نوافير حمراء في ميادين مصر تنديداً بـ"رئاسة الدم"

نافورة

تناثرت بقع حمراء، بدلاً من المياه الصافية، داخل النوافير المنتشرة في الميادين الرئيسية في مصر، قبل ساعات من بدء أول انتخابات رئاسية تشهدها البلاد منذ الانقلاب، تنديداً بالمذابح التي ارتكبها قادة الانقلاب العسكري ضد معارضيهم السياسيين منذ الثالث من يوليو/تموزالماضي 2013.

وفي النافورة الواقعة في نهاية شارع الطيران، المؤدي الى ميدان رابعة العدوية في حي مدينة نصر شرقي القاهرة، تحول لون المياه الى الأحمر بعدما قذف أحد معارضي الانقلاب أكياساً تحوي مادة ملونة احتجاجاً على المذبحة التي شهدها الميدان، قبل شهور.

"رسالتنا واضحة للجميع: قاطعوا رئاسة الدم"، هذا ما قاله أحد معارضي الانقلاب الذي يشارك في حملات مقاطعة الانتخابات التي وصفها بـ"المسرحية الهزلية".

وأضاف الشاب العشريني، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، لـ"العربي الجديد" "قتل العسكر صديقي في مذبحة النصب التذكاري، 26 يوليو/تموز الماضي، التي كانت بروفة لخطة فض الاعتصام في ميدان رابعة".

وأوضح "يحاول قادة الانقلاب إجبارنا على القبول بالأمر الواقع والاقتناع بأن كل شيء يسير على ما يرام، هيهات: كيف نقبل بانتخابات تأتي على جثامين ودماء من قتلهم وزير الدفاع المستقيل، عبد الفتاح السيسي؟"، تساءل بنبرة يملأها الغضب والاستنكار.

الدعوة الى مقاطعة "انتخابات الدم"، كما يصفها الشاب، لها آليات كثيرة منها إغراق النوافير المنتشرة في الطرق والميادين بمادة حمراء تشبه الدم، وقذف صور الدعاية الانتخابية للسيسي، بطلاء أحمر أو تمزيقها "لتأكيد رفضنا حكم السفاح"، على حد تعبيره.

وأضاف الشاب "لا تنتخبوا قاتل ولدي، قاطعوا رئاسة الدم. رسالة من أم شهيد، كانت تلك وسيلة أخرى لإيقاظ ضمائر من يعتزم المشاركة في الانتخابات حتى لو لإبطال صوته حتى لا يضفي شرعية على عملية تفتقد الى أبسط شروط النزاهة، وتأتي بعد جرائم العسكر والداخلية"، موضحاً، أنه ورفاقه في الحملة "نفذوا هذه الفكرة من خلال كتابة هذه الرسائل الموجهة من أمهات الشهداء وزوجات المعتقلين والمفقودين على أوراق ولصقها على السيارات أو على مداخل المنازل نظراً لوجود صعوبة في طبع كميات كبيرة منها بسبب التضييق الأمني".

وأكد الشاب، بأن حملتهم لن تنتهي بإعلان نتيجة الانتخابات المعروفة سلفاً، في إشارة منه الى فوز السيسي المؤكد، مضيفاً أنهم "سيواصلون حراكهم المناهض للانقلاب بالطرق السلمية كافة، حتى بعد إتمام المرحلة الأخيرة من خارطة طريقهم المزعومة".