نزوح الليبيين من محيط مطار طرابلس القديم بسبب تجدد القتال

17 يناير 2019
صراع المليشيات المسلحة في طرابلس يتواصل (فيسبوك)
+ الخط -

بعد قرابة شهرين فقط من الاستقرار، نزح سكان منطقة "قصر بن غشير" الليبية مجدداً، مع عودة القتال إلى منطقتهم، الواقعة جنوب شرق العاصمة طرابلس، منذ صباح أمس الأربعاء، بين الفصائل المسلحة.

وحسب بيانات الفصائل المتصارعة على المنطقة التي تمثل أحد أهم منافذ العاصمة، فإن القتال يدور على خلفية تكليف وزارة الداخلية في حكومة الوفاق لفصائل تابعة للواء السابع القادم من ترهونة، بتأمين محيط مطار طرابلس الدولي القديم، وهو القرار الذي عارضته مجموعات مسلحة تجمعها "قوة حماية طرابلس"، والتي بادرت بالاشتباك مع اقتراب أول فصيل من ترهونة باتجاه قصر بن غشير التي يقع فيها المطار.

وقال شهود عيان لـ"العربي الجديد"، إن "أغلب أحياء قصر بن غشير باتت مسرح قتال، وصولا إلى مناطق السبيعة وسوق الأحد وبئر علاق باتجاه ترهونة، وأحياء مجاورة أخرى"، مؤكدين أن أغلب سكان هذه الأحياء غادروا منازلهم باتجاه داخل العاصمة، وصوب المناطق المجاورة، هربا من الرصاص والقذائف العشوائية المتساقطة.

ونظم طلاب جامعة طرابلس، صباح الخميس، وقفة احتجاجية وسط حرم الجامعة، استنكارا لمقتل زميل لهم برصاصة طائشة، أثناء رجوعه، ظهر أمس، من الجامعة إلى منزله، الواقع في ضواحي قصر بن غشير.

كما أكد مصدر طبي من جهاز الإسعاف والطوارئ وصول عدد القتلى إلى سبعة، بحلول صباح اليوم، إضافة إلى إصابة ما يقارب 25 آخرين بإصابات مختلفة.

وقال سالم المعداني، عضو المجلس البلدي في قصر بن غشير، إن العدد المقدر للنازحين من المنطقة حتى الآن يبلغ 243 أسرة، أغلبهم أطفال ونساء، فيما قررت غالبية الأسر أن يبقى أحد أفرادها في المنزل لحمايته من النهب.

وأضاف المعداني لـ"العربي الجديد"، أن "حركة النزوح لم تتوقف حتى صباح اليوم، بسبب توسّع دائرة القتال، وتخوّف الأهالي من القذائف العشوائية، رغم تحوّل القتال إلى مواجهات متقطعة، وتراجع حدّته. كما أن وزارة الداخلية وبلدية طرابلس لم تعلنا عن خطة، حتى الآن، لمعالجة أوضاع النازحين، ولم يتم تنفيذ قرارات سابقة بتعويض المتضررين من الأهالي الذين نزحوا من المنطقة، في شهري سبتمبر وأكتوبر الماضيين، لنفس السبب".


وأشار بيان وزارة الداخلية في حكومة الوفاق، مساء الأربعاء، الذي طالب المسلحين بوقف فوري للقتال، إلى تردّي الأوضاع الإنسانية، وإيقاف الدراسة، وترويع المدنيين، بسبب الاشتباكات المسلحة والتحشيد العسكري. بينما طالب بيان للبعثة الأممية في ليبيا، بوقف القتال الذي أدى إلى تعريض حياة المدنيين وممتلكاتهم إلى الخطر.​

وفي الأثناء، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي صورا لبيوت مهدّمة في ضاحية قصر بن غشير من جراء القتال الحالي، فيما لم يتأكد إن كان سكان تلك المنازل كانوا بداخلها أم غادروها قبل انهيارها.

وامتد القتال إلى ترهونة، التي ينتمي إليها اللواء السابع، أحد طرفي القتال، ليعلن مجلسها البلدي، مساء أمس، وقف العمل رسميا وتعطيل المؤسسات التعليمية، وفرض حظر تجوّل في كامل المدينة.
المساهمون