لم يكن بمقدور عاملات المنازل الاحتفال بعيد العمال العالمي نهار الجمعة الماضي في الأول من مايو/أيار أسوة ببقية العمال في لبنان. فعاملات المنازل في لبنان أجنبيات من جنسيات مختلفة، والواحدة منهن وإن سمح لها بإجازة، فستكون نهار أحد حصراً. وهذا ما دفعهن مع عمال أجانب آخرين للاحتفال بالعيد على طريقتهم، أمس الأحد.
هي السنة السادسة التي يتظاهر فيها العمال الأجانب للمطالبة بحقوقهم. هذه المرة كان التحرك تحت عنوان "لنطالب معاً بالاعتراف بنقابة عاملات المنازل في لبنان". التظاهرة انطلقت، أمس الأحد، من محلة وطى المصيطبة في العاصمة حتى شارع الحمراء. وفي الشارع المعروف في رأس بيروت أقيم احتفال ثقافي، وسوق من تنظيم عاملات المنازل.
عشرات العمال والعاملات من مختلف الجنسيات شاركوا في التظاهرة. رفعت الأعلام الخاصة بالبلدان التي أتوا منها. كما لبس معظمهم أزياء ملونة ترمز إلى بلادهم. فيما رددوا أغانيهم الخاصّة، ورقصوا على امتداد طريق التظاهرة.
"بدنا باسبوراتنا (جوازات سفرنا)"، "أوقفوا نظام الكفالة"، "توقفوا عن إساءة معاملتنا"، هي لافتات حملها المشاركون، تعبّر عما يعانيه هؤلاء العمال في لبنان. أما نقابة عاملات المنازل التي تأسست حديثا ولم تعترف بها الدولة اللبنانية فقد حمل ممثلوها لافتة كتب عليها: "نحن نعمل بظروف عمل خاصة، ولكنّ حقوقنا عالمية". الأمر نفسه تؤكده مراف، وهي عاملة من مدغشقر شاركت في التظاهرة، في قولها: "نحن عاملات أيضاً، ومن الواجب أن يحترمونا".
ومن الأغاني التي لفتت الانتباه في التظاهرة واحدة تقول: "أمي كانت تعمل في الخدمة المنزلية، وأبي كان البستاني، لهذا السبب أنا نقابية". هذه الأغنية رددها العمال والعاملات مرارا باللغة الإنكليزية، وفي كل مرة كان حماسهم يشتعل مجدداً.
لكن وعلى نقيض العام الماضي، لم يردد المشاركون الهتافات هذا العام. فالفتاة الصغيرة، سوزانا، التي كانت تمشي في مقدمة التظاهرة العام الماضي، وتهتف بالعربية والإنكليزية لم تحضر هذا العام. ولدى سؤال "العربي الجديد" عنها كان الجواب أنّ سوزانا هي ابنة رينوكا التي حبست هي وزوجها منذ أسبوعين على خلفية رفضهما قرار الأمن العام بترحيلها كباقي أطفال العمال الأجانب. سوزانا ما زالت في لبنان تنتظر قرار المحكمة الذي سيصدر في 15 مايو/أيار الجاري.
ومع ذلك، يؤكد العمال أنّ تظاهرة هذا العام "غير". ولا يقصد العمال أنّ ظروف عملهم أصبحت أفضل، بل يرون الاختلاف الحقيقي في أنّ نقابة قد تأسست لهم. وبغض النظر عن عدم اعتراف الحكومة اللبنانية بها بعد، إلاّ أنّ أهمية هذه النقابة أنها تستمد شرعيتها من العاملات والعمال أنفسهم.
وعن ذلك، تقول عاملات المنازل في بيانهن: "هذه هي الخطوة الأولى لحل المشاكل والتحديات التي نواجهها يوميا بأشغالنا. وهذه النقابة هي الإطار الديمقراطي الوحيد الذي يسمح لنا بمناقشة أوضاعنا وإيجاد حلول جماعية لوضعنا الاجتماعي والاقتصادي".
تدعو العاملات الأجنبيات الحكومة اللبنانية إلى منح المزيد من الحماية القانونية لهن، عن طريق تضمين العمل المنزلي في أحكام قانون العمل اللبناني. وكذلك التصديق على الاتفاقية 189 لمنظمة العمل الدولية الخاصة بحقوق العاملات في الخدمة المنزلية. والاعتراف بحقوق العمل الأساسية لهن، كالحق في فسخ عقد العمل، والحق في تغيير أصحاب العمل، وفي يوم إجازة أسبوعية، والحق في تحديد ساعات العمل والراحة. وتنظيم عملية استخدام وتوظيف عاملات المنازل المهاجرات. والتحقيق الجدي والدقيق في حالات الاعتداءات التي تحصل ضد العاملات، وكذلك حالات الانتحار والوفيات لأسباب غير طبيعية.
"هل أنتِ عزباء؟"
لم تكن الدولة اللبنانية حاضرة في تظاهرة العاملات الأجنبيات إلا من خلال أجهزتها الأمنية. ولم يقف عناصر الدرك على مسافة بعيدة من العاملات هذه المرة. بل كانوا قريبين جداً. فأحدهم كان لا يبعد أكثر من خطوتين عن إحدى العاملات، واستغل الفرصة ليسألها عن دوام عملها، وما إذا كانت عزباء. أما رفاقه فقد مارسوا سلطتهم في دفع المتظاهرين واستعجالهم السير مع امتداد الطريق.
