حياة الجالية العربية في دول أوروبا شائكة وصعبة، بالرغم من جمال وتميز وتقدم هذه الدول. وبالرغم التعامل المختلف مع حقوق الإنسان، فإن الاغتراب بحد ذاته يشكل في الجاليات المغتربة أزمة هوية عميقة، وخاصة إذا كان الاغتراب نحو حضارات مختلفة عن حضارتنا بكل ما فيها ابتداء من اللغة، الماضي، العادات، الدين، طريقة التفكير.
كل هذا يجعل المغترب يعيش حالة من الفصام الداخلي تقوده إلى عيش حياة مزدوجة متعبة. فلا يجد ذاته في البلاد الجديدة التي جاء إليها، حتى ولو ولد فيها وأتقن لغتها، إذ إن كل ما يدور في بيته يختلف كثيرا عما يدور في الشارع والمدرسة وحتى مكان العمل، فتنقسم الشخصية إلى شخصيتين، منفصلتين، ومتحدتين، وهذا ما يولد القهر والعزلة أحيانا، وأحيانا أخرى يولد العنف.
ولمواجهة هذا الفراغ الداخلي الذي تعيشه الجالية العربية المسلمة في أوروبا يحاول العربي المسلم الهروب الدائم إلى الماضي، وذلك بسبب التمييز بحقه، ويحاول العيش البائس فقط فيه، فيعيد إنتاج ثقافة ماضوية، سلفية، متزمتة، تستند إلى النقل والتلقين والتقليد، وتعادي العقل وترفض الأخذ بمستلزمات التطوير والتغيير الذي يتطلب الانفتاح، والاجتهاد، والإقرار بالتعدّدية.
وهذه الثقافة توصل إلى التطرف والضياع.
وفي موازاة ثقافة الهروب إلى الماضي، هنالك ثقافة الهروب الأعمى من الماضي إلى قشور الثقافة الأوربية الحديثة ، والى القطعية الكاملة مع كل ماضيه، والهروب من ذاته، ومن مقومات هويته.من خلال استنساخ الحاضر الذي تعيشه الدول الأوروبية التي يعيش فيها، وتقليدها الشكلي الأعمى، بدون أن يدرس هذا التطور الذي يفصله عنها بعمقه، وتفاصيله، ومبرّراته.
إن كلا الهروبين يجعلنا، كجالية عربية مسلمة في أوروبا، غير قادرين على تغيير الصورة النمطية التي رسمت عنا، وغير قادرين على المساهمة العميقة في بناء الحضارة الإنسانية.
اقــرأ أيضاً
ولمواجهة هذا الفراغ الداخلي الذي تعيشه الجالية العربية المسلمة في أوروبا يحاول العربي المسلم الهروب الدائم إلى الماضي، وذلك بسبب التمييز بحقه، ويحاول العيش البائس فقط فيه، فيعيد إنتاج ثقافة ماضوية، سلفية، متزمتة، تستند إلى النقل والتلقين والتقليد، وتعادي العقل وترفض الأخذ بمستلزمات التطوير والتغيير الذي يتطلب الانفتاح، والاجتهاد، والإقرار بالتعدّدية.
وهذه الثقافة توصل إلى التطرف والضياع.
وفي موازاة ثقافة الهروب إلى الماضي، هنالك ثقافة الهروب الأعمى من الماضي إلى قشور الثقافة الأوربية الحديثة ، والى القطعية الكاملة مع كل ماضيه، والهروب من ذاته، ومن مقومات هويته.من خلال استنساخ الحاضر الذي تعيشه الدول الأوروبية التي يعيش فيها، وتقليدها الشكلي الأعمى، بدون أن يدرس هذا التطور الذي يفصله عنها بعمقه، وتفاصيله، ومبرّراته.
إن كلا الهروبين يجعلنا، كجالية عربية مسلمة في أوروبا، غير قادرين على تغيير الصورة النمطية التي رسمت عنا، وغير قادرين على المساهمة العميقة في بناء الحضارة الإنسانية.