ومرت أولى أيام المهرجان دون عنف أو حوادث تحرش، رغم تشديد الشرطة في المدينة إجراءاتها الأمنية بشكل ملحوظ، خوفا من تكرار حوادث جرت ليلة رأس السنة، واتهم أشخاص من جنسيات عربية فيها، بعدما تقدمت عشرات النساء ببلاغات تعرضهن للتحرش الجنسي.
وضاعفت شرطة كولونيا انتشارها لحراسة كرنفال المدينة السنوي، الممتد منذ العصور الوسطى، والذي يطلق عليه اسم "أيام الجنون"، وترتدي فيه النساء ملابس احتفالية، ويصل ذروته يوم العاشر من فبراير/شباط.
واعترفت كثير من النساء أنهن في الاحتفال ليومي الأربعاء والخميس المخصص لتقاليد تقبيل النساء للرجال المارة وقص ربطات العنق، حملن تحت الملابس رذاذ الفلفل كسلاح دفاعي ضد من يحاول التحرش بهن، وهو سلاح شرعي في ألمانيا.
ونظم موظفو الخدمة الاجتماعية في كولونيا، قبل انعقاد الكرنفال تدريبا خاصا للمهاجرين، الثلاثاء الماضي، لإعدادهم للاحتفالات التقليدية التي تجري في المدينة، حيث تهتم السلطات الألمانية بتجنب تكرار أحداث رأس السنة خلال الكرنفال.
وارتدى نحو 150 مهاجرا أزياء خاصة خلال دورة مكثفة نظمتها "كاريتاس"، وهي رابطة رعاية اجتماعية. وتضمنت عروضا من فرقة سامبا محلية ونصائح بشأن كيفية التصرف خلال ما يعرف "بالموسم الخامس"، عندما يعبر الملايين منطقة راينلاند غرب البلاد ويسيرون في الشوارع والحانات لمدة خمسة أيام احتفالا.
وشدد بيتر شميتز، موظف في كاريتاس ساعد في تنظيم الدورة، على أن فكرتها جاءت قبل الهجمات في كولونيا، وأنها لا تستهدف اللاجئين فقط. "نظمنا هذا بالفعل يوم 11 نوفمبر/تشرين الثاني، لذا لا علاقة لها بهجمات ليلة رأس السنة. هناك أيضا مهاجرون هنا منذ وقت طويل لم يشرح لهم أحد فكرة الكرنفال".
وظهر أن عدد المشاركات في الكرنفال في وسط كولونيا، أمس الخميس، أقل مما كان عليه العام الماضي، لكن البعض أرجع ذلك إلى هطول الأمطار أكثر من خوفهن من التحرش الجنسي، أو شعورهن بعدم الأمان.