نحن الأمل المقاوم

24 سبتمبر 2015
نحن نصنع عيدنا وطقوسه (Getty)
+ الخط -
(1) 
الغضب الساطع آتٍ.. وأنا كلي إيمان
الغضب الساطع آتٍ.. سأمرُّ على الأحزان
من كل طريق آتٍ.. بجياد الرهبة آتٍ
وكوجه الله الغامر.. آتٍ آتٍ آتٍ
لن يُقفل باب مدينتنا.. فأنا ذاهبة لأصلّي
سأدقّ على الأبواب.. وسأفتحها الأبواب


(2)
ما زالت الأعياد تتوالى علينا وسط واقعٍ لا يتغير من الأحداث المؤلمة والمثيرة للحنق والغضب منذ بدء ثورات الربيع العربي، تثير التناقض في تفاعلنا معها بالفرح والأحزان كخليط بات أساسياً في التركيبة العربية؛ وفي نفوسنا.

لكن عيد الأضحى هذا العام يأتي والقدس والمسجد الأقصى يُنتهكان على يد العدو الصهيوني؛ ما بين اقتحامات مستمرة للحرم القدسي وهدم بيوت ومبان في البلدة القديمة وتضييق مستمر على المصلين المسلمين والمسيحيين وإصابات عديدة في صفوف المقاومين المقدسيين!
الجمع المستبد من أنظمة ديكتاتورية حاكمة وكيان صهيوني محتلّ يراهن طوال الوقت على انشغالنا بثوراتنا وبيأسنا المتنامي مع فشلها المؤقت، دائماً يجرّوننا لمعركة تكسير العظام ويُنهكون قوانا، لكنهم أبداً لا يعلمون أنه مهما فعلوا، فحب القدس في نفوسنا يجبر كسورنا ويمدنا بألف حياة.. للمقاومة.

العيد -رغم كارثية ما يصيبنا- هو طاقة إيجابية وآمال عريضة، تشحن نفوسنا قوةً كلما فرغت في الصراعات القائمة، لذا فنحن بالأمل والإرادة نقاوم، وبالفرح والضحك نقاوم، وبالحياة نقاوم..

ورغم إجرام المواجهات غير المتكافئة التي نخوضها نحن الشباب تارة مع الأنظمة الاستبدادية وتارة مع العدو الصهيوني، ما عاد يرهبنا الإمعان فيها والتقتيل فينا، ما يخيفنا حقاً أن يموت الأمل يوماً فينا، إلا أنه ورغم تداعيات الأحداث الباعثة على اليأس يستمر العيد في المجيء ليثبت أنه ما زال هناك أملٌ يقاوم، لن يفنى أبداً.

نحن نصنع عيدنا وطقوسه؛ ونمارسه بكافة الطرق، ولعلكم تتسآءلون لماذا يظلّ الشباب المقدسي يقاوم رغم التثبيط من هممه والتخلّي عنه من قِبل سلطته ووقوفه وحيداً مقطوع الأوصال بجدار الفصل العنصري؟

لماذا يقف أمام آلة التسليح الصهيونية المتطورة من جهة والمستوطنين المتطرفين المغتصبين من جهة أخرى وهو أعزل؟
لأنه يعلم في صميم قلبه ككل شاب أنه الأمل القوي رغم توغلّ العالم العجوز في العبث بمجريات الأحداث، أنه حلم الغد؛ والغد قريب بين غمضة عين وانتباهها، أنه التغيير مهما ازدادت حُلوكة واقعه البغيض، وأنه الحقيقة؛ والحقيقة مشكاة لا يُطفئها زيفٌ أو غيابٌ أو ضياع.

نحن نعلم أننا أصحاب الحكاية والقضية والثورة، أصحاب الهموم والحقّ الذي لا يضيع، أصحاب التحوّلات والانبعاثات الجديدة، نحن الغرس الصغير الذي سيُغرس وإن أتى يوم القيامة، وزيت الزيتون في قناديل القدس والمسجد الأقصى وبيت لحم، وحجارة البلدة القديمة وبيوتها وربواتها، نحن الترانيم والتكبيرات، ونحن الغضبة والهبة الشعبية وانتفاضات قديمة وثورات مستمرة رغم القهر.

(3)
الغضب الساطع آتٍ.. بجياد الرهبة آتٍ
وسيهزم وجه القوّة
البيت لنا.. والقدس لنا
وبأيدينا سنعيد بهاء القدس
بأيدينا للقدس سلام آت

راسلونا على: Jeel@alaraby.co.uk
المساهمون