نحت جنائزي

19 اغسطس 2015
خالد الأسعد في 2002 (تصوير: مارك ديفيل)
+ الخط -

لم يسلّم خالد الأسعد تدمر إلى اللصوص. الأرجح أن هذا هو لب القصة التي أدت إلى جريمة قتل الآثاري السوري المرموق، وعرض صورة لا يمكن وصف بشاعتها لجسد الرجل الثمانيني مشبوحاً على عمود في الشارع ورأسه المقطوع تحت قدميه.

"مدير أصنام تدمر" -بوصف داعش- لم "يتعاون" في تسليم كنوز المدينة. بعضها كنوز متوهَّمة (تقول الروايات إن الدواعش توهموا وجود طنّين من الذهب أخفاهما الموظفون قبل وصولهم) إلى جانب معرفة موسوعية وخبرة ميدانية بآثار تدمر كان يمتلكها الرجل، وكانت ستكون مفيدة لترتيب عمليات نهب الآثار وتهريبها لو أنه "تعاون" مع قتلته.

كتابات قليلة نجدها على صفحة فيسبوك باسم خالد الأسعد توقفت في 26 أبريل/نيسان الماضي. في تدوينة عن فن النحت التدمري، يقول:

"اهتم الفنان التدمري بإبراز الكائن الخالد ولم يعتنِ بإبراز حركته، فاعتمد في منحوتاته على قاعدة النحت الجبهي الذي يصور الإنسان متجهاً مباشرةً نحو الأمام، وهي نظرة توحي بالسكينة والوقار من جهة، ومن جهة أخرى توحي باستسلام الإنسان لقدره المحتوم. وهي قاعدة شرقية أصيلة نقلها التدمريون واقتبسوها عن أسلافهم البابليين. ويعتبر النحت الجبهي أو الأمامي أحد أهم مميزات فن النحت الجنائزي في تدمر".

رأس خالد الأسعد على الأرض يكاد يحمل نفس النظرة، نفس الوقار والسكينة، اللذين طالما لحظهما الرجل الكبير في تاريخ مدينته.

المساهمون