نص رسالة يوسف ندا حول رؤيته لحل الوضع بمصر

12 يونيو 2015
ندا يناشد المخلصين لإنقاذ مصر من الفشل (الأناضول)
+ الخط -

بعث المفوض السابق للعلاقات الدولية في جماعة "الإخوان المسلمين"، يوسف ندا، برسالة خصّ بها وكالة "الأناضول"، كشف فيها عن استعداده "لاستقبال من يريد الخير لمصر وشعبها".

ونشرت "الأناضول" الرسالة التي جاءت تحت عنوان "يوسف ندا يناشد كل مصري مخلص لإنقاذ مصر من أن تتحول إلى دوله فاشلة أو دويلات بدائية تتحارب مع بعضها".

وفيما يلي نص الرسالة:

إن شعب مصر الذي كانت مطالبه في يناير(كانون الثاني) 2011 خبز، حرية، عدالة اجتماعية، أصبح لا يهمه إلا خبز وعدالة اجتماعية، وكأنه رضي أن يحيا بلا حرية أو أنه أجّل المطالبة بها.

وبما أن القائمين على الدولة غير قادرين على معالجة الأمور الاقتصادية رغم المنح، والقروض، والإيداعات من الدول العربية أو الأجنبية المساندة للحكم الحالي بامتيازات، ونسب فوائد مرتفعة وبيع أملاك مهمة للأمن الوطني، وما زال التاريخ يحدثنا عن الخديوي إسماعيل وصفقاته في بيع قناة السويس التي حفرتها سواعد وظهور الفلاحين المصريين قبل اختراع آلات الحفر الميكانيكية، وانتهت إلى بيع ورهن أملاك وبنية الدولة من كهرباء ومياه وبنوك ومحاصيل زراعية وغيرها بأبخس الأثمان ولآجال طويلة حولت الفقراء إلى معدمين فإن الوضع مرشح للانفجار مرة أخرى، وستكون نتائجه مدمرة لمصر لعقود وهي تنحدر في طريقها للتحول إلى دولة فاشلة، وما أمر ليبيا، وسورية، والعراق، واليمن، إلا أمثلة واقعية لم يتصورها أحد من قبل.

وقد رأى كل معاصر أنها تبدأ بثورة الجياع ضد الفساد المالي والسياسي الذي سيطر على الاقتصاد، وكبل الحريات ثم تنتقل إلى عصابات مسلحة تنشئ كانتونات مبنية على عصبيات دينية أو عشائرية أو اجتماعية أو جغرافية وتسير ببطئ أو بسرعة حسب الظروف إلى مصير الدولة الفاشلة التي يصعب علاجها، وقبل تقسيمها إلى دويلات وليس فقط عصابات يحارب بعضها البعض.

إن مهمة القوات المسلحة في كل دول العالم هي فقط الدفاع عن الدولة ضد أي عدو خارجي، وليس الدفاع عن الحكومة ضد الشعب الذي يقتطع من قوته ليعزز ويعيل، ويسلح ويجهز هذا الجيش، أما في مصر فمن آن لآخر تظهر مجموعات من الجيش تكافئ الشعب الذي يطعمهم ويسلحهم بأن ينقلبوا عليه ويسلبوه حريته وقوته، بل ومستقبله ويفرضوا وصايتهم بعنف واستعلاء وقسوة على هذا الشعب الذي يطعمهم من دمه وقوته.

أقول إن كل من يتنفس بهواء مصر ويشعر ويفهم المصير الذي انحدرت إليه البلاد المجاورة سورية، العراق، ليبيا، اليمن، وكلها أصبحت إما دول فاشلة أو أن كل منها في طريق لا رجعة فيه لتكون دولة فاشلة، تتقاتل فيها الأعراق، والمذاهب، والقبائل، والمدن المختلفة ناهيك عن عصابات اللصوص واستباحه الأعراض والأموال.

إن كل مصري يخشي هذا المصير يجب أن يكون على استعداد أن يتخلى عن كثير من حقوقه لينقذ مصر من هذه الزمرة التي لا خلق ولا وطنية لها.

أنا لا أدعي أن الجيش المصري فاقد الوطنية وفاسد، ولكن أقول بوضوح إن بعض قياداته المتحكمة فيه هي كذلك، وأخاطب المخلصين من هذا الجيش وأقول لهم إن تمسكنا بالشرعية هي لحمايتكم وحماية ذريتكم وأبناء مصر جميعاً من المصير الذي تجرفنا هذه الفئة إليه، فإن كان منكم من يريد إعادة ترتيب الأوراق والتجاوب مع حقوق هذا الشعب ومصالحه فليس هناك شرعية أخرى تقف أمام ذلك أو تعارضه، ولابد أن تكون هناك وسائل كثيرة لتثبيت الشرعية في فترات تختلف عن الوسائل في فترات أخرى.

ولذلك أذّكر بالآية الكريمة (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله)، وأنا جاهز ومستعد لاستقبال من يريد الخير لمصر وشعبها وقادر على ذلك إن شاء الله.

اقرأ أيضاً: دعوات لـ"عصيان المترو" في مصر تمهيداً لموجة احتجاجات واسعة

المساهمون