هي السنة السادسة التي يتظاهر فيها العمال الأجانب للمطالبة بحقوقهم. هذه المرة كان التحرك تحت عنوان "لنطالب معاً بالاعتراف بنقابة عاملات المنازل في لبنان". التظاهرة انطلقت، أمس الأحد، من محلة وطى المصيطبة في العاصمة حتى شارع الحمراء. وفي الشارع المعروف في رأس بيروت أقيم احتفال ثقافي، وسوق من تنظيم عاملات المنازل.
عشرات العمال والعاملات من مختلف الجنسيات شاركوا في التظاهرة. رفعت الأعلام الخاصة بالبلدان التي أتوا منها. كما لبس معظمهم أزياء ملونة ترمز إلى بلادهم. فيما رددوا أغانيهم الخاصّة، ورقصوا على امتداد طريق التظاهرة.
"بدنا باسبوراتنا (جوازات سفرنا)"، "أوقفوا نظام الكفالة"، "توقفوا عن إساءة معاملتنا"، هي لافتات حملها المشاركون، تعبّر عما يعانيه هؤلاء العمال في لبنان. أما نقابة عاملات المنازل التي تأسست حديثا ولم تعترف بها الدولة اللبنانية فقد حمل ممثلوها لافتة كتب عليها: "نحن نعمل بظروف عمل خاصة، ولكنّ حقوقنا عالمية". الأمر نفسه تؤكده مراف، وهي عاملة من مدغشقر شاركت في التظاهرة، في قولها: "نحن عاملات أيضاً، ومن الواجب أن يحترمونا".
ومن الأغاني التي لفتت الانتباه في التظاهرة واحدة تقول: "أمي كانت تعمل في الخدمة المنزلية، وأبي كان البستاني، لهذا السبب أنا نقابية". هذه الأغنية رددها العمال والعاملات مرارا باللغة الإنكليزية، وفي كل مرة كان حماسهم يشتعل مجدداً.
لكن وعلى نقيض العام الماضي، لم يردد المشاركون الهتافات هذا العام. فالفتاة الصغيرة، سوزانا، التي كانت تمشي في مقدمة التظاهرة العام الماضي، وتهتف بالعربية والإنكليزية لم تحضر هذا العام. ولدى سؤال "العربي الجديد" عنها كان الجواب أنّ سوزانا هي ابنة رينوكا التي حبست هي وزوجها منذ أسبوعين على خلفية رفضهما قرار الأمن العام بترحيلها كباقي أطفال العمال الأجانب. سوزانا ما زالت في لبنان تنتظر قرار المحكمة الذي سيصدر في 15 مايو/أيار الجاري.
ومع ذلك، يؤكد العمال أنّ تظاهرة هذا العام "غير". ولا يقصد العمال أنّ ظروف عملهم أصبحت أفضل، بل يرون الاختلاف الحقيقي في أنّ نقابة قد تأسست لهم. وبغض النظر عن عدم اعتراف الحكومة اللبنانية بها بعد، إلاّ أنّ أهمية هذه النقابة أنها تستمد شرعيتها من العاملات والعمال أنفسهم.
وعن ذلك، تقول عاملات المنازل في بيانهن: "هذه هي الخطوة الأولى لحل المشاكل والتحديات التي نواجهها يوميا بأشغالنا. وهذه النقابة هي الإطار الديمقراطي الوحيد الذي يسمح لنا بمناقشة أوضاعنا وإيجاد حلول جماعية لوضعنا الاجتماعي والاقتصادي".
تدعو العاملات الأجنبيات الحكومة اللبنانية إلى منح المزيد من الحماية القانونية لهن، عن طريق تضمين العمل المنزلي في أحكام قانون العمل اللبناني. وكذلك التصديق على الاتفاقية 189 لمنظمة العمل الدولية الخاصة بحقوق العاملات في الخدمة المنزلية. والاعتراف بحقوق العمل الأساسية لهن، كالحق في فسخ عقد العمل، والحق في تغيير أصحاب العمل، وفي يوم إجازة أسبوعية، والحق في تحديد ساعات العمل والراحة. وتنظيم عملية استخدام وتوظيف عاملات المنازل المهاجرات. والتحقيق الجدي والدقيق في حالات الاعتداءات التي تحصل ضد العاملات، وكذلك حالات الانتحار والوفيات لأسباب غير طبيعية.
"هل أنتِ عزباء؟"
لم تكن الدولة اللبنانية حاضرة في تظاهرة العاملات الأجنبيات إلا من خلال أجهزتها الأمنية. ولم يقف عناصر الدرك على مسافة بعيدة من العاملات هذه المرة. بل كانوا قريبين جداً. فأحدهم كان لا يبعد أكثر من خطوتين عن إحدى العاملات، واستغل الفرصة ليسألها عن دوام عملها، وما إذا كانت عزباء. أما رفاقه فقد مارسوا سلطتهم في دفع المتظاهرين واستعجالهم السير مع امتداد الطريق.