نور قاسم... المرأة العراقية متجوّلةً بين الألوان

10 مايو 2018
نور قاسم: "المشكلات السياسية لا تعنينا" (العربي الجديد)
+ الخط -
في الوقت الذي تشهد فيه الحركة الفنية في العراق ضعفاً مادياً بالإنتاج والتسويق والعرض في داخل البلاد وخارجها، يستمر الفنانون العراقيون بتفعيل مواهبهم المختلفة، لا سيما ما يتعلق بالرسم والموسيقى والتمثيل، إذ لا تزال العاصمة بغداد تمثل صالة عرض واسعة لفناني العراق تُعرض فيها فعالياتهم الفنية والثقافية المتنوعة.

لم تنقطع فنانات بغداد عن الظهور بوجهٍ متألقٍ، برغم ضغوط الحياة اليومية، وما تعصف بالبلاد من مشكلات أمنية واقتصادية وسياسية. وفي نفس الساعات التي يروّج سياسيو العراق ومرشحوه لأنفسهم في الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها الأسبوع المقبل، للفوز بمناصب سيادية ومقاعد في كمجلس النواب لأربع سنوات مقبلة، تنطلق الرسامة نور قاسم بمعرضها الفني "لوحات زخرفية". تقول: "المشكلات السياسية لا تعنينا فلهم حياتهم ولنا الحياة".

وتضيف في حديثٍ مع "العربي الجديد"، على هامش المعرض، إن "العمل الفني في العراق لا يزال رائعاً، فلم تؤثر المصائب التي ألقت بظلالها على البلاد، ولا يزال الفنان العراقي مثابراً في تقديم المضامين الفنية الهادفة، فضلاً عن إبداعه في مزج الألوان والمدارس الفنية، بما يناسب طبيعة الأعمال"، مبينة أن "اللوحات التي قدمتها خلال المعرض، هي خليط بين فن الزخرفة والبورتريهات النسائية، وإظهار وجه المرأة العراقية ضمن لوحة أو رسمة حديثة بشكل مغاير ومميز، بالاعتماد على الحداثة في إرسال الفكرة... والمعرض تضمّن أفكاراً أفريقية قديمة، لكنها عاودت طرحها من جديد، ليظهر هذا الفن بشكل عراقي مُركّز وغير ممل".



وتقول إن "العراقيين يحبون الفنون، وخصوصاً الأفكار الجديدة... هناك متابعة لافتة من قبل الجمهور لآخر الأعمال والرسومات، وعلى الرغم من هذه المتابعة، إلا أن المتلقي العراقي لا يشتري اللوحة التي تعجبه، فهو يحب المشاهدة والاستمتاع دون الشراء".

وتشكو نور قاسم من "ضعف تسويق المنتج الفني العراقي داخل العراق وخارجه، لا سيما اللوحات الفنية، حيث إنها تبقى داخل البلاد ويتم عرضها خلال العرض الأول ويمكن لها أن تشارك في محافل ثقافية وفنية، ولكن تبقى الصعوبة في عرضها كمادة فنية في المعارض العربية والعالمية، وقد يحدث هذا الأمر إلا أنه حدوثه يعد نادراً في ظل الظروف الحالية".

وتُكمل: "الفنان العراقي يرسم لأهداف غير ربحية، فهو لا يسعى للربح من خلال بيع لوحاته، هو يسعى للوصول إلى مراتب ثقافية عالية، أبرزها تعريف الناس بالفنون الجديدة والإضافات التي يضفيها الفنان على المدارس والفنون الأصلية... أنا أعمل مثلاً على الخلط بين فن الزنتانجل ورسم الوجوه الشخصية، وأعمل على إظهار المرأة العراقية بشكلها المميز دائماً".

وتشير إلى أن "مشاكل الرسام العراقي، لا تكمن في صعوبة الحياة، إنما في صعوبة نشر الفن النظيف، فنحن نعتمد على مصادر رزقنا البعيدة عن الفن، ولكل منّا جوهُ الخاص... أشجع على ألا يبقى الفنان يعتمد في حياته على ما يكسب من فنه، إنما مزاولة مهنة يعيش من خلالها، وينطلق بفنه كرسائل حسية تصل إلى المتلقي العراقي أولاً والعالم أخيراً".



تعمل نور على إحياء الجانب الزخرفي في الأعمال الفنية العراقية والدمج بين الواقعية والفنون، مستخدمة بذلك وجه المرأة العراقية كقيمة أساسية في أغلب أعمالها، وتبرز من خلال جميع لوحاتها اللونين الأبيض والأسود، وبشكل ضمني تركزُ على اللون الثالث المختلف، وبهذا الصدد تقول: "أعتمد على البساطة بالتعبير عن أفكاري، لأن تعقيد اللوحة وجعلها لغزاً محيراً للمتلقي، قد يؤذي المتلقي ويجعله ينفر من متابعة أعمالي الجديدة، وأحاول أن أصطحب المشاهد لرسوماتي إلى فضاء ممتد من ناحية الشكل والمضمون".
وتتابع: "أنحاز للمرأة في نقاطي وخطوطي وأشكالي الهندسية، حتى الكلمات المتداخلة والمتناسقة التي أضيفها إلى اللوحة، هي غزليات تستحقها المرأة العراقية المجاهدة، لتعطي بذلك شكلاً جميلاً بواسطة زخرفة متنوعة وذات أصول بغدادية، للتذكير دائماً بأن المرأة هي المحرك الأساسي للعالم".
دلالات
المساهمون