هدنة قتل المدنيين

11 سبتمبر 2016
النظام شن أمس غارة على سوق بإدلب(عمر حاج-قدور/فرانس برس)
+ الخط -
بعد طول مشاورات بين الروس والأميركيين، جاء المؤتمر الصحافي المشترك لوزيري خارجية البلدين، سيرغي لافروف وجون كيري، ليعلن اتفاقاً على هدنة شاملة كان جل تركيزها على حلب. وكانت بمثابة توافق على عقاب الحاضن الشعبي للمعارضة وتثبيت للنظام وإعطائه ميزة المتحكم بممرات المساعدات الإنسانية الواردة في الهدنة، وحتى بالشكل البروتوكولي للهدنة، والتي لم يشارك فيها أي طرف سوري. وتم التعامل مع النظام كطرف جرى إطلاعه على بنود الهدنة. ولاقت موافقته عليها ترحيباً من راعييها الدوليين، فيما تم التعامل مع المعارضة كطرف تم إنذاره بوجوب التعامل بإيجابية مع الهدنة وتحذيره من مخاطر خرقها.

ولم يتوصل الروس والأميركيون إلى توافق على الهدنة بشكلها الذي خرجت به إلا بعدما تمكن النظام من استعادة حصار حلب ليكون موضوع الهدنة هو تأمين مساعدات لتلك المناطق، وعن طريق معابر النظام كـ"معبر الكاستيلو". وهو الأمر الذي يطرح تساؤلاً كبيراً حول الهدف من الهدنة في حلب على المستوى الإنساني وحول النوايا السياسية للدول الراعية له بما يخص إعادة تأهيل النظام ومساعدته على استعادة المبادرة في حلب، من خلال تولي الأميركيين والروس مهمة ضرب القوة الأكبر التي كانت تسبب له إزعاجاً في المنطقة وهي "جيش الفتح"، وذلك بدعوى محاربة تنظيم "فتح الشام" المكون الرئيسي من مكونات "جيش الفتح".

وبدأت تداعيات الهدنة تظهر منذ الساعات الأولى للإعلان عنها وقبيل ساعات من بدء تطبيقها، وذلك من خلال مجزرة مروعة ارتكبها النظام السوري في سوق شعبي بمدينة إدلب. وهو الأمر الذي يؤكد على أن بدء تطبيق الهدنة سيكون مزيداً من المجازر بحق المدنيين في محافظة إدلب. ولكن هذه المرة عن طريق الطيران الروسي والأميركي بدعوى محاربة التطرف والذي يتكفل خلاله الأميركيون باستهداف تنظيم "فتح الشام"، فيما يتكفل الروس باستهداف "جيش الفتح" وأشباهه، بحسب ما جاء في المؤتمر الصحافي لكيري ولافروف.
وقد خبرنا الطريقة التي يستهدف خلالها الروس التنظيمات التي يعتبرونها إرهابية، وذلك باستهدافهم المستشفيات وفرق الدفاع المدني، والبنى التحتية التي تخدم المواطنين، بالإضافة لاستهدافهم المدنيين الذين سيكونون المتضرر الأكبر من هذه الهدنة.
المساهمون