هديل الرجبي... أصغر مبعدة عن الأقصى

17 ديسمبر 2015
تعرضت هديل للضرب من قبل جنود الاحتلال(من الانترنت)
+ الخط -
كان لا بد لضابط التحقيق الإسرائيلي في مركز شرطة "القشلة" في البلدة القديمة من القدس المحتلة، أن يذكّر الطفلة المقدسية هديل الرجبي، من سكان حي باب حطة بالبلدة القديمة من القدس والمتاخم للمسجد الأقصى، بقرار منعها من دخول المسجد الأقصى والاقتراب من بواباته تحت طائلة الاعتقال والمحاسبة، والذي صدر بحقهما في شهر أغسطس/ آب الماضي.
هديل، التي لم تتجاوز الثانية عشرة من عمرها، أمضت يوم الأربعاء الماضي، ساعات عدة برفقة والدتها في غرفة التحقيق في مقر شرطة البلدة القديمة قبل أن يتم الإفراج عنهما. وحذرهما المحقق، وهو ضابط كبير، من استمرار افتعال "المشكلات" مع المستوطنين مقتحمي المسجد الأقصى والتعرّض لهم خلال جولاتهم الاستفزازية في باحاته وبعد مغادرتهم، وطلب منهما عدم التواجد عند بوابات الأقصى أو الاقتراب منها وإلا فسيكون مصيرهما السجن.

سناء الرجبي، والدة هديل، التي لم تفاجأ يوم الأربعاء باستدعائها، أخبرت المحقق أن من يفتعل "المشكلات" ومن يستفز المصلين هم المستوطنون أنفسهم، وليست هي أو هديل أو المسنّة المقدسية أم إيهاب الجلاد التي لم تشفع لها سنواتها الستون وتعرّضت للاحتجاز والاعتقال ووضع القيود في قدميها ورجليها قبل أن يُفرَج عنها وتُبعَد عن المسجد الأقصى.
تقول سناء الرجبي، لـ"العربي الجديد"، إن "التهمة التي وجّهت إليها تتلخّص في ضرب شرطي إسرائيلي عند باب الملك فيصل، أحد بوابات المسجد الأقصى، القريب من منزلها في باب حطة. وهي تهمة حقق بخصوصها أيضاً مع الطفلة هديل التي كانت أيضاً برفقة والدتها، وسط صراخ المحقق وتهديداته بسجن الوالدة ومعاقبة الطفلة التي بات التعرّض لها بالضرب والاعتقال أمراً عادياً لم تعد تأبه له".

اقرأ أيضاً: الاحتلال يكثّف العقوبات على أهالي الشهداء في القدس

وكانت سلطات الاحتلال قد أخلت سبيل الوالدة والطفلة بشرط عدم الاقتراب مدة أسبوعين من الطريق المؤدي إلى باب حطة، أحد بوابات المسجد الأقصى، حيث تسكن هناك، فضلاً عن اشتراط عدم الاقتراب من بوابة الملك فيصل حيث الشرطي الذي يتواجد على البوابة هناك، والذي اتهمت بضربه.
وكانت هديل تعرضت للضرب من قبل جنود الاحتلال وشرطته الخاصة في ساحات الأقصى أكثر من مرة منذ بداية العام الحالي، كان أكثرها إيلاماً ما تعرضت له في شهر أبريل/ نيسان من العام الحالي، عندما اعتدى عليها أحد جنود الاحتلال قرب باب السلسلة بالضرب والدفع ومنعها من الدخول إلى الأقصى، لتمضي وقتاً وهي تبكي عند البوابة.
تقول هديل، وهي تشير إلى كدمات في ذراعيها بعدما دفعها جندي إسرائيلي إلى الحائط وإلى حاجز حديدي بقوة ليصيبها بجروح، "هذا الأقصى إلنا ما بقدروا يمنعونا.. يعني مسموح هم يدخلوا وإحنا سكان البلد اللي ساكنين جنب الحرم ممنوع علينا...".
بالنسبة لهديل، فإن قرار منعها ووالدتها من الاقتراب من باب الملك فيصل والدخول للأقصى، لن يحول دون التسلل إلى ساحات المسجد، كلما تمكنت من ذلك، ولا سيما في فترات ما بعد العصر وحتى المغرب والعشاء.
لكن والدتها سناء لن يكون بإمكانها القيام بالأمر نفسه، إذ إن صورتها وضعت على كل باب من بوابات الأقصى، وعناصر شرطة الاحتلال على البوابات بحوزتهم القائمة السوداء، يدققون في البطاقات الشخصية لكل سيدة حتى ولو كانت مسنّة.
يذكر أن سناء كانت إحدى المرابطات في الأقصى إلى جانب كل من المرابطتين نهلة صيام وخديجة خويص قبل أن يوضعن على اللائحة السوداء الممنوعة من دخول الأقصى. وتضم اللائحة أسماء أكثر من 60 مرابطة، من أبرزهن الداعية زينة عمرو. وأضيف إليها الأسبوع المنصرم أم زينات الجلاد، من منطقة رأس العمود بالقدس، وهي في الثانية والستين من العمر، ووجهت إليها تهمة تقديم "مساعدة لمنظمة محظورة".

اقرأ أيضاً: فلسطين.. القديسة "بربارة" معتقلة في يوم عيدها
المساهمون