تفرش المُسنة أم عصام فراحتة (75 عاماً) بضاعتها على أرض سوق الزاوية الشعبي في مدينة غزة القديمة، وقد رسم الزمن خطوطه ألماً وإرهاقاً على تجاعيد وجهها التي تروي حكايات التحدي والكفاح والصبر.
بداية القصة ترجع إلى ما يزيد على ثلاثة عقود، قضتها العجوز في التنقل ما بين الخان والسوق لتساهم في توفير مستلزمات البيت وأولادها الثمانية، بعد أن عجز راتب زوجها البسيط عن الإيفاء بكافة المتطلبات التي تمكنهم من حياة كريمة.
على ناصية أحد الشوارع الفرعية للسوق القديم، تصف المُسِنة فراحتة حبات الرمان والليمون، إلى جانب إناء الزيتون وباقي أنواع الخضار والبيض البلدي، مرتدية ثوبها الفلسطيني الفلاحي، وقد غطت رأسها بشال أبيض، لم تنقص الرُقَع من جماله.
بداية القصة ترجع إلى ما يزيد على ثلاثة عقود، قضتها العجوز في التنقل ما بين الخان والسوق لتساهم في توفير مستلزمات البيت وأولادها الثمانية، بعد أن عجز راتب زوجها البسيط عن الإيفاء بكافة المتطلبات التي تمكنهم من حياة كريمة.
على ناصية أحد الشوارع الفرعية للسوق القديم، تصف المُسِنة فراحتة حبات الرمان والليمون، إلى جانب إناء الزيتون وباقي أنواع الخضار والبيض البلدي، مرتدية ثوبها الفلسطيني الفلاحي، وقد غطت رأسها بشال أبيض، لم تنقص الرُقَع من جماله.
الهشاشة في العظم والغضروف الذي تعاني منه فراحتة لم يمنعاها من إكمال عملها المرهق، حتى تتمكن من توفير لقمة عيشها وعيش عائلتها التي تقطن حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، تتكئ على عكازها الخشبي، وتجلس بعد ترتيب بضاعتها فوق إناء بلاستيكي.
"سوء الأحوال الاقتصادية، وقلة الدخل لم يمنعاني من تعليم بناتي في الجامعات، فقد درست كل من شيماء وردينة تخصص علم النفس، كما درست ابنتي نيفين تخصص الخدمة الاجتماعية"، تقول فراحتة، مضيفة: "كنت مُصِرة على أن يكون مستقبل أبنائي أفضل".
وتوضح لـ "العربي الجديد" أن وفاة زوجها قبل خمس سنوات زاد العبء الملقى على عاتقها، بعد أن تقلص راتب التقاعد الخاص به إلى حد كبير، مضيفة: "خاصة في ظل عدم وجود أي دخل سواء من المؤسسات، أو حتى عمل أي من أبنائي".
وتشير المُسِنة فراحتة إلى أن أوضاع الأسواق في قطاع غزة في تدهور مستمر بسبب الأوضاع السيئة التي يمر بها منذ عدة سنوات، موضحة أن الحركة الشرائية في السابق كانت أفضل، وكان الربح يمكنها من توفير كافة المستلزمات، على عكس الأوضاع في الوقت الحالي.
وتضيف ساخرة: "في بعض الأيام يتحول السوق إلى ملعب كرة قدم فارغ، بإمكانك أنت وأصدقائك اللعب فيه دون أن تصطدم بأحد"، مبينة أن الإجازات والعُطل الرسمية واستلام الرواتب تساهم في تحسين الحركة الشرائية، التي ساءت نتيجة حصار إسرائيل المستمر لغزة.
وتشير فراحتة إلى أنّ الحركة التجارية المتردية لم تشفع لها عند الأسعار المرتفعة، التي وصلت إلى نسب عالية في بعض الأصناف، مبينة أنّ غلاء الأسعار من أهم الأسباب التي تزيد معاناتها ومعاناة أمثالها ممن يعتمدون على عملهم في توفير متطلبات عيشهم الأساسية.
فراحتة ليست المُسنة الوحيدة التي تبيع الخضار والفواكه على نواصي أسواق غزة، ويشابه حالتها العشرات من النساء اللواتي رفضن الحديث إلى وسائل الاعلام أو الظهور أمام الكاميرا، بعد أنّ فقدن أمل الإعانة من الجميع، ولسان حالهن يقول "سنوفر لقمة عيشنا بصمت".
الطريق المؤدي إلى "سوق البسطات" الشعبي في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، يكتظ بعشرات النساء العاملات، بائعات الخضار وملابس الأطفال والملابس النسائية، إضافة إلى بائعات اللبن والجبن والأدوات المنزلية.
بائعة الملابس النسائية أم خالد ضهير (58 عاماً)، تقول إنها بدأت بالعمل بعد وفاة زوجها قبل أربع سنوات، مشيرة إلى أنها في بداية الأمر كانت تبيع الحلويات أمام منزلها، لكن صنعها وتجهيزها كان مرهقاً، والإقبال عليها كان خفيفاً، فقررت العمل في بيع ملابس الأطفال والنساء.
وتضيف أم خالد لـ "العربي الجديد": "توجهت إلى قريب لنا، يمتلك محلاً تجارياً يبيع فيه الملابس، عرضت وضعي عليه وطلبت منه أن يعطيني بعض الملابس كي أبيعها وأعيل أبنائي وبناتي الخمسة من أرباحها، وبعد ذلك أقوم بتسديد ثمنها".
