نجوى كرم.. وطنية من دون مناسبة

31 مارس 2015
نجوى كرم في أحد المهرجانات(العربي الجديد)
+ الخط -
تذهب المطربة نجوى كرم دائماً في اتّجاهات معاكسة، صادمة لجمهورها، فبعد صدور أغنيتها "ع الصخرة" وتصويرها على طريقة الفيديو كليب، خرجت مؤخراً بأغنية جديدة صنّفت في خانة "الغناء الوطني".

وتعيش المطربة اللبنانية بدون مستشار فنيّ منذ وقت طويل. وربّما لو وجد هذا المستشار لقلّل من الأخطاء أو الهفوات التي تقع بها كرم، وذلك بعد مسيرتها الفنيّة الطويلة.

ورغم أنّ أغنيات كرم طوال الفترة الماضية، والتي راحت تصدرها على طريقة "السينغل"، لم ترتقِ إلى المستوى الجماهيري الذي شهدته أغنياتها قبل سنوات، إلا أنّها لا زالت تفتقر إلى مسشار فنيّ يعينها على رسم خريطة طريق لمواجهة المنافسة القوية، أو الثبات على طريق سليم لا يقلّل من النجومية التي اكتسبتها بل يحميها.

"كلمة حقّ" التي صارت يوم السبت الماضي أغنية غير معروفة الأهداف، افتقدت الوضوح في الكلام، حملت رسائل، بحسب مقرّبين من نجوى كرم، وإيحاءات ستبقى في قلب الشاعر الذي كتبها نزار فرنسيس، وملحّنها وسام الأمير.

ونفّذت الأغنية في أقلّ من شهر، ما يحملنا على التساؤل عن فحوى هذه الرسالة من وراء إصدارالأغنية طالما لم تُسمّ الأشياء بأسمائها.

على العكس، فإنّ فكرة الغناء الموجّه أو الوطني زادت الأمور تعقيداً، ولم تبيّن الهدف الحقيقي من ورائها. وزاد الطين بلّة ردّ نجوى كرم المقتضب حول الأغنية، إذ قالت إنّها أغنية موجّهة إلى كلّ من يحبّ وطنه و"بس".

هذا الجواب طرح علامات استفهام كثيرة. فمن هذا الذي لا يحبّ وطنه في اعتقاد نجوى كرم؟ وما الهدف الذي خرجت به كلماتها لتشبه الطلاسم لتحثّ اللبنانيين، أو العرب من جمهور نجوى على محبة الوطن؟

"كلمة حقّ" هي صورة سيريالية تعيد نجوى كرم تكرارها لمجرّد أنّ بعض المقربين منها وجدوا أنّ ذلك قد يكون مفيداً، أو أقنعوها بإطلالة غنائية، ولو جاءت ضبابية. فقالوا عنها "أغنية وطنية"، لكن من دون مناسبة وطنية.

ربما كان الأجدى بنجوى كرم أن تطلق أغنيتها عندما أعلنت موقفها كفنانة وإنسانة بعد معركة عرسال في سبتمبر/أيلول الماضي، والتي أسفرت عن أسر مجموعة من الجنود اللبنانيين لا زالوا حتّى اليوم رهناً بتطوّرات الوضع الإقليمي. يومها أعلنت نجوى كرم تعليق جميع حفلاتها في لبنان تضامناً مع الجيش اللبناني. لكنّ الحادثة بلغت اليوم شهرها السابع، وطوت صفحة العزاء بالأغنيات الوطنية.

وإذا كان قصد كرم دعم هؤلاء فالرسالة وصلت متأخرة وسبقتها رسالة ناقضت بها نجوى كرم نفسها عندما طافت الدول العربية تحيي حفلات ومهرجانات، ثم أصدرت أغنية عاطفية منفردة "ع الصخرة"، وصوّرت لها فيديو كليب كانت كلفته خيالية، وحقّق مشاهدات بالملايين على مواقع التواصل الاجتماعي.

كلّ ذلك ينفي تضامن كرم مع الوضع غير المستقرّ في لبنان، أو مسايرتها الواقع مرّة بأغنية راقصة ثم بجرعة وطنية قويّة. لا بل يزيد ذلك من التعقيدات الجديدة في مسيرتها الفنية، ويجعلها تائهة دون خطّة مدروسة تقيها كل هذا اللغط الذي تُحْدثه بين فترة وأخرى.

اقرأ أيضا:
أردنيون يسخرون من نوّابهم: "مشغولين بنجوى كرم!"
نجوى كرم تقذف صخرة... لإثبات وجودها
المساهمون