نساء كينيات يخبزن الكعك بأفران شمسية صديقة للبيئة

24 نوفمبر 2015
الفرن الشمسي الذي يحسن حياة النساء (GETTY)
+ الخط -


في قرية بدائية في مقاطعة كيليفي على الساحل الشرقي لكينيا، تعكف مجموعة من النسوة على إدارة مشروع مزدهر، إذ ينتجن في اليوم عشرات أنواع الكعك المختلفة. هن لا يمتلكن أفراناً للطهي بمطابخهن، وبدلا من ذلك تخبز مجموعة (نسوة إيماني) الكعك بالاستعانة بصندوق خشبي، وبطاقة الشمس فقط، ويكسبن قوت يومهن بما يكفي لإعالة أسرهن، وتعليم أبنائهن بالمدارس.

يتكوّن الفرن الشمسي الواحد من الخشب والجلد ورقائق الورق المفضض، ويمكنه الانتهاء من صنع الكعك في غضون ساعتين، من دون اللجوء إلى طاقة الكهرباء أو الفحم. ويعمل الفرن من خلال احتجاز حرارة الشمس، بالاستعانة بالورق المفضض العاكس ليصبح هذا الصندوق فرنا متنقلا.

وبالنسبة إلى مجموعة (نسوة إيماني) –التي يعني اسمها باللغة السواحيلية الإيمان- صار هذا الصندوق الخشبي البدائي، مصدراً لتمكين المرأة، إذ يتيح لها ضمان دخل ثابت ورزق مضمون علاوة على تعليم الأبناء في المراحل الدراسية المختلفة.

اقرأ أيضاً: نعمةُ اللوح الخشبيّ

بدأت المجموعة نشاطها هذا عام 2014 في إطار مبادرة أطلقتها مجموعة التنمية الألمانية (المؤسسة الألمانية للنهوض بسكان العالم) التي تهدف إلى مساعدة النسوة بالقرى البدائية بريف إفريقيا من خلال إقامة المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر.

وأثناء عملية خبز الكعك تقوم النسوة بتحريك الصندوق باستمرار لاقتناص أكبر كم ممكن من أشعة الشمس، وخلال اليوم المشمس يمكنهن صناعة 150 كعكة صغيرة تباع الواحدة بسعر 10 شلنات (10 سنتات) إلى جانب 30 كعكة أكبر حجما بسعر 200 شلن (دولارين).

وتصف خديجة بتينجا رئيسة مجموعة (نسوة إيماني) هذا المخبز بأنه صديق للبيئة واقتصادي وملائم لظروف البيئة "لو كنا استخدمنا الحطب أو الفحم للطهي، لاختلف الأمر كثيرا لأن تكلفة التشغيل ستكون عالية. كما أننا كنا سنلوث البيئة".

وأثبتت التجربة أن صنع الكعك باستمرار نشاط مربح، ويمكن أن تكسب المرأة الواحدة ما يصل إلى 300 شلن يوميا. ومن خلال بيع الملابس أو تربية الدواجن، بوسع النسوة تعويض النقص في دخولهن، عندما يكون الطقس غائماً على نحو يستحيل معه مواصلة نشاط صنع الكعك.

وفي قرية مسوماريني تستغل مجموعة (نسوة إيماني) زراعات جوز الهند الوفيرة لاستخراج زيت جوز الهند الطبيعي بالاستعانة بالفرن الشمسي العاكس.

ومن خلال عائدات هذه الأنشطة، تقوم معظم أعضاء مجموعة (نسوة إيماني) بمساعدة أزواجهن في إعالة الأسرة، مع إتاحة فرصة نادرة للبنات للالتحاق بالمدارس، وهي ميزة لم تكن لتحلم بها الفتيات.



اقرأ أيضاً: كينيا: رفض "تعرية صدور النساء" لجذب السياح
دلالات
المساهمون