واصلت القوات الموالية للشرعية، بمشاركة قوات من التحالف، تمشيط المناطق التي سيطرت عليها في مأرب، وتمكنت من نزع مئات الألغام التي زرعها الحوثيون في الجبهة الغربية، بعد يوم من تقدم نوعي، تمثل في السيطرة على تبة المصارية الاستراتيجية، بعد أسابيع من المعارك حولها.
وأفادت مصادر في المقاومة الشعبية بمأرب لـ"العربي الجديد"، بأن المقاومة والقوات الموالية للشرعية واصلت تمشيط المواقع التي سيطرت عليها، وواصلت تقدمها باتجاه مدينة صرواح، فيما نفذت مقاتلات التحالف، العديد من الغارات، خلال الـ24 ساعة الماضية، استهدفت مواقع الحوثيين في المنطقة.
وحسب المصادر، فقد ضبطت قوات الشرعية المئات من الألغام من أنواع مختلفة، زرعها الحوثيون في المواقع التي كانوا يسطيرون عليها، وفي الطريق إلى صرواح، وتعتبر التهديد الرئيسي في المواقع التي جرت السيطرة عليها.
وتعد صرواح من المناطق القريبة إلى صنعاء، حيث تقع إلى محاذاتها، وتبعد عن العاصمة نحو 120 كيلومترا، كما تبعد عن مدينة مأرب، مركز المحافظة، نحو 40 كيلومترا، وهي من المناطق التاريخية، حيث كانت مركزاً لمملكة سبأ والحضارة اليمنية القديمة.
وكانت القوات الموالية للشرعية حققت تقدماً نوعياً، أمس السبت، وسيطرت على تبة المصارية المعروفة كذلك بحمة المصارية، وتلال أخرى في الجبهة الغربية لمأرب، بعد أسابيع من المعارك حولها.
في الأثناء، واصلت مقاتلات التحالف غاراتها الجوية ضد أهداف تابعة للحوثيين في محافظة صعدة، معقل الجماعة، واستهدفت منطقة مران المعقل الأول للجماعة، بالإضافة إلى غارات في مدرية كِتاف الحدودية مع السعودية.
وفي صنعاء، استهدف التحالف بعدة غارات مواقع يسيطر عليها الحوثيون والموالون للرئيس المخلوع، في تل عطّان الواقع غرب العاصمة. وحسب شهود عيان لـ"العربي الجديد"، فقد أصابت بعض الغارات بنايات غير مكتملة البناء تعرف بـ"المدينة القطرية"، أعلى أحد تلال عطّان.
كما تقدمت قوات الشرعية المسنودة بقوات من دول التحالف العربي الذي تقوده السعودية، صوب سواحل المخا 155 كليومتراً، غرب مدينة تعز جنوب اليمن.
وقال الناشط السياسي والقيادي في مجلس إسناد الثورة، عبدالستار الشميري، لـ"العربي الجديد"، إن كافة المواقع العسكرية في مديرية ذباب الساحلية التابعة لمحافظة تعز جنوب اليمن، أصبحت بيد قوات الجيش الوطني الموالي للشرعية والمقاومة الشعبية، بما في ذلك مقر اللواء 17 الموالي للرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح، بالإضافة إلى إدارة أمن المديرية، فضلا عن مواقع عسكرية هامة، بعد معارك عنيفة شاركت فيها قوات من دول التحالف العربي.
وكانت قوات الشرعية وقوات البحرية التابعة للتحالف العربي، قد أحكمت السيطرة على جزيرة ميون وباب المندب، وطردت منها مليشيات المخلوع صالح والحوثي، الخميس الفائت، وأشار الشميري إلى أن هذا التقدم العسكري الذي تحرزه قوات الشرعية كان مهماَ لتأمين الممر الملاحي الدولي، مضيق باب المندب.
وأوضح أن الجيش الوطني، مسنودا بغطاء جوي من قوى التحالف بقيادة السعودية، يواصل تقدمه لاستكمال تحرير المناطق الساحلية، مؤكداَ أنها في طريقها إلى سواحل مدينة المخا، ضمن خطة لتأمين الشريط الساحلي لمحافظة تعز، قبل تحرير المدينة بصورة كاملة.
وركزت قوات الشرعية، المدعومة من دول التحالف العربي، على المناطق الساحلية، كون السيطرة عليها تسهل سقوط بقية الجبهات التي تشهد معارك متواصلة بيد قوات الشرعية والمقاومة الشعبية.
ويعتبر محللون عسكريون معركة المناطق الساحلية، أنها معركة مصيرية، والتي قد تطول إلى حين السيطرة الكاملة على ميناء المخا الذي سيفتح الحصار المفروض على المدينة.
إلى ذلك، تواصل قوات الجيش والمقاومة الشعبية في جبهة مناطق الوازعية الساحلية تقدمها، وقال مصدر محلي إن مليشيات المتمردين سلمت العديد من مواقعها وفرّت منها، بعد أن تم حصارهم من قبل قوات الشرعية والمقاومة الشعبية.
في سياق متصل، قال مصدر عسكري لـ"العربي الجديد"، إن قوات ومليشيات المتمردين المتمركزة في مواقع قريبة من منطقة كرش التابعة لمحافظة لحج الجنوبية، انسحبت من مواقعها كاملة باتجاه منطقة الراهدة التابعة لمحافظة تعز، مؤكداً بن هذا الانسحاب جاء بعد أن قامت المليشيات بزراعة الطريق والمواقع بالألغام.
وأوضح المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن قوات الشرعية، المسنودة بقوات من التحالف العربي، ستتقدم نحو مناطق تعز بعد استكمال ترتيباتها العسكرية هناك.
وفي الجبهة الشرقية من مدينة تعز، تواصل المقاومة الشعبية معاركها ضد المتمردين من مليشيات وقوات المخلوع صالح والحوثي، في محيط قصر الشعب.
وقال مصدر ميداني إن المقاومة الشعبية في تلك المناطق تمكنت من السيطرة على مدرسة صلاح الدين، وموقع البنك المركزي اليمني، القريبين من موقع القصر الجمهوري في منطقة الكمب.