يعيش ملايين المغاربة على وقع ارتفاع مفرط لدرجة الحرارة منذ أمس الاثنين، ويتوقع أن يستمر طيلة الأسبوع المقبل، مما دفع متخصصين إلى دق ناقوس الخطر بشأن مخاطر التعرض لأشعة الشمس، محذرين من أضرار صحية للأطفال والمسنين.
وأفاد مسؤول التواصل بمديرية الأرصاد الجوية، الحسين يوعابد، بأن "موجة الحرارة ستعم مناطق مختلفة من البلاد، خصوصاً في الشرق والجنوب والداخل، وبدرجة أقل في الشمال والغرب"، مبرزاً أن "الموجة سببها كتل هوائية ساخنة قادمة من مناطق الصحراء".
وأوصى يوعابد المواطنين بأخذ الحيطة والحذر من التعرض المباشر لأشعة الشمس في ساعات الظهيرة، معتبراً أنه "من الطبيعي أن يعرف الصيف هذه الحرارة المرتفعة التي تصل في بعض المناطق إلى 47 درجة مئوية".
وأفاد مواطنون بأن درجات الحرارة وصلت إلى 49 و50 درجة في بعض مناطق الجنوب، وفقاً لدرجات القياس في مقار البنوك والسيارات وغيرها، وهو ما ينذر بصيف ساخن.
وحذر المختص في الطب الباطني، حفيظ مجري، من مخاطر ارتفاع الحرارة، مؤكداً لـ"العربي الجديد"، أن "المسنين والأطفال هم أكثر الفئات تأثراً بارتفاع الحرارة. جهاز المناعة لدى المسنين يكون ضعيفاً بسبب التقدم في العمر، كما أنه عند الأطفال يكون في بداية تشكله، وهذا يجعل الحرارة تؤثر في هؤلاء أكثر من غيرهم، وقد تؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة".
وأوضح أن "الإصابة بضربة شمس قوية يمكن أن تعرض الدماغ للتلف، وربما تؤدي إلى الوفاة، فضلاً عن خطورة الإصابة بداء التهاب السحايا بسبب تكرار التعرض لضربات الشمس"، مشدداً على ضرورة التقيد بوسائل الوقاية مثل وضع القبعات، وشرب الكثير من السوائل، وتفادي الحركة تحت أشعة الشمس المباشرة.
ولجأ كثير من المغاربة إلى الشواطئ للتغلب على ارتفاع درجات الحرارة، كما دفع ذلك عدداً من الشباب والصغار في الجهات التي لا تضم شواطئ إلى المغامرة بالاستحمام في وديان وسدود، وهو ما نتج عنه تسجيل وفيات في الأيام الأخيرة.
وجرفت مياه "وادي أم الربيع" أمس، طفلاً يبلغ من العمر 8 سنوات، ولم يتم العثور على جثته حتى اليوم، كما أن شاباً في عقده الثاني غرق في مياه سد كان يستحم فيه قرب مدينة مراكش، ما دعا السلطات إلى إطلاق حملة ضد السباحة في السدود.