نصب "العتال" شاهد على تضحيات العمال في الجزائر

01 مايو 2017
التمثال في ساحة تافورة في العاصمة الجزائرية(العربي الجديد)
+ الخط -


في الفاتح من مايو/أيار من كل عام، يتذكر الجزائريون عمال ميناء الجزائر الذين سقطوا في مجزرة نفذها الاستعمار الفرنسي في مايو/أيار 1962، ويظل النصب التذكاري الذي وضع في ساحة "تافورة" في قلب العاصمة الجزائرية، تخليدا لذكراهم، شاهداً.

ويبقى النصب شاهداً على نضالات الطبقة الكادحة في الجزائر، ومقصداً للمسؤولين والعمال على حد سواء في عيد العمال من كل عام، للاحتفال رمزياً بالذكرى.

بالقرب من واجهة ميناء الجزائر، يخلد تمثال "الحمال" أو "العتال" ضحايا تلك المجزرة، وهو عبارة عن تمثال من البرونز يحكي للجزائريين تفاصيل مقتل 200 عامل من الحمالين في الميناء في فترة الاستعمار الفرنسي.

ويذكر المختص في تاريخ الثورة التحريرية، الدكتور مصطفى بن عزيز، لـ"العربي الجديد"، أن التمثال هو صورة عن "ضنك العيش وصعوبة المعيشة، وللأسلوب الوحشي الذي اعتمدته السلطات الفرنسية ضد طبقة الشغيلة بمجرد أن دخلوا في إضراب يومي 1 و2 مايو 1962 للتعبير والتنديد بسوء المعاملة التي عاشوها في مكان عملهم، فضلا عن الأجور المنخفضة التي كانوا يتلقونها نضير عملهم الشاق".

تمر الآلام والذكرى، لكن التمثال يظل رابضا هناك بالقرب من ميناء الجزائر، يعيد فتح الجرح في عيد العمال من كل عام، عندما رفض العمال وقتها وقبل استقلال الجزائر بشهرين، إفراغ حمولة إحدى البواخر الفرنسية.

يضيف بن عزيز أن العمال استجابوا لنداء جيش التحرير الوطني الشعبي آنذاك، الجناح العسكري لجبهة التحرير التي قادت الثورة التحريرية ورفض الاستبداد، فما كان من الجنود الفرنسيين إلا أن فتحوا نيران رشاشاتهم باتجاه العمال الجزائريين، ليذهبوا ضحايا مجزرة تبقى الأعنف في تاريخ ثورة التحرير الجزائرية.

وأضاف المتحدث أن "معاملة فرنسا لعمال الميناء كانت سيئة جدا، أجور منخفضة وعمل بالساعات دون توقف، فضلا عن عدم تلقيهم العلاج في حالات المرض، وعدم استفادتهم من أيام راحة"، مشيراً بحسرة إلى أنهم كانوا يلقون معاملة لا تصلح للآدميين.

وأوضح أن "التمثال يدل على تلك الظروف القاسية التي عاشها أولئك العمال الذين كانوا يتلقون الفرنكات القليلة مقابل عمل يزيد عن 19 ساعة يوميا، وفي النهاية استقبلت السلطات الفرنسية الاستعمارية مطالبهم بالقتل، فدفعوا الثمن غاليا".

ويمثل النصب رجلاً بملامح تدل على الشقاء والبؤس، يحمل على ظهره كيساً. وهو عمل للفنان الجزائري محمد بوكرش، دشنه الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في العام 2009.



المساهمون