هاوي آثار في غزة يقتني 10 آلاف قطعة أثرية

04 فبراير 2016
نجح شهوان في جمع 10 آلاف قطعة أثرية(العربي الجديد)
+ الخط -
يتنقل المواطن مروان شهوان داخل قبو منزله بين قطع أثرية وفنية، تعود لحضارات قديمة، عاشت في فلسطين، حيث جمعها خلال فترة 30 عاماً من حياته.


قصة عشق لا تنتهي بدأت مع شهوان عندما اشترى أول تحفة نحاسية من السوق ليكتشف أنها ثمينة وتعود لعهود قديمة، حيث تحول الاهتمام إلى حب دفعه لجمع مزيد من قطع أثريةِ تاريخية تروي تاريخ سبع حضارات سكنت فلسطين.

وبينما نجح شهوان الذي يسكن مدينة خانيونس أقصى جنوب قطاع غزة، في جمع أكثر من عشرة آلاف قطعة أثرية، تمكن بالفعل من استثمار هذه القطع في إطار معرض شخصي ليتحول بعد ذلك لقبلة للمهتمين والشغوفين بالآثار وعلومها.  

ويضم المتحف أنواعا متعددة من الأواني الفخارية، من حقب تاريخية مختلفة تتجسد عبر أقسام مختصة؛ فهناك قطع يونانية، ورومانية، وفرعونية، وبيزنطية، وإسلامية، ومملوكية، وعثمانية، إضافة لأدوات زراعية متعددة الأشكال والصناعات، لجانب سلال وقيود حديدية، وسُرُج أحصنة معلقة على مدخل السرداب.

في سقف قبو المنزل وفي وسطه تحديداً، يتدلى جسر حديدي عثماني علق بالسقف، وقد نقش عليه "من خيرات أمير المؤمنين السلطان الغازي الثاني عز نصره"؛ حيث يروي هذا الجسر افتتاح سكة حديد ربطت غزة بالحجاز، كما تحكي القطع كيف كان يسافر الناس وآليات الحرية والحركة المختلفة على مدار التاريخ.

ويتضمن المتحف محاريث زراعية يدوية الصنع، عرفها المزارع الفلسطيني خلال الفترات التاريخية، كما أنه يحتوي "فخاخا" متنوعة لصيد الطيور، إضافة لجرة معدنية يدوية الصنع لحفظ الدواء.

وباعتبار أن شهوان يتقن فن النجارة والجبس والمنحوتات، فقد أكسبه ذلك مهارة في حفظ هذه القطع الأثرية.

وقال صاحب المتحف مروان شهوان: "تمكنت من جمع آلاف القطع النحاسية والصخرية والجلدية والتراثية والطيور والثعالب المحنطة، إضافة لمكن خياطة قديمة ومناشير وسلحفاة كبيرة، وقمت بتنسيقها وترتيبها وعرضها في أجنحة ضمن المتحف الذي أقمته".

ويبرز جناح الوسائل القتالية مجموعة أدوات عسكرية لعصور قديمة؛ حيث شمل هذا الجناح قذائف المنجنيق الصخرية، ورماحا وسيوفا، ودروعا وألغاما، إضافة لصناديق رصاص غطاها الصدأ تعود لفترة الانتداب البريطاني على فلسطين أي قبل عام 1947.

لم تغب عن المشهد نفسه، أسلحة وملابس عسكرية أخرى ترجع للدولة البيزنطية، وتشمل هذه الحقبة مجموعة من الرماح والسيوف والحراب، وفي مقابل هذه الحقبة تبرز بعض الخناجر والسيوف التي تعود للفترة العثمانية.

غير أنَ جناحاً آخر مخصصاً للتراث الفلسطيني، وضعت فيه الملبوسات الفلسطينية القديمة، كالفراش والأثاث والأبسطة والأغطية التي كانت تستخدم في المجالس والبيوت، فضلاً عن آلات العزف والدف لإحياء المناسبات والأعراس الشعبية.

وهناك أرفف خشبية حملت أواني نحاسية نادرة، وأباريق، وبكارج قهوة، وأسرجة زيتية للإضاءة، وتحفا متنوعة، وغلايين التدخين، وأدوات الحلاقة القديمة، ومكاييل الوزن النحاسية، وربع صاع كتب عليه "مد نبوي" وهو يعود إلى العهد الإسلامي.

كما حوى مطاحن صخرية للقمح وأحواض غطس للأطفال ومسامير حديدية طويلة كانت تستخدم في صناعة السفن والمراكب، وقطعا برونزية ونحاسية.

ويشير شهوان إلى أنه شارك بمعارض محلية نظمت في غزة، في حين حصل على شهادات تكريمية، وذلك لحرصه على حفظ التراث الفلسطيني من الاندثار، داعياً المؤسسات المهتمة في هذا الشأن لاحتضان متحفه وإيجاد مكان أكثر ملاءمة له حتى يحقق هدفه المنشود.

ويقول: "تلقيت عروضاً دولية من دول عربية وأوروبية لإنشاء متحف محلي على مساحة 15 دونماً، لكنها كلها فشلت".

ورغم أن قطاع غزة يعتبر من أكثر الأماكن الأثرية المليئة بالتحف والآثار، إلا أن الناس لا يهتمون بهذه القطع نتيجة لقلة الوعي المجتمعي بأهميتها التاريخية، كما إضافة إلى النقص الفعلي في المتاحف الكبيرة، حيث يوجد في غزة متحف صغير ووحيد وهو "متحف الباشا"، الحكومي، ويتبع لوزارة السياحة والآثار.

(فلسطين)

دلالات
المساهمون