نيلا أرياس ميسون
30 يونيو 2020
+ الخط -

يعاد مؤخراً الاعتبار إلى تجربة نيلا أرياس ميسون، التي قدّمت تجربة بارزة ضمن موجة التعبيرية التجريدية في مدينة نيويورك عقب الحرب العالمية الثانية، لكن كثيراً من النقاد يشيرون إلى معظم فنانات تلك الفترة طُمسن مقابل الاهتمام بالفنانين، كما حصل مع غيرها في تاريخ الفن مثل ماري كاسات وكاميل كلوديل وبيرت موريسو.

وُلدت الفنانة والنحّاتة الكوبية الأميركية (1915 – 2015) في هافانا لعائلة أتت من إسبانيا وامتلكت مزارع تبغ في هافانا واستقرّت فيها نهائياَ، حيث درست الرسم على يد الفنان أرماندو ماريبونا ثم سافرت إلى الولايات المتحدة لتلقّي العلاج عام 1941، وعادت إلى كوبا لفترة بسيطة، قبل أن تقرّر الانتقال مجدّداً إلى أميركا والإقامة هناك حتى رحيلها.

تنطلق عند السابعة والنصف من مساء اليوم في "معهد ثربانتيس" بمدريد لقاء حول ميسون تقدّمه الباحثة أليسيا فالينا، والصحافية لاديسلاو أزكونا اللتان تعيدان اكتشافها منذ ثلاثنينات القرن الماضي مرروراً بجولاتها المتعدّدة إلى أوروبا في الستينيات، وصلاتها مع أبرز فناني عصرها.

من أعمال نيلا أرياس ميسون
من أعمال نيلا أرياس ميسون

تقف فالينا عند البدايات مع تعرّف ميسون على دوائر المثقفين المرتبطين بـ"مدرسة هافانا للفنون الجميلة"، وكيف أصبحت جزءاً من الطليعة الفنية الثانية في نيويورك بعد التقائها بمارك روثكو ووالاس ثينغ الذين كانون من أبرز رموزها، لتكون التلميذة المقرّبة لهانز هوفمان متأثّرة بأفكاره حول الطبيعة بوصفها المصدر الأساس، وتنظيره حول القيمة الروحية للفنون.

كما تتحدّث عن  المرحلة الأولى من مشوارها حيث مزجت الألوان بطريقة ارتجالية تلقائية باستخدام فرشاة عريضة لصنع علامات إيمائية كاملة مع تكوين تركيبات بسيطة مع مساحات كبيرة من اللون تهدف إلى إنتاج إظهار تدرّجاته من طبقة على طبقة، كما ظهرت الأشكال الغامضة في لوحاتها.

وتلفت إلى زيارتها أوروبا لأوّل مرة عام 1961، حيث تنقذلت بين برشلونة ومدريد وبروكسل وأقامت عدّة معارض في بريطانيا والدنمرك وألمانيا وإيطاليا وغيرها، وبدت أعمالها في تلك المرحلة أكثر حيوية وغنية لونياً في بعد يعكس شاعرية وحميمية أكثر من تجارب معاصرة في التعبيرية التجريدية.

أما أزكونا، فتتناول زواجها عام 1963 الشاعر والفنان البلجيكي آلان ميسون، أحد مؤسسي حركة الشعر البصري، وقامت معه باستكشاف جميع الاحتمالات والأنماط الشخصية التي يمكن اختراقها في التجريد، وتعاملا مع تكوينات لونية معقدة.

وتشير إلى تطوّر تجربتها بعد ذلك لتخرج نهائياً من حدود مدرسة نيويورك، وتمسك بأسلوبها الخاص الذي دمجت من خلاله مؤثرات من ثقافات مختلفة، لكنها ستنسحب من عالم الفن وتستقر في أحد أرياف نيوجرسي نهاية السبعينيات، وتواصل الرسم في معتزلها حتى أصيبت بحادث سيارة في التسعينيات أدى إلى القيام بالعديد من العمليات الجراحية في ذراعها اليسرى، فلم تعد قادرة على ممارسة الفن بعد ذلك.

المساهمون