بهذه المناسبة، يحتفل المتحف هذا العام بمرور خمسين عاماً على اقتناء المعبد الذي يعود تاريخه إلى القرن العاشر قبل الميلاد، وهو من المعابد التي كانت تقع في النوبة على الضفة الغربية لنهر النيل.
وقد أشار قرار منح المعبد أنه هدية إلى الولايات المتحدة وشعبها للجهود التي بذلتها في إنقاذ الآثار النوبية من الغرق بعد بناء السد العالي في جنوب أسوان.
لم يكن نقل المعبد إلى أميركا بالأمر السهل، ففي البداية كان لا بد من فكّ المعبد على أرضه ثم إعادة تركيبه في نيويورك، وترقيم القطع المفكّكة لكي لا يجري الخلط لدى تركيبها مرة أخرى، ثم واجهت البعثة المشرفة على التفكيك صعوبات نقل قطع ثقيلة جداً، إذ يصل وزن مجموعها إلى 800 طن، تمّ تقسيمها وتوزعت على 661 صندوق.
وحين وصل المعبد إلى الـ "متروبوليتان" تطلّب عرضه بناء مكان خاص له وتوسعة للمتحف ليتوفّر له موقع مناسب.
لم تتوقّف مشاكل المعبد عند هذا الحدّ، ففي العام الماضي مثلاً، جرت إعادة الألوان الأصلية لرسومات المعبد كما كانت حين بني، فعلماء المصريات يلفتون إلى أن الرسومات كانت ملوّنة بألوان حارّة وحيوية. ولإعادة هذا الألق لرسومات المعبد، أصبح بإمكان مرتادي "متروبوليتان" رؤية المعبد بصورته الأصلية كما كان قبل أكثر من ألفي عام وذلك بفضل بتقنية projection-mapping technology.
اليوم، وبعد نصف قرن على غربة "دندور"، يعقد المتحف هذا العام عدّة محاضرات حوله وينشر على موقعه دراسات ومقالات لباحثين وآثاريين طيلة العام.
ليس هذا هو المعبد الوحيد الذي قام عبد الناصر بفكّه وإهدائه، فقد أهدى أربعة معابد أخرى، هي: "معبد دابود" إلى إسبانيا هدية على حفرها بحيرة ناصر والمساعدة في الحفاظ على الآثار، و"معبد طافا" أهدي إلى هولندا، و"معبد الليسية" إلى إيطاليا، والبوابة البطلمية من معبد كلابشة أهديت إلى ألمانيا.
يُذكر أن المبرّر المعروف والمتداول لإهداء هذه الآثار الوطنية، وكلّها من منطقة النوبة وأسوان، هو ردّ جميل لهذه الدول على مساعدتها في الحفاظ على الآثار من الغرق بعد بناء السد العالي.