ونظّم "حزب الله" مسيرة مركزية في بيروت، ظهر فيها الأمين العام للحزب، حسن نصرالله، بشكل شخصي وليس عبر الشاشات، وهو ما قد يؤشر إلى تراجع التهديد الإسرائيلي له.
وكان لافتاً تكرار الحاضرين "الموت لآل سعود" ليطغى على كل الشعارات القديمة للحزب، مثل "الموت لأميركا" أو "الموت لإسرائيل"، وهو ما يمكن وضعه في خانة تزايد التوتر الإيراني - السعودي، وتصرف حزب الله كرأس حرب في هذه المعركة، خصوصاً أنّه رجل دين عربي، وذلك لرغبة لدى هذا المحور بعدم تحويل الصراع إلى عربي - فارسي، وإعطائه طابعاً مذهبياً بدل ذلك.
وأعلن نصرالله عدداً من المواقف، جدّد فيها وقوفه إلى "جانب الشعب الفلطسيني في مقاومته وتأييده المطلق لثورته"، داعياً "كل أحرار العالم إلى مساندته ودعمه".
وكرّر نصرالله التزامه بما أسماه "الجهاد ضد الحرب الأميركية التكفيرية على إسلامنا وديننا وشعوب منطقتنا"، مشيراً إلى أن "هذا الجهاد سيتواصل مهما بلغت التضحيات، وكما هزمنا إسرائيل سيهزم التكفيريون وسادتهم الأميركيون في المنطقة".
وجدّد رفضه لعاصفة الحزم مُسميا إياها "العدوان السعودي - الأميركي على الشعب اليمني"، مؤكّداً "الوقوف إلى جانب الجيش اليمني ولجانه الشعبية".
من جهةٍ ثانية، كشف نصرالله أن عدد ضحايا حادثة منى خلال الحج "بلغ 2200 شهيد بسبب تقصير السلطات السعودية"، داعياً إلى "التحقيق في هذه الحادثة".
وأشاد الأمين العام للحزب، بـ"انتصارات الشعب العراقي على تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)"، مُطالباً العراقيين "بعدم الرهان على أميركا والغرب، لأن بإرادتكم تستطيعون هزم داعش وغيرها".
وفيما يخص الملف اللبناني، دعا نصرالله إلى "عدم انتظار تطورات المنطقة لإيجاد الحلول الخطيرة التي تعصف بلبنان، بعيداً عن المكابرة والاستقطاب". ورأى أنّه "لا بديل عن طاولة الحوار في هذه المرحلة".
ولفت نصرالله، إلى أن طرفي النزاع يتبادلان الاتهامات "تتهموننا بتعطيل الرئاسة، ونحن نتهمكم بتعطيلها، فلندع هذا الأمر جانباً ولنذهب إلى الحوار، فلا تنتظروا حواراً سعودياً - إيرانياً، فالأمور ذاهبة إلى التغيير في المنطقة، كذلك لا ننتظر الغرب فلبنان ليس في أولوياته".
وأشار أيضاً إلى أن البعض في لبنان راهن "على سقوط سورية، ولكنها لم تسقط، ولذلك أنتم تراهنون على أوهام وخيالات، فتعالوا حرصاً منا كلبنانيين إلى إيجاد حلول لمشاكلنا التي تفاقمت بما يهدد انهيار البلد".
من جهته، أعلن وزير المال علي حسن خليل، في كلمة ألقاها باسم رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي خلال مسيرة مركزية نظمتها حركة "أمل"، أنه "سيكون هناك دعوة لعقد جلسة تشريعية"، مؤكّداً أنّ "الحوار الوطني سيستمر كما الحوار الداخلي بين حزب الله وتيار المستقبل لأنه مساحة اللقاء الوحيدة في العالم العربي بين السنة والشيعة".
اقرأ أيضاً: حزب الله بعد العودة من سورية: حساب الميدان والسياسة