بدّلت عملية "عاصفة الحزم" موازين القوى في جنوب اليمن، معيدة للقوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، الذي وصل عصر أمس إلى مطار الرياض، زمام المبادرة، وتحديداً في عدن، في ظل مساعي الحوثيين للسيطرة على معظم مناطق جنوب اليمن، والتي ارتفعت وتيرتها في الساعات الأولى من أمس، الخميس، من خلال فتح جبهتين إضافيتين في الجنوب، وتوسيع عملياتهم، في الوقت الذي وصلت فيه تعزيزاتهم لعدد من المناطق في الجنوب. وكشفت وسائل الإعلام السعودية عن وصول هادي إلى الرياض، ونقلت قناة الجزيرة عن مصادر أن هادي وصل من عدن عن طريق سلطنة عمان.
اقرأ المزيد: "عاصفة الحزم": اليمن والخيار الصعب
ولم تخفِ مجموعات واسعة من الجنوبيين ارتياحها لعملية "عاصفة الحزم"، كنوع من ردة فعل على ما يقوم به الحوثيون وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وهما طرفان ينظر إليهما الجنوبيون على أنهما أوغلا في الظلم والقسوة ضدهم طوال سنوات طويلة، ولا سيما صالح من بعد حرب صيف 1994. لكن ذلك لم يحل دون تحذير البعض من أن تضرّ عمليات "عاصفة الحزم" بالمدنيين، لا سيما أن بعض المعسكرات والقواعد العسكرية موجودة داخل المدن، وتحيط بها أحياء سكنية. وفي اطار استعادة قوات هادي المبادرة، قالت مصادر خاصة، لـ"العربي الجديد"، إن القائد والمشرف العام على اللجان الشعبية الجنوبية في عدن، المهندس أحمد الميسري، قاد أمس اللجان الشعبية في عدد من شوارع عدن، للقضاء على المسلحين الحوثيين، الذين كانوا توغلوا إلى بعض مناطق المدينة.
اقرأ المزيد: "عاصفة الحزم": اليمن والخيار الصعب
وذكرت المصادر أن اللجان، بقيادة الميسري، تعمل على "تطهير الشوارع، وتمكنت من تطهير جولتي كالتكس والقاهرة في مدينتي المنصورة والشيخ عثمان من الحوثيين الذين سقط منهم 16 قتيلاً فضلاً عن عدد من الجرحى، فيما قتل ثلاثة من اللجان الشعبية التي يقودها الميسري". وكانت اللجان قد بدأت بشن هجوم واسع على مناطق توغل فيها الحوثيون لتدور حرب شوارع بين الطرفين.
إلا أن تراجع الحوثيين وقوات صالح لم يقتصر على عدن، إذ إن الضربات الجوية لعملية "عاصفة الحزم"، والتي طالت أيضاً قاعدة العند في الجنوب، مكّنت القبائل واللجان الشعبية الجنوبية من إعادة السيطرة على القاعدة بعد فرار الحوثيين منها عقب ساعات من دخولها. وهو ما سمح للقوات الموالية لهادي بأن تعيد ترتيب صفوفها لمواجهة الحوثيين.
كما تصدى مسلحون جنوبيون، يُطلق عليهم "المقاومة الجنوبية"، في منطقة "سيلة بله" التي تصل قاعدة العند بمنطقة ردفان في لحج، لقوة من الحوثيين كانت في طريقها إلى ردفان، وسقط عدد من القتلى والجرحى من الحوثيين. وهي المحاولة الأولى للحوثيين وقوات صالح للتقدم نحو ردفان، إحدى مناطق مثلث الحراك الجنوبي المغلقة، إلى جانب الضالع وردفان، وتخضع لما يُعرف بـ"المقاومة الجنوبية".
في غضون ذلك، كثّف الحوثيون وحليفهم صالح تحركاتهم الميدانية في الجنوب، وقاموا بفتح جبهتين جديدتين في محافظتي أبين وشبوة، شمال شرق عدن، إلى جانب الجبهتين السابقتين في لحج والضالع، اللتين كانوا قد توغلوا فيهما عبر لحج نحو عدن، فيما فشلوا في التوغل باتجاه الضالع.
وحسب مصادر متابعة لسير العمليات العسكرية، فإنه "منذ صباح أمس، الخميس، حاولت قوة عسكرية حوثية، قادمة من البيضاء وعبر منطقة مكيراس، التوغل نحو منطقة لودر في أبين، وتعرضت هذه القوات لكمين نصبته لها اللجان الشعبية. الأمر الذي أدى إلى سقوط 25 قتيلاً وعدد من الجرحى". وأشارت مصادر أخرى إلى أن "الجبهة الرابعة، كانت عبر منطقة بيحان، في محافظة شبوة، عبر توغل 20 طقماً عسكرياً، وعشرات المسلحين من الحوثيين".
وفي موازاة التطورات الميدانية، تباينت المواقف السياسية في الجنوب من عملية "عاصفة الحزم". مصادر مقرّبة من الرئيس اليمني قالت، لـ"العربي الجديد"، إن هادي "يشعر بارتياح من هذا التحركات، التي تقوم بها دول تحالف دعم الشرعية، من دول الخليج والدول العربية والإسلامية".
في المقابل، قال مصدر قيادي في الحراك الجنوبي، لـ"العربي الجديد"، إن "الحراك الجنوبي يدعم تحالف دعم الشرعية ضد الانقلابيين"، لكن المصدر شدد أيضاً على "أن الجنوبيين يتمسكون بحق استعادة الدولة الجنوبية، ودحر الانقلابيين الحوثيين من الجنوب، بمساعدة الدول الخليجية والعربية في هذا التحالف".