ملامح الإرهاق التي ظهرت على وجه ضهير امتزجت بملامح القوة والإصرار على تحدي الحياة، حيث استطاعت خلال السنوات القليلة الماضية زيادة رأسمالها وبضاعتها التي تحاول ترتيبها كي تجذب أكبر قدر من الزبائن.
وتشير أم خالد إلى أنّ النوم في البيت وانتظار المسؤولين والمؤسسات الخيرية لن يجدي نفعاً، ولن يطعم أبناءها الخبز، لذلك اختارت طريق التجارة، يساعدها في ذلك ابناها محمد ووليد، إذ تقوم يومياً بحمل البضاعة وترتيبها، ويقوم أبناؤها بالمناداة على المشترين.
ويساهم الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة في زيادة نسب البطالة نتيجة منع دخول المواد الأساسية التي تساهم بتشغيل عشرات آلاف الأيدي العاملة، ما يدفع المئات من المواطنين والمواطنات إلى فتح "بسطات" صغيرة، يقتاتون من فتات ربحها.
اقرأ أيضا: انتفاضة السكاكين تكسو محال الملابس في غزة
"سوء الأحوال الاقتصادية، وقلة الدخل لم يمنعاني من تعليم بناتي في الجامعات، فقد درست كل من شيماء وردينة تخصص علم النفس، كما درست ابنتي نيفين تخصص الخدمة الاجتماعية"، تقول فراحتة، مضيفة: "كنت مُصِرة على أن يكون مستقبل أبنائي أفضل".
وتوضح لـ "العربي الجديد" أن وفاة زوجها قبل خمس سنوات زاد العبء الملقى على عاتقها، بعد أن تقلص راتب التقاعد الخاص به إلى حد كبير، مضيفة: "خاصة في ظل عدم وجود أي دخل سواء من المؤسسات، أو حتى عمل أي من أبنائي".
وتشير المُسِنة فراحتة إلى أن أوضاع الأسواق في قطاع غزة في تدهور مستمر بسبب الأوضاع السيئة التي يمر بها منذ عدة سنوات، موضحة أن الحركة الشرائية في السابق كانت أفضل، وكان الربح يمكنها من توفير كافة المستلزمات، على عكس الأوضاع في الوقت الحالي.
وتضيف ساخرة: "في بعض الأيام يتحول السوق إلى ملعب كرة قدم فارغ، بإمكانك أنت وأصدقائك اللعب فيه دون أن تصطدم بأحد"، مبينة أن الإجازات والعُطل الرسمية واستلام الرواتب تساهم في تحسين الحركة الشرائية، التي ساءت نتيجة حصار إسرائيل المستمر لغزة.
وتشير فراحتة إلى أنّ الحركة التجارية المتردية لم تشفع لها عند الأسعار المرتفعة، التي وصلت إلى نسب عالية في بعض الأصناف، مبينة أنّ غلاء الأسعار من أهم الأسباب التي تزيد معاناتها ومعاناة أمثالها ممن يعتمدون على عملهم في توفير متطلبات عيشهم الأساسية.
فراحتة ليست المُسنة الوحيدة التي تبيع الخضار والفواكه على نواصي أسواق غزة، ويشابه حالتها العشرات من النساء اللواتي رفضن الحديث إلى وسائل الاعلام أو الظهور أمام الكاميرا، بعد أنّ فقدن أمل الإعانة من الجميع، ولسان حالهن يقول "سنوفر لقمة عيشنا بصمت".
الطريق المؤدي إلى "سوق البسطات" الشعبي في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، يكتظ بعشرات النساء العاملات، بائعات الخضار وملابس الأطفال والملابس النسائية، إضافة إلى بائعات اللبن والجبن والأدوات المنزلية.
بائعة الملابس النسائية أم خالد ضهير (58 عاماً)، تقول إنها بدأت بالعمل بعد وفاة زوجها قبل أربع سنوات، مشيرة إلى أنها في بداية الأمر كانت تبيع الحلويات أمام منزلها، لكن صنعها وتجهيزها كان مرهقاً، والإقبال عليها كان خفيفاً، فقررت العمل في بيع ملابس الأطفال والنساء.
وتضيف أم خالد لـ "العربي الجديد": "توجهت إلى قريب لنا، يمتلك محلاً تجارياً يبيع فيه الملابس، عرضت وضعي عليه وطلبت منه أن يعطيني بعض الملابس كي أبيعها وأعيل أبنائي وبناتي الخمسة من أرباحها، وبعد ذلك أقوم بتسديد ثمنها".
ملامح الإرهاق التي ظهرت على وجه ضهير امتزجت بملامح القوة والإصرار على تحدي الحياة، حيث استطاعت خلال السنوات القليلة الماضية زيادة رأسمالها وبضاعتها التي تحاول ترتيبها كي تجذب أكبر قدر من الزبائن.
وتشير أم خالد إلى أنّ النوم في البيت وانتظار المسؤولين والمؤسسات الخيرية لن يجدي نفعاً، ولن يطعم أبناءها الخبز، لذلك اختارت طريق التجارة، يساعدها في ذلك ابناها محمد ووليد، إذ تقوم يومياً بحمل البضاعة وترتيبها، ويقوم أبناؤها بالمناداة على المشترين.
ويساهم الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة في زيادة نسب البطالة نتيجة منع دخول المواد الأساسية التي تساهم بتشغيل عشرات آلاف الأيدي العاملة، ما يدفع المئات من المواطنين والمواطنات إلى فتح "بسطات" صغيرة، يقتاتون من فتات ربحها.
اقرأ أيضا: انتفاضة السكاكين تكسو محال الملابس في غزة