نقص الغاز يُعيد السوريين لعصر الحطب

20 نوفمبر 2014
سورية تُعد طعاما لأبنائها على نيران حطب(فرانس برس)
+ الخط -

تعاني الأسواق السورية نقصاً حاداً في مادة الغاز المنزلي، رغم رفع سعر الأسطوانة رسميا بحدود 120% قبل أربعة أشهر، من 500 إلى 1100 ليرة (3.2 إلى 7 دولارات)، ما دفع كثير من السوريين للعودة إلى الاحتطاب، الذي تخلت عنه البشرية منذ عقود.

وفي ظل غياب الرقابة وفوضى الأسواق، سجل سعر أسطوانة الغاز في السوق الموازية بالعاصمة دمشق بين 3700 إلى خمسة آلاف ليرة سورية بحسب ما أكده متعاملون لـ "العربي الجديد".

وقال أحد مواطني دمشق، ويُدعى أحمد، رفض ذكر اسمه كاملا، لـ "العربي الجديد": نقص الغاز واستغلال تجار الأزمة للمواطنين، يبدو أكثر قسوة هذا الشتاء، نظراً لانقطاع التيار الكهربائي لنحو 20 ساعة يومياً ولعدم توفر "المازوت" وارتفاع الأسعار في السوق السوداء، رغم رفع الحكومة الأسعار أخيراً من 60-80 ليرة سورية لليتر.

وقال المواطن، وائل حسون، من قرى "جبل الشيخ" بريف مدينة القنيطرة: مستعدون أن ندفع ضعفي السعر الرسمي لأسطوانة الغاز، لكن أين هو مفقود من الأسواق منذ أسابيع، ما دفع الناس في منطقتنا الباردة لقطع الأشجار والتدفئة على الحطب. وتابع "نبحث عنه منذ أسابيع دون جدوى".

وأضاف في حديث لـ "العربي الجديد": أريد أن أعرف من أين يأتي التجار بالغاز ويبيعونه على مرأى الجميع بسعر لا يقل عن أربعة آلاف ليرة، ألا يعني ذلك أن لديهم تغطية من المسؤولين، إن لم نقل شركاءهم.

ويُرجع المسؤولون في حكومة بشار الأسد، أزمة نقص غاز الطهي إلى سيطرة المسلحين على مواقع الغاز في جبل الشاعر والحجار.

و"الشاعر" و"الحجار" هما أكبر حقلي غاز في سورية، ووقعا تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" الشهر الماضي.

أما في المناطق المحررة التي تحصل على الغاز بطريقة "الغنائم"، كما يقول المواطن، أحمد صبيحة، من منطقة "سرمين" في ريف إدلب، فقد زاد سعر أسطوانة الغاز فيها عن خمسة آلاف ليرة سورية.

وأضاف صبيحة لـ "العربي الجديد": عدنا للعصر الحجري وصار الحطب أهم وسيلة لاستخداماتنا المنزلية في طهي الطعام والتدفئة، بعد نقص مادة المازوت وتوقف التكرير اليدوي للنفط الخام الذي كان يأتينا من مناطق الآبار التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية "داعش".

في المقابل، قال مدير فرع دمشق وريفها لتوزيع الغاز، عبد العزيز الشيخ: إن إنتاج الغاز ارتفع هذا الأسبوع لنحو 35 ألف أسطوانة بزيادة عشرة آلاف أسطوانة عن الأسبوع الماضي.

وقال إن وضع الغاز شهد تحسناً كبيراً عن الفترة الماضية، ضمن خطة لتأمين المادة وخطة لتوزيعها على مختلف المؤسسات والجهات الحكومية والمعتمدين.

وحقل الشاعر، شرقي مدينة "حمص" (وسط سورية) مرتبط بمعمل "إيبلا" من خلال خط لنقل الغاز بطول 77 كم؛ وهو ينتج نحو 120 طناً من الغاز المنزلي يوميا و2.5 مليون متر مكعب من الغاز النظيف.

ويبلغ احتياطي سورية من الغاز الطبيعي، نحو 285 مليار متر مكعب.

المساهمون