شهد الموسم الدرامي الرمضاني الحالي رقماً قياسياً لعدد المغنّين في أدوار البطولة، وإن كان توظيف شهرة ونجومية المغنين في المسلسلات أمراً يجذب المنتجين والمسوّقين، إلا أنه لم يعط غالباً الثمار المطلوبة، فقد ثبت أنّ أيّ مطرب أو نجم شباك تذاكر (الحفلات الغنائية) لا يمكنه أن ينقذ عملاً درامياً، ما لم يكن هذا العمل جيّداً بذاته.
رياح الدراما التلفزيونية جرت بما لا تشتهيه سفن نجوم الغناء، أو معظمهم، إذ لم يستطيعوا الإبحار بعيداً لأسباب متعدّدة.
سيرين عبد النور
أدّى اقتصار عرض مسلسلها "سيرة الحب" على القنوات المشفّرة، فقط، إلى تقلّص نسبة مشاهدته، ما أخرجه من قائمة الأعمال الرائجة جماهيرياً في الموسم الرمضاني. هذا العمل كان من إخراج محمد جمال العدل وقاسمها بطولته مكسيم خليل وخالد سليم.
خالد سليم
على غرار سيرين، بقي المغني خالد سليم في الظلّ، فلم يثبت حضوره في مضمار السباق المحتدم، ليس فقط بسبب عدم عرض المسلسل على القنوات المتاحة، إنما أيضاً لأن المغنّي المصري لم يثبت موهبة جدّية في التمثيل رغم كثرة المحاولات.
تامر حسني
يمتلك تامر حسني تجربة سينمائية جيدة، كما أنّ قاعدته الجماهيرية واسعة، لكن هذا لم يكن كافياً لنيل مسلسله "فرق توقيت" الإشادة النقدية اللازمة، أو إثارة جدل كالذي أثارته أعمال أخرى، حتى وإن كانت نسبة مشاهدته عالية مقارنةً بأعمالٍ منافسة أُخرى. العمل كان من إخراج إسلام خيري، وشاركت في بطولته نيكول سابا ومي سليم.
مي سليم
جسّدت المغنية مي سليم دور شخصية شريرة وحاقدة في مسلسل "فرق توقيت". وفي العمل حاولت الخروج من النمطية والأدوار التي تسيرعلى وتيرة واحدة، ولكنّه لم يكن دوراً محورياً في مسيرتها.
هيفاء وهبي
بعكس توقّعات الجميع، خذل مسلسل "كلام على ورق" المعجبين بالنجمة اللبنانية، الذين توقّعوا أن يتمكّن المخرج محمد سامي من إخراج موهبة المغنية هيفاء وهبي إلى النور، لاسيما بعد فشل فيلمها "حلاوة روح". فحبكة المسلسل جاءت مملّة ولا تحمل أي رسالة، كما صدمت طريقة التصوير الكثيرين، الذين كان عليهم تحمّل آلام الرقبة لمتابعة الحلقات، بسبب المشاهد المائلة "تقنياً" التي تعمّد المخرج تصويرها.
ميريام فارس
كان لميريام فارس تجربة تمثيل سابقة في فيلم "سيلينا"، بشّرت بها ممثلة واعدة، وقد حاولت جهدها في مسلسل "اتهام"، لكنّ السيناريو المترهّل والقصّة المكرّرة التي لا جديد فيها، جعلا كلّ محاولاتها لإثبات موهبتها في التمثيل تذهب أدراج الرياح. العمل من إخراج فيليب أسمر وشاركها البطولة حسن الرداد وعزت أبو عوف.
نيكول سابا
شاركت نيكول سابا مع تامر حسني في مسلسل "فرق توقيت"، وهي مثل الأخير تملك خبرة سينمائية سابقة، لكنّ الشخصية التي أدّتها لم تمنحها بريقاً كافياً أو ترسّخ تجربتها في التمثيل.
دوللي شاهين
لم تحتلّ دوللي شاهين الشاشات، فاقتصر ظهورها على ما أثير حول تجسيدها لشخصية المغنية الراحلة "سوزان تميم"، خصوصاً أن مسلسل "المرافعة" الذي شاركها في بطولته باسم ياخور وفاروق الفيشاوي لم يحقق النجاح المطلوب، وهو من إخراج عمر الشيخ.
ولا نعرف بعد إذا كان ما حدث هذا العام سيكون حافزاً لمغنين آخرين سيقرّرون خوض تجربة التمثيل رغم خطورتها. ذلك أنّ مجال التمثيل يعتبر مغامرةً صعبة ويحتاج إلى موهبة حقيقية، بالإضافة إلى توافر إمكانات كثيرة من أجل تأدية عمل وتجسيد شخصيات تترسّخ في أذهان المشاهدين.