تعرّضت المخرجة الموريتانية مي مصطفى لانتقادات كبيرة بسبب خلعها اللباس التقليدي "الملحفة" الخاص بالمرأة الموريتانية، وإعلانها عن ذلك في سابقة من نوعها في موريتانيا التي اعتادت نساؤها، خاصة من الشريحة العربية، على ارتداء اللباس التقليدي والتمسك به في جميع الظروف.
وأثار تصرف المخرجة الشابة حنق وغضب رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين تداولوا صورها وتصريحاتها بخصوص اللباس التقليدي. وواجهت المخرجة هجوماً حاداً واتهامات بالتخوين والتكفير، خصوصاً حين ظهرت مرتدية زياً معاصراً في المقابلة التي أجرتها مع قناة "بي بي سي" عن أعمالها السينمائية.
وازداد الهجوم على المخرجة واسمها مي مصطفى حين تحدت منتقديها على حسابها على "فيسبوك"، وبثت فيديو مرتدية زياً مكوناً من بنطال ومعطف شتوي وغطاء للرأس، وقالت "أنا لست في حرب مع أحد ولكنني لن أسمح للمجتمع أن يخبرني كيف أعيش حياتي، وماذا ألبس، أو آكل أو أقول، أو أفكر.. الملابس حرية شخصية، باختصار كسرت الصنم الذي يقف عائقاً أمام الكثيرات، ويفتقدن الشجاعة لكسره".
وأضافت "المجتمع هو بعبع يخيف الضعيف.. من جهة أخرى، لو امتلكت كل امرأة في المجتمعات الذكورية الشجاعة والقوة لتحديد ما تريد ما كنا الآن نعيش مهزلة أن يتدخل المجتمع في أتفه الأشياء، فحق بسيط من حقوق الإنسان أن يرتدي ما يريد".
وقالت "أنا لم ولن أتخلى عن الزي التقليدي وأرتديه في المهرجانات والمحافل التي أحضرها لكن هذا لا يمنع أنني فتاة معاصرة ومن حقي أن أرتدي ما أحب، أم أنه من الواجب عليّ ارتداء الزي التقليدي طوال الوقت ؟! نحن نعيش في عالم وليس في قوقعتنا الخاصة، هناك أناس آخرون معنا على هذا الكوكب ونحن لا نشكل إلا جزءاً صغيراً منه".
وكان هذا المنشور كافياً لتندلع موجة ردود فعل على مواقع التواصل، فعلق المدون حبيب الله أحمد على تصرف المخرجة مي مصطفى، قائلاً "يظلمون كثيراً المخرجة مي مصطفى فمن يعرفها يعرف أنه لا معلومات عندها عن عادات وتقاليد المجتمع الموريتاني، فحتى لسانها ليس متعوداً على الحسانية (اللهجة المحلية) وطريقتها في الحياة ليست طريقة محلية أبداً... هذه المخرجة ولدت في بيئة أخرى وعايشت ثقافات أخرى واحتضنتها فضاءات أخرى أكسبتها أسلوب حياة غريب الأطوار شكلاً ومضموناً، وحسناً فعلت عندما خلعت ملحفتها وهي تتهجم على موريتانيا وتصفها بأوصاف غير لائقة فمن يشتم بلده لا بد أن يكون عارياً أو شبه عار ليفعل ذلك".
Facebook Post |
وعلق المدون محمد التاه على تهجم المخرجة على موريتانيا بعد أن أصبحت تقطن مصر "جميل جداً أنها ذهبت إلى مصر السيسي وهي أرض الخلع... لقد استعملت تلك الفتاة طريقة خالف تعرف ونجحت في لفت الأنظار إليها وهذا ما أرادت بالضبط".
وقال مصطفى عباس "هي تناقض نفسها فمرة تمدح الزي التقليدي لأنه يشبه الزي الهندي لكن طريقة ارتدائه غير جميلة، أما في الهند فهي جميلة لأنها شبه عارية.. ومرة أخرى تعتبره رجعياً ومن حق المرأة أن تلبس ما تشاء وتعلن عن ذلك".
وقال أحمدو ولد مفيد سيدي "لا توجد أمة متقدمة إلا بالحفاظ على الهوية.. والحرية لا تعني التملص من جميع الضوابط والجمال هبة من الله قد تخفى على البعض".
من جهته اعتبر بابا ولد نعيم أن "للمرأة الحرية في اختيار ملابسها مثل الرجل إذا كان موافقاً للدين الحنيف.. فالسفر للخارج قد لا يساعد المرأة على الاحتفاظ باللباس التقليدي".
وقالت المدونة نعيمة سيدي عمر: "ويل لمجتمع أنفق جل ماله في بناء الشكل ونسي العقل"، ورأى مولاي سيدي أن "مشكلة الموريتانيين أن ثقافة اللباس سبقت ثقافة القيم والأخلاق.. وهذا خطأ". بينما علقت سهام سيدي على الموضوع، قائلة "معها حق الملحفة ليست مقدسة ولم يفرضها الدين هي فقط زي تقليدي وبدوي.. ولا يستر المرأة.. المهم اختيار لباس ساتر حتى لو كان غير تقليدي".
Facebook Post |