هدوء في محيط إدلب شمالي سورية... وترقّب لتسيير دورية مراقبة تركية

جلال بكور

avata
جلال بكور
15 مارس 2019
E198F03A-8E64-462E-A88A-10201601B628
+ الخط -
يسود الهدوء في إدلب ومحيطها شمالي سورية، اليوم الجمعة، وذلك بعد ساعات من تصعيد قوات النظام وروسيا، حتى وقت متأخر من مساء الخميس، فيما تترقب المنطقة تسيير دورية مراقبة من قبل الجيش التركي.

وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الهدوء يسود، منذ منتصف الليلة الماضية، في إدلب ومحيطها؛ حيث لم تسجل أي عمليات قصف في المناطق الخاضعة للاتفاق الروسي التركي بشأن خفض التصعيد أو المنطقة منزوعة السلاح".

وأشارت المصادر إلى أنّ مناطق في بلدات ومدن خان شيخون وتلمنس والتح ومعر شمارين وصهيان وسكيك وبداما وجرجناز وكفرنبل وحاس، تعرّضت، مساء الخميس، لقصف بالمدفعية والصواريخ من قوات النظام، ما أسفر عن أضرار مادية.

ومن المتوقع، وفق المصادر، أن يقوم الجيش التركي المتمركز في نقاط المراقبة حول إدلب بتسيير دورية، اليوم الجمعة، لمراقبة تطبيق اتفاق سوتشي، والذي ينصّ على إنشاء منطقة منزوعة السلاح الثقيل في محيط إدلب بين المعارضة والنظام.

وكان الجيش التركي قد سيّر دورية، يوم الجمعة الماضي، إلا أنّ قوات النظام عاودت عمليات القصف بعد انتهاء الدورية مباشرة، وصعّدت من القصف، خلال الأسبوع الماضي، موقعة عشرات القتلى والجرحى.

وذكر مصدر من الدفاع المدني، لـ"العربي الجديد"، أنّ فرق الإنقاذ تفقّدت كافة المناطق التي تعرّضت للقصف، مساء الخميس، وتأكدت من عدم وقوع ضحايا، وعملت على إخلاء المناطق التي تعرضت للقصف، مضيفاً أنّ حصيلة الضحايا جراء القصف الجوي على مدينة إدلب، مساء الأربعاء الماضي، بلغت سبعة عشر قتيلاً.

من جانبه، أصدر تنظيم "هيئة تحرير الشام"، بياناً حثّ فيه مقاتليه على "الثأر" من الروس ومن قوات النظام، وطالب المدنيين في إدلب بـ"الصبر" على الحملة التي يشنّها النظام، والاستعداد للمعركة القادمة.

وذكر البيان أنّ القصف الروسي استهدف المباني السكنية والمنشآت الحيوية في إدلب وريفها، و"تصعيد القصف الروسي يدلّ على إفلاس روسيا، وعجزها وفشلها في السيطرة على المنطقة".

وقال البيان: "ليس بيننا وبين المحتل الروسي إلا القتال، ولن ننخدع بألاعيبه المعروفة، وإنّ أرضاً تحرّرت بالدماء، سنذود عنها بالدماء".

وطالب البيان مقاتلي التنظيم ومقاتلي فصائل المعارضة بـ"الثأر من قوات النظام وروسيا، والإكثار من العمليات الانغماسية كالعملية التي شنتها العصائب الحمراء إحدى مجموعات هيئة تحرير الشام على مواقع النظام في مدينة محردة بريف حماة الشمالي، منذ يومين".

وحذر البيان أهالي إدلب وريفها من "الوثوق بالمؤتمرات والاتفاقيات الدولية، وضمانات وقف إطلاق النار التي نتجت عن مؤتمرات سوتشي وأستانة".

ويشار إلى أنّ "هيئة تحرير الشام" سيطرت على مدينة إدلب ومعظم ريفها وريف حلب شمال غربي سورية، بعد قتال مع فصائل من المعارضة السورية المسلحة.

الائتلاف المعارض يطالب بوقف "العدوان"

في غضون ذلك، طالب وفد "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية"، المجتمع الدولي بـ"التحرّك الفوري لوقف العدوان من قوات النظام السوري على إدلب"، وذلك خلال اجتماعات عقدها خلال جولته الأوروبية الأخيرة.

وذكرت الدائرة الإعلامية للائتلاف، اليوم الجمعة، أنّ وفد الائتلاف طالب الدول التي اجتمعت في العاصمة البلجيكية بروكسل من أجل "دعم مستقبل سورية والمنطقة"، بـ"إصدار بيان إدانة للعمليات الوحشية التي تجري ضد المدنيين"، داعياً إلى "تحريك ملف المساءلة والمحاسبة، وعدم السماح لمسؤولي النظام بالإفلات من العقاب".

وأوضحت الدائرة أنّ وفد الائتلاف "عقد في بروكسل سلسلة من الاجتماعات الهامة، وذلك في إطار جولة أوروبية يقوم بها، تزامنت مع مؤتمر بروكسل الثالث بشأن دعم مستقبل سورية والمنطقة الذي نظمه الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة".

