ويسرد الوثائقي الذي أعدّه الصحافي رضا ماوي، على مدى عامٍ كامل، كيف تمّ اختطاف الأمراء الثلاثة بسبب معارضتهم للأسرة الحاكمة، في إطار برنامج تديره الرياض لاختطاف المعارضين لسياساتها.
وبحسب الوثائقي، تمّ اختطاف الأمير سلطان بن تركي، الذي عرف بانتقاده علانية القيادة السعودية، المرة الأولى، يوم 12 يونيو/حزيران 2003 بعدما دعاه الأمير عبدالعزيز بن فهد للإفطار، في قصر والده في ضواحي جنيف السويسريّة، بحضور الشيخ صالح آل شيخ.
وحاول بن فهد إقناع بن تركي/ بالذهاب إلى السعوديّة وعندها "ستُحلّ كل المشاكل"، وعندما رفض، غادر آل شيخ وبن فهد الغرفة، ليحضر بعدها ملثّمون ويكبّلوا بن عبدالعزيز، ثم يغرزون إبرةً في عنقه، ليجد نفسه بعد أيام عندما استيقظ بمستشفى في الرياض، ثمّ تنقّل بين السجن والإقامة الجبرية.
وفي العام 2010، تدهورت صحّة سلطان بن تركي، فسُمح له بالذهاب إلى بوسطن الأميركيّة للعلاج، وهناك تقدّم بشكوى جنائيّة في المحاكم السويسريّة ضد بن فهد وبن صالح. بعدها، وفي يناير/كانون الثاني 2016، قرر السفر من باريس حيث كان يقيم في فندق خاص، إلى القاهرة، ليكتشف في نهاية الرحلة أنّ الطائرة هبطت في الرياض، وتمّ اختطافه للمرة الثانية، وكان معه مرافقون أوروبيون وأميركيون تم احتجازهم لثلاثة أيام ثم سُمح لهم بالمغادرة.
أما ثاني الأمراء، فكان تركي بن بندر آل سعود، الذي كان مسؤولاً في الأمن السعودي، ما سمح له بالاطّلاع على عدة وثائق، إذ كان مكلّفاً بفرض النظام بين أفراد الأسرة المالكة، ليُسجن لاحقاً بسبب نزاعٍ حول الإرث.
وعند إطلاق سراحه، توجّه إلى باريس وبدأ بثّ مقاطع فيديو عام 2012 تدعو إلى إصلاحات في السعوديّة، فحاول السعوديّون إقناعه بالعودة إلى بلاده فرفض، وظلّ ينشر مقاطع الفيديو حتى يوليو/تموز 2015، ثم اختفى في وقت لاحق.
وأشار الوثائقي إلى أنّ خبراً واحداً في الإعلام العالمي، يعود إلى صحيفة "الصباح" المغربيّة، يُشير إلى أنّه سجن في المغرب، ثمّ تم ترحيله إلى الرياض بناءً على طلب السلطات السعوديّة.
كما يحكي الوثائقي قصّة اختطاف الأمير سعود بن سيف النصر، والذي بدأ عام 2014 تدوين تغريداتٍ تنتقد النظام الملكي في السعودية، وتدعو إلى مقاضاة المسؤولين السعوديين الذين أيدوا عزل الرئيس المصري محمد مرسي، ثم عام 2015 أيّد دعوة إلى الانقلاب على الملك سلمان بن عبدالعزيز.
ويعرض الوثائقي نفسه شهادات من الأمير خالد بن فرحان آل سعود والذي حصل على اللجوء السياسي في ألمانيا عام 2013. ويقول بن فرحان إنّه يخشى أن يلقى المصير نفسه.
كما روى كيف تمّ اختطاف سعود بن سيف النصر، عبر "فبركة من المخابرات السعوديّة"، بعد تقديم عرض لسعود من شركة روسية إيطالية قالت إنها تسعى لاستثمارات في الخليج، وتحتاج دعماً من قبل شخص في العائلة الحاكمة. وحضرت طائرة خاصة للشركة لتقلّ بن سيف النصر، لكن بدل أن تحطّ في ميلانو، اتّجهت إلى الرياض.
(العربي الجديد)