نحو مليون متظاهر شمال سورية دعماً لـ"الثورة": إسقاط الأسد قبل الدستور والإعمار
خرج نحو مليون متظاهر في قرابة 200 نقطة تظاهر، اليوم الجمعة، في مدن وبلدات الشمال السوري، بدءاً من مدينة إدلب وحماة مروراً بمناطق درع الفرات شمال حلب، تحت شعار "لا دستور ولا إعمار حتى إسقاط بشار".
وجاءت التظاهرات بعد دعوات أطلقها نشطاء ثوريون وفاعليات مدنية ومنسقون من الحراك الشعبي السلمي في الشمال السوري، للنزول إلى الساحات بمظاهرات سلمية، رفضاً منهم لوضع دستور جديد لسورية، أو إعادة إعمار البلاد تحت رعاية ووجود النظام ومليشياته الطائفية، و"حزب الله" وإيران وروسيا.
وقال الناشط الإعلامي من أبناء الغوطة الشرقية، والعضو في اتحاد تنسيقيات الثورة، يوسف البستاني، لـ"العربي الجديد"، إن اللافت في هذه التظاهرات التي عمّت مناطق الشمال السوري أنها "جمعت الثوار من جميع المناطق السورية، من الغوطة الشرقية ومن جنوب دمشق والمناطق المحيطة بالعاصمة وداريا، وأيضاً درعا وحلب".
وقال المتظاهر في مدينة الباب، أبو أسامة الدمشقي، لـ"العربي الجديد"، إنه "لا يمكن القبول بلجنة دستورية طُلب منها تعديل شكلي للدستور، الذي لا نعترف به أصلاً كشعب سوري، ولم يكن لدينا حتى خيار المشاركة في صياغته أو التصويت عليه. نحن نتكلم عن سبع سنوات من القتل والتدمير من قبل هذه النظام، الذي ارتكب أفظع مجازر الحرب، وكان آخرها التهجير القسري لمناطق معارضيه".
وأضاف الدمشقي "يستحيل البدء بعملية إعادة الإعمار في ظل وجود مجرم الحرب ونظامه بشار الأسد، بكل هيئاته الأمنية والعسكرية، وكيف لهم بإعادة إعمار المناطق وأهلها ليسوا فيها، وقد أرغموا على الخروج منها بسبب القصف الكيميائي، كما حدث في الغوطة الشرقية"، المحاذية للعاصمة دمشق.
بدوره، أشار الناشط عبيدة الشهابي إلى أن "عودة المظاهرات للشارع دليل على ثبات وتمسك الشعب السوري بحقوقه ضد هذا النظام المجرم، ولن نقبل بدخول قوات النظام إلى أراضينا، ولنقول للعالم أجمع إننا باقون ضد استبداد آل الأسد وداعميهم".
وفي وقت سابق اليوم، حذر ناشطون من اندساس بعض عملاء النظام وسط التظاهرات لحرفها عن مسارها، وخلق حالة من الانقسام في مناطق المعارضة، تكون ذريعة لتدخله، إذ تداولت مواقع التواصل الاجتماعي وثيقةً صادرةً عن "الإدارة العامة للاستخبارات" التابعة للنظام، تطلب فيها من "مندوبيها" في الشمال السوري الانخراط في التظاهرات لنشر الفوضى بين صفوف المتظاهرين.
ورغم حالة الاطمئنان النسبي التي تسود مناطق الشمال السوري عقب الاتفاق الروسي - التركي الأخير، الذي جنّب هذه المناطق الحرب التي كان يعد لها النظام السوري مدعوماً من روسيا، إلا أن قوات النظام واصلت خرق الهدنة المفترضة في المنطقة، عبر القصف المدفعي لبعض مناطق ريف إدلب الجنوبي، فيما تصاعدت حالة الفلتان الأمني، والتي تجلت بحالات اغتيال وتفجير نُفذت اليوم وأمس.وقصفت قوات النظام المتمركزة في قرية أبو عمر بالمدفعية الثقيلة بلدة لخوين في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، فيما أشارت مصادر محلية إلى أن قوات النظام السوري تقوم بإنشاء قاعدة جوية ومهبط للطيران المروحي شمال غرب مدينة حماة وسط سورية.
وأوضحت المصادر أن قوات النظام بدأت أمس بإنشاء مهبط للطيران المروحي في بلدة جب الرملة بريف حماة الغربي، بعد سحب بعض الطائرات المروحية من قاعدة المجنزرات في ريف حماة الشرقي.
في غضون ذلك، وفي إطار حالة الفلتان الأمني في محافظة إدلب التي يتهم النظام وعناصر "داعش" بالوقوف خلفها، قُتل صباح اليوم قائد "لواء الصديق" التابع لـ"فيلق الشام" أبو السامي بادية، بعد انفجار عبوة ناسفة بسيارته في الحي الغربي من مدينة سراقب.
وقالت مصادر محلية إن أبو السامي بادية أصيب إصابات خطيرة فور انفجار العبوة الناسفة ليعود ويفارق الحياة في المستشفى بعد ساعات.
كذلك قُتل أحد المدنيين من جرّاء قيام مجهولين بإطلاق النار عليه بعد مداهمة منزله في مدينة سرمين شرق إدلب فجر اليوم.