قاطع وزير التربية والتعليم ومحافظ القدس والنقابات الفلسطينية، زيارة عمدة لندن، بوريس جونسون، للأراضي الفلسطينية المحتلة، احتجاجا على تصريحاته المؤيدة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، فيما استقبله رئيس الحكومة الفلسطينية، رامي الحمد الله، في مقر رئاسة الوزراء اليوم.
ووصفت مصادر حكومية لقاء رئيس الوزراء بعمدة لندن بـ"البارد" والذي لم يحظ بأي تغطية إعلامية، خوفا من انتقاد الشارع الفلسطيني، للمسؤول البريطاني الذي مدح ديمقراطية الاحتلال في تصريحات صحافية، أمس الثلاثاء.
وكتب وزير التربية والتعليم، صبري صيدم، على صفحته على "فيسبوك": "عندما يقرر عمدة لندن في زيارته لفلسطين المحتلة وفي أوج تصاعد الإعدامات بدم بارد لطلبة مدارسنا وجامعاتنا ونسائنا وأطفالنا، أن يتغنى بإسرائيل بوصفها بالديمقراطية والديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، فإن من حقنا أن نقاطع حفل استقباله المنوي تنظيمه غدا.. وهذا ما سيتم. الفلسطينيون ليسوا شعبا فائضا عن حاجة البشر، وليسوا أقل آدمية من أحد".
وقرر وزير شؤون القدس ومحافظها، عدنان الحسيني، مقاطعة لقاء كانت دعت إليه القنصلية البريطانية في القدس المحتلة، مساء اليوم، للوزير الحسيني وممثلي الهيئات الشعبية المقدسية للاجتماع مع عمدة لندن.
وفي تصريح خاص لـ"العربي الجديد"، أوضح الحسيني أن لقاء كهذا لا يمكن أن يتم بعد ما صدر من تفوهات من قبل جونسون، والتي اعتبر فيها إسرائيل واحة الديمقراطية الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط، متغاضيا عن ممارسات هذه الدولة التي يمكن أن يقال إنها فاشية وعنصرية.
اقرأ أيضا: عباس من الرياض: لا نستطيع الالتزام بالاتفاقيات مع إسرائيل
بدورها، أكدت هيئة العمل الوطني في القدس هي الأخرى، رفضها أي لقاء يعقد مع هذا المسؤول البريطاني، الذي ذكر الفلسطينيين بالتاريخ الأسود لبلاده خلال احتلالها وانتدابها.
وقال حاتم عبدالقادر، عضو الهيئة، في تصريحات له، "نعم نرفض أي لقاء مع هذا المسؤول البريطاني، الذي ساند ودعم الاحتلال بتصريحاته المقيتة والوقحة، في وقت لم يصدر عنه أي تصريح يدين الجرائم الإسرائيلية، وما اقترفه محققو الاحتلال من جريمة بشعة حيال الطفل أحمد مناصرة".
وتساءل عبدالقادر "هل ما فعله المحققون مع الطفل الأسير مناصرة يعكس فعلا ديمقراطية الاحتلال التي يتغني بها جونسون؟".
وقاطعت النقابات الفلسطينية وعدد كبير من الشخصيات الاعتبارية المقدسية لقاء جونسون، على خلفية تصريحاته التي وصفوها بالعنصرية والمقيتة، المؤيدة لإسرائيل، التي أدلى بها جونسون خلال وجوده في إسرائيل، مساء أمس الثلاثاء.
وقال نقيب الأطباء الفلسطينيين، نظام نجيب، لـ"العربي الجديد"، "نرفض استقباله واستقبال أي زعيم بريطاني إلا إذا اعتذر".
وشدد: "كان يجب على جونسون أن يعتذر للشعب الفلسطيني عن الجرائم التي اقترفتها بريطانيا بحق الشعب الفلسطيني، منذ وعد بلفور حتى الآن".
إلى ذلك، رفضت نقابة المهندسين استقبال عمدة لندن، الذي كان من المقرر أن يحضر ورشة عمل تنظمها النقابة بالتعاون مع الرباعية الدولية اليوم.
وتجدر الإشارة إلى أن نقابة المهندسين، ونقابات الأطباء، والصيادلة، وأطباء الأسنان، والمهندسين الزراعيين، والأطباء البيطريين، أبلغت ممثلي الرباعية الدولية، بتحفظها على استقبال جونسون، بسبب التصريحات السياسية التي أدلى بها وتجاهل فيها الجرائم التي ترتكبها الحكومة الإسرائيلية، وتهكمه على حركة مقاطعة إسرائيل.
اقرأ أيضا: الخارجية الفلسطينية: نتنياهو لن يجد من يتجاوب مع إملاءاته