والتقى وفد الائتلاف، على مدار يومين، المبعوث الخاص لوزارة الخارجية الأميركية إلى سورية جيمس جيفري والوفد المرافق له، إضافة إلى عدد من رؤساء الوفود والمبعوثين في ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وتركيا وإيطاليا واليابان وهولندا والدول الإسكندنافية وبلجيكا والاتحاد الأوروبي، فضلاً عن ممثلي عدد من منظمات المجتمع المدني السورية.


وأضافت أنّ وفد الائتلاف بحث "التصعيد العسكري الخطير الذي يقوم به نظام الأسد ضد المدنيين في إدلب، والذي استخدم فيه قنابل الفوسفور الأبيض المحرم دولياً، وأدى إلى سقوط عشرات الضحايا".

ولفت وفد الائتلاف إلى أنّ النظام "يرتكب مثل تلك الانتهاكات في كل مرة يُعقد فيها استحقاق دولي"، وأشار إلى أنّ "الهدف من ذلك هو إفشال الجهود الدولية، ومحاولة الضغط على المجتمع الدولي لإفشال العملية السياسية، أو أي جهد يمكن أن يخفف معاناة السوريين".

وأكد الوفد، خلال اجتماعاته، أنّ "ملف إعادة الإعمار في غاية الأهمية"، مشدداً في الوقت عينه على أنّه "لا يجوز البدء فيه إلا بعد انطلاق العملية السياسية والوصول إلى إنجاز حقيقي فيها".

انفجار في الرقة

وفي مدينة الرقة شمالي سورية، قُتل وجرح عناصر من مليشيا "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، مساء الخميس، جراء انفجار عبوة ناسفة.

وذكرت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، أنّ دوّي انفجار عنيف سُمع في أرجاء مدينة الرقة، حيث تبيّن أنّ مجهولين فجّروا عبوة ناسفة، أثناء مرور رتل عسكري لمليشيا "قوات سورية الديمقراطية"، بالقرب من الملعب البلدي شمال وسط مدينة الرقة.

وأسفر التفجير عن وقوع قتلى وجرحى من عناصر "قسد"، إلا أنّ حجم الخسائر لم يتبيّن بدقة، وفق المصادر ذاتها، حيث قامت "قسد" على الفور بتطويق المكان ومنع الناس من الاقتراب.

وأوضحت المصادر أنّه سُمع دوي انفجار ثان من نفس المنطقة، بعد قرابة عشر دقائق من وقوع التفجير الأول، ولم تتبيّن كيفية وقوعه.

وذكرت مصادر أهلية من المدينة، أنّ التفجير نجم عن دراجة نارية مفخخة، انفجرت لحظة وصول رتل عسكري من ضمنه سيارة قياديين في "قسد" إلى منطقة الملعب البلدي.

من جانبها، قالت مصادر مقربة من "قسد"، لـ"العربي الجديد"، إنّ التفجير نجم عن عبوة ناسفة استهدفت سيارة عسكرية تابعة للقوات، عند حديقة البجعة بالقرب من الملعب البلدي، وأدت إلى مقتل عنصر وإصابة ثلاثة آخرين بجروح.

وكانت "قوات سورية الديمقراطية" قد أصدرت قراراً، قبل أيام، بمنع استخدام الدراجات النارية في مدينة الرقة نتيجة عمليات التفجير المتكررة التي تستهدف حواجز ودوريات المليشيا في المدينة، والتي يقف وراءها مجهولون. وتكبّدت "قسد" التي تقودها "وحدات حماية الشعب" الكردية، وتتلقّى الدعم من التحالف الدولي ضد "داعش"، خسائر بالأرواح جراء التفجيرات المتكررة في الرقة وريفها.

ويأتي هذا فيما تترقّب "قسد" خروج مدنيين وعائلات عناصر تنظيم "داعش"، من آخر جيب للتنظيم في بلدة الباغوز بريف دير الزور شرقي سورية، قبيل خوض آخر المعارك العسكرية ضد التنظيم.

ذات صلة

الصورة
النازح السوري محمد كدرو، نوفمبر 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

أُصيب النازح السوري أيمن كدرو البالغ 37 عاماً بالعمى نتيجة خطأ طبي بعد ظهور ضمور عينيه بسبب حمى أصابته عندما كان في سن الـ 13 في بلدة الدير الشرقي.
الصورة
فك الاشتباك جندي إسرائيلي عند حاجز في القنيطرة، 11 أغسطس 2020 (جلاء مرعي/فرانس برس)

سياسة

تمضي إسرائيل في التوغل والتحصينات في المنطقة منزوعة السلاح بين الأراضي السورية ومرتفعات الجولان المحتلة، في انتهاك لاتفاقية فك الاشتباك الموقعة عام 1974.
الصورة
معاناة النازحين في سورية، 12 نوفمبر 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

تواجه عائلة علي إدريس واقعاً قاسياً في ظل الفقر المدقع الذي تعيشه، ذلك بعد نزوحها من مدينة معرة النعمان في ريف إدلب جنوبي سورية قبل خمسة أعوام
الصورة
من مجلس العزاء بالشهيد يحيى السنوار في إدلب (العربي الجديد)

سياسة

أقيم في بلدة أطمة بريف إدلب الشمالي وفي مدينة إدلب، شمال غربي سورية، مجلسا عزاء لرئيس حركة حماس يحيى السنوار الذي استشهد الأربعاء الماضي.