إلا أن مصادر سياسية أخرى كشفت، لـ"العربي الجديد"، أن "التحرك السعودي قلب الطاولة على أطراف جنوبية تتواجد في دولة الإمارات وتعقد لقاءات في ما بينها". وأوضحت هذه المصادر أن "المتواجدين في دبي، ويحسبون على الطرف الإيراني، وتعارض السعودية لقاءهم في دبي بشدة، انزعجوا كثيراً من انطلاق عملية عاصفة الحزم، ولا سيما أن هذه الأطراف كانت تتحدث عن قرب سقوط هادي، وأن هناك ترتيبات سياسية خاصة ستجري بعد سيطرة الحوثيين على الجنوب وإسقاط هادي".
وحسب المصادر نفسها، فإن "هذه الأطراف كانت تستعد لإصدار بيان بعد سقوط هادي، تشرح فيه الترتيبات، لكن بسبب عاصفة الحزم تعثرت تحركاتهم".
وفي المجمل، فإن مصير الجنوب لا يزال يشوبه الغموض في ظل انفلات الأوضاع واستمرار المواجهات. كما أن بعض المناطق التي لا توجد فيها اللجان ولا القوات الموالية لهادي ما زالت تشهد أعمال فوضى ونهب.
اقرأ المزيد: صحيفة أميركية: الحوثيون يسلمون إيران وثائق سرية أميركية حساسة
إلا أن تراجع الحوثيين وقوات صالح لم يقتصر على عدن، إذ إن الضربات الجوية لعملية "عاصفة الحزم"، والتي طالت أيضاً قاعدة العند في الجنوب، مكّنت القبائل واللجان الشعبية الجنوبية من إعادة السيطرة على القاعدة بعد فرار الحوثيين منها عقب ساعات من دخولها. وهو ما سمح للقوات الموالية لهادي بأن تعيد ترتيب صفوفها لمواجهة الحوثيين.
كما تصدى مسلحون جنوبيون، يُطلق عليهم "المقاومة الجنوبية"، في منطقة "سيلة بله" التي تصل قاعدة العند بمنطقة ردفان في لحج، لقوة من الحوثيين كانت في طريقها إلى ردفان، وسقط عدد من القتلى والجرحى من الحوثيين. وهي المحاولة الأولى للحوثيين وقوات صالح للتقدم نحو ردفان، إحدى مناطق مثلث الحراك الجنوبي المغلقة، إلى جانب الضالع وردفان، وتخضع لما يُعرف بـ"المقاومة الجنوبية".
في غضون ذلك، كثّف الحوثيون وحليفهم صالح تحركاتهم الميدانية في الجنوب، وقاموا بفتح جبهتين جديدتين في محافظتي أبين وشبوة، شمال شرق عدن، إلى جانب الجبهتين السابقتين في لحج والضالع، اللتين كانوا قد توغلوا فيهما عبر لحج نحو عدن، فيما فشلوا في التوغل باتجاه الضالع.
وحسب مصادر متابعة لسير العمليات العسكرية، فإنه "منذ صباح أمس، الخميس، حاولت قوة عسكرية حوثية، قادمة من البيضاء وعبر منطقة مكيراس، التوغل نحو منطقة لودر في أبين، وتعرضت هذه القوات لكمين نصبته لها اللجان الشعبية. الأمر الذي أدى إلى سقوط 25 قتيلاً وعدد من الجرحى". وأشارت مصادر أخرى إلى أن "الجبهة الرابعة، كانت عبر منطقة بيحان، في محافظة شبوة، عبر توغل 20 طقماً عسكرياً، وعشرات المسلحين من الحوثيين".
وفي موازاة التطورات الميدانية، تباينت المواقف السياسية في الجنوب من عملية "عاصفة الحزم". مصادر مقرّبة من الرئيس اليمني قالت، لـ"العربي الجديد"، إن هادي "يشعر بارتياح من هذا التحركات، التي تقوم بها دول تحالف دعم الشرعية، من دول الخليج والدول العربية والإسلامية".
إلا أن مصادر سياسية أخرى كشفت، لـ"العربي الجديد"، أن "التحرك السعودي قلب الطاولة على أطراف جنوبية تتواجد في دولة الإمارات وتعقد لقاءات في ما بينها". وأوضحت هذه المصادر أن "المتواجدين في دبي، ويحسبون على الطرف الإيراني، وتعارض السعودية لقاءهم في دبي بشدة، انزعجوا كثيراً من انطلاق عملية عاصفة الحزم، ولا سيما أن هذه الأطراف كانت تتحدث عن قرب سقوط هادي، وأن هناك ترتيبات سياسية خاصة ستجري بعد سيطرة الحوثيين على الجنوب وإسقاط هادي".
وحسب المصادر نفسها، فإن "هذه الأطراف كانت تستعد لإصدار بيان بعد سقوط هادي، تشرح فيه الترتيبات، لكن بسبب عاصفة الحزم تعثرت تحركاتهم".
وفي المجمل، فإن مصير الجنوب لا يزال يشوبه الغموض في ظل انفلات الأوضاع واستمرار المواجهات. كما أن بعض المناطق التي لا توجد فيها اللجان ولا القوات الموالية لهادي ما زالت تشهد أعمال فوضى ونهب.
اقرأ المزيد: صحيفة أميركية: الحوثيون يسلمون إيران وثائق سرية أميركية حساسة