استهدف قراصنة، كانوا قد هكّروا الحزب الديمقراطي الأميركي وأطلقوا وثائق "بوديستا"، المرشح الوسطي للرئاسة الفرنسيّة، إيمانويل ماكرون.
وأظهرت بحوث لشركة يابانيّة ضد الفيروسات تدعى "تريند ماكرو" أنّ حملة ماكرون استُهدفت من قبل قراصنة مرتبطين بروسيا، مما يزيد التفاصيل حول المزاعم السابقة عن أنّ الكرملين يتجسس إلكترونياً على ماكرون.
وأكّد المدير الرقمي للحملة، منير محجوبي، محاولة الاقتحام تلك في اتصال هاتفي، ليل الإثنين، بحسب ما نقلت "أسوشييتد برس"، لكنّه قال إنّه تم التصدي لها.
وأضاف محجوبي "الأمر جدّي، لكن لم يتعرض شيء للخطر".
وتعود محاولات اختراق حملة ماكرون إلى ديسمبر/كانون الأول الماضي، بحسب محجوبي. واشتكت الحملة سابقاً من كونها مستهدفة بالتجسس الإلكتروني التي ظهر أنّ مصادرها روسيّة، لكنّ الحملة لم يكن لديها أدلّة كافية حينها.
وتقرير "ترند مايكرو" الذي تم العمل عليه بشكلٍ مستقلّ عن حملة ماكرون، يُفصّل 160 محاولة للتجسس الإلكتروني على سلسلة من الأهداف. ويزيد التقرير الأدلة على أنّ القراصنة أعدّوا موقعاً لتجميع كلمات السرّ الخاصة بالعاملين في حملة ماكرون.
وأكد محجوبي، أنّ الموقع كان واحداً من عدة مواقع أرسلت عبر الإيميل لعاملين في الحملة خلال الأشهر الأخيرة.
وقالت "ترند مايكرو" إنّ مجموعة القراصنة المسؤولة عن محاولات التجسس الإلكتروني تدعى "باون ستورم" (Pawn Storm) والتي اتهمتها أجهزة التنصت الأميركية بكونها ذراعاً للاستخبارات الروسية. لكنّ المجموعة عُرفت بأسماء أخرى كـ "فانسي بير" (Fancy Bear) أو إي بي تي 28 (APT 28) أو "صوفاسي غروب" (Sofacy Group)، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.
ووجدت شركة الأمن الإلكتروني أدلة على أنّ "فانسي بير" أعدّت على الأقل 4 عناوين مواقع قريبة جداً للاسم الرسمي لحملة ماكرون En Marche، وموقعه الرسمي. ويُعتقد أنّ القراصنة أعدوا تلك العناوين بهدف الاصطياد الاحتيالي، في أسلوب مماثل لخداعهم جون بوديستا وكولين بويل كي يضعوا كلمة السرّ الخاصة بهم، وبالتالي فتح بريدهم للقراصنة، ثم العالم، بحسب ما ذكر موقع "ماثر بورد".
وقال فييك هاكبورد، وهو باحث لدى "ترند مايكرو"، لوكالة "رويترز"، إنّ البصمة الإلكترونيّة للقراصنة مرتبطة بالاعتداءات، العام الماضي، على لجنة الحزب الديمقراطي الأميركي، خلال حملة هيلاري كلينتون، مضيفاً أنّ تقنيّات مشابهة استُخدمت لاستهداف المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، في أبريل/نيسان وفي مايو/أيار 2016.
وتنفي روسيا باستمرار الاتهامات بأنها تخترق الانتخابات حول العالم.
وكانت مجلة "بوليتيكو" الأميركية قد نشرت مقال رأي بعنوان "هكذا قرصنت روسيا الانتخابات الفرنسية"، الأحد الماضي، أشارت فيه الصحافية، لورا دانيالز، إلى أن فرنسا جهزت نفسها لمقاومة الأخبار الزائفة والهجمات الإلكترونية، لكن ثلاثة من أصل أربعة مرشحين في الانتخابات تتوافق آراؤهم مع الكرملين.
وقالت دانيالز، إنّ موسكو تدخلت في الانتخابات الفرنسية أصلاً، إذ أطلقت الاستخبارات السوفييتية (كي جي بي) في عام 1974 حملة دعائية سرية، لتشويه سمعة فرانسوا ميتران وفاليري جيسكار ديستان.
وينافس ماكرون، زعيمة حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف، المتنحيّة، مارين لوبان، على الرئاسة الفرنسيّة التي ستجري الدورة الثانية فيها في السابع من مايو/ أيار المقبل. وتلقى لوبان دعماً من الإعلام الروسي، على اعتبار أنها "تريد التغيير في السياسة الخارجيّة".