وكشف أول تحليل عميق لمحتويات معدة الصياد أن نصف وجبته الأخيرة مكون من دهون الحيوانات، وتحديداً من ماعز الألب البري.
وعلى الرغم من أن الباحثين درسوا سابقاً بقايا الطعام في أمعاء "أوتزي"، إلا أنهم لم يستطيعوا إعطاء المعلومات كافة عن وجبته الأخيرة، بسبب عدم العثور على معدته. لكنهم استطاعوا إيجادها أخيراً تحت قفصه الصدري قرب رئتيه المنكمشتين، اعتماداً على الأشعة المقطعية.
كشافان ألمانيان عثرا على "أوتزي" عام 1991 (بول هانّي)
وأشار فرانك ماكسنر، من "معهد يوراك لبحوث دراسات المومياء" في بولزانو الإيطالية، إلى أنه "كان من المدهش اكتشاف هذا النظام الغذائي المليء بالدهون"، مضيفاً أنه "من الواضح أنه أدرك أن الدهون تشكل مصدراً للطاقة، وألّف نظاماً غذائياً يساعده في البقاء حياً على الارتفاعات"، في حديثه لصحيفة "ذا غارديان" البريطانية، اليوم الجمعة.
ووصف ماكسنر نكهة دهن ماعز الألب البري بـ"الفظيعة"، خاصة أنهم لم يمتلكوا الملح حينها.
الفنانان الهولنديان أدري وألفونس كينيس صمما تمثال "أوتزي" المعروض في متحف بولزانو (أندريا سوليرو/فرانس برس)
يذكر أن مومياء رجل الجليد عثر عليها كشافان ألمانيان بالصدفة، عام 1991، على ارتفاع 3210 أمتار عند الحدود بين إيطاليا والنمسا. وتعد المومياء الطبيعية الأقدم في أوروبا، إذ حدد العلماء تاريخ وفاة رجل الجليد قبل نحو 5300 سنة، أي في بداية العصر النّحاسي الذي لا يُعرف سوى القليل النادر عن الحياة البشرية خلاله.
وأطلق الباحثون اسم "أوتزي" على المومياء نسبة إلى سلسلة جبال أوتزتال حيث عُثر عليها.