليمان، الذي ألقى كلمة روتينية، تبعه رئيس لجنة التحكيم، الدكتور سعد البازعي الذي أخرج من جعبته رواية "فرانكشتاين في بغداد" ليعلن فوزها بجائزة "بوكر"، فتنفس الجمهور الصعداء، وهبّت عاصفة من التصفيق.

ثم دعا خالد الحروب الصحافيين إلى حضور المؤتمر الصحافي الذي شارك فيه منسقة الجائزة، فلور مونتانارو، وياسر سليمان، وسعد البازعي، وطبعاً الروائي العراقي الفائز أحمد سعداوي.

أسئلة المؤتمر التي وُجهت بمعظمها إلى سعداوي كانت تقليدية وتناولت الرواية وظروف كتابتها. وأكد الروائي أنه لم يقدم سوى رؤية شخصية لما حصل في العراق خلال الفترة المعالجة في روايته. أما عن تأثره بالرواية الأصلية لفراكشتاين، فقال: "تتلخص فكرة فرانكشتاين بظهوره كمخلّص للبشرية وبعزمه على إقامة العدل، لكنني لم أتأثر برواية فرانكشتاين بصورة مباشرة".

وأضاف سعداوي: "لا يمكن تنميط شخصية "الشسمه" لأنها تحمل في أعماقها بذرة إشكالية لا يمكن حلها بسهولة، ولا تتحول إلى مجرم كامل، بل تقوم بعمل نبيل. إنها شخصية إشكالية، وهذا ما يميّز العمل الروائي. إلا أن التداول الاعلامي يحاول اختزال روايتي بهذه الشخصية دون الالتفات إلى الشخصيات الأخرى التي تزخر بها".

وتحدث سعداوي عن شخصية أم دانيال، العجوز المسيحية، وهي لها وظيفة تتلعق بخلق الكائن الأسطوري "الشسمه". كما تحدث عن الأب يوشيا وشخصيات أخرى، قبل أن يشير إلى أن "هذه الأقليات من السومريين والبابليين والصابئة هي أشبه ما تكون بالمتحف الحيّ، جيناتها واستمراريتها في هذه الأرض لآلاف السنين تؤكد وجودنا الحضاري".

وعن طريقة كتابته، قال سعداوي: "عندما أكتب أفكر بالعالم المحيط بي، والرواية من دون فكر هي حدوتة". لكن الروائي لم يُجب عن سؤال تأثره بكتّاب آخرين، بل أشار إلى خبرته في الفن التشكيلي والتصوير والقراءات العامة للرواية، مؤكداً أن الرواية الجادة تحاول أن تُخرج الأسئلة النائمة من أعماق القارئ.

ونذكر أخيراً أن سعداوي المولود في بغداد عام 1973 هو أيضاً شاعر وكاتب سيناريو يعمل في إعداد البرامج والأفلام الوثائقية. صدر له، إلى جانب روايته المتوّجة، ديوان شعري بعنوان "عيد الأغنيات السيئة" (دار ألواح، 2001)، وروايتان: "البلد الجميل" (دار الشؤون الثقافية، 2004) التي حازت "الجائزة الأولى للرواية العربية" عام 2005، و"إنه يحلم أو يلعب أو يموت" (دار المدى، 2008).

المساهمون