نجيّة

14 سبتمبر 2016
إسماعيل شموط / فلسطين
+ الخط -

فيك من غموض الأمهات
قلبٌ مريميٌ دليله الفقْد
يُشبّه لي في كلّ لحظةٍ أنّي أبعثُ من فراديس حدسه نقياً من الذنوب، سوى الحب والحزن بلغاتٍ عديدة
أرق ملثّم يجوس في الممرّات الوحيدة
ويسقي الزهور العملاقة التي يُحْدثها الغائبون عندما يبالغون في غيابهم
بيوتٌ من الصمت بشرفاتٍ معلّقة في مهبّ الكلام كمناديل استهلكها الوداع
حفيفُ كائنات صغيرة وطيبة تصعد الدرج بارتباكٍ بنفسجي وتتعثّر بشرودك فينكسر الشرّ
طفلةٌ بأصابع من توتٍ بري تتحسّس الجراح السائلة على فمها كالحلوى

يفكُّ وجعك ضفائرهُ
عندما نقتربُ من أشجار السرو التي تعرفين من الندبة في الصدر
ومن الغصّة في الأغصان
تركضين حافيةً أمامي،
في الشارع المحاذي لصرختك الهاجعة هناك
تحت الشوك،
طفلةً تستغيث باسمها وبالقديسين الساجدين في النباتات
وبالطيور التي ترفو بمناقيرها هواءً فوقك ثَقَبه الرَّصاص
أسمعُ عينيك تفاوضان الخوف من جديد على كميّة السماء المسموح بها قبل غروب كلّ شيء
"بكيتُ وكان لا بدّ من كيّ الدمع المحبوس أسفل القلب لأشفى"، تقولين
عشرين يوماً كنت تفيقين على صلوات أمّك
وعلى السروات ترتل تعويذَة اسمكِ
وعلى نبوءة الطبيب الوحيد في القرية
التي
لن تتحقق..


* شاعر من فلسطين

المساهمون