نجوم أميركيون يتبنّون مواقف إسلامية

09 نوفمبر 2014
الممثلة الأميركية كاثرين هيجل(نينو مينوز/Getty)
+ الخط -


في شهر واحد، تبنّى ثلاثة من نجوم السينما والغناء الأميركيين، ذوي الشهرة العالمية، مواقف مساندة للإسلام والمسلمين، منهم كان واعياً لما يفعل، ومنهم بالصدفة ومنهم بالخطأ.. ربما!

وقد تفاعلت شريحة عريضة من المسلمين مع الممثّل والمنتج بن أفليك والمغنّية بيونسيه والممثّلة كاثرين هيغل، تحديداً عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حتى بدا أنّ الثلاثة أشهروا إسلامهم!

ولكنّ الحقيقة ليست كذلك. فحين كان أفليك يدافع على هواء البثّ الأميركي المباشر عن المسلمين، لم يكن يتبنّى الدين الإسلامي، بل كان معنيّاً إلى حدّ كبير ببلاده. قال بطريقة مباشرة إنّ تعامل الغرب مع المسلمين أساء إلى الغرب وارتدّ وبالاً عليه، وإنّ الغرب قتل المسلمين في عقر ديارهم، وهو مسؤول عن التطرّف المتفشّي اليوم...

وحين نشرت هيغل على فيسبوك صوراً لها بالحجاب الملوّن، وأخرى بالعباءة والحجاب "الإيرانيين"، شرحت أنّ ذلك جزء من دورها في مسلسلها الجديد، حيث تلعب دور عميلة استخبارات سابقة موكلة بجمع معلومات حول قضايا سياسية عربية واسلامية، وهو دور قد يكون معادياً للمسلمين، وقد يمرّر أحكاماً ظالمة ضدّهم، سنحكم عليها بعد مشاهدة المسلسل العتيد. وقد علّقت هيغل على صورها هذه واصفةً العباءة بالمريحة، وبأنّها تفكّر بارتدائها في المنزل. 


وحين نشرت بيونسيه آية قرآنية على حسابها في انستغرام، لم تتبنَّ الآية، ليس فقط لأنّ بيونسيه لا تقرأ العربية، بل لأنّ آية "إنّ مع العسر يسراً" لا تعني المغنّية، التي أُعلنت مؤخّراً "صاحبة أعلى دخل بين المغنّيات في العالم"، بإيرادات بلغت 115 مليون دولار في 2014، وهي لا تعاني مرضاً عضالاً أو مشاكل قانونية تضع العسر بين مفرداتها! والحقّ أنّ ما عرضته بيونسيه هو لوحة مزخرفة بالآية، تقابلها حروف عربية مرصوفة بشكل معقّد يصعب قراءته، حتى ليبدو للعرب فارسياً. ما يوحي أنّ المغنّية لا تعرف بالضرورة أنّ في اللوحة آية قرآنية.


الآية التي نشرتها بيونسيه على صفحتها في انستغرام(انستغرام)

وقد أُعلن منذ يومين عن طرح ألبوم بيونسيه الجديد نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، ما يلتقي مع حالتي أفليك وهيجل، اللذين هما في غمار الترويج لعمليهما الجديدين، (فيلم "غون غيرل" جديد أفليك) حيث لفتُ النظر متاح ومشروع، تحديداً إذا لم يؤذ أحداً. ولكن، بعكس ما يروق لهواة المتنبئين بالنيات المبطّنة، قد يكون دفاع أي نجم غربي عن المسلمين مضرّاً بشعبيته أكثر مما هو مفيد، في عالم تتزايد فيه "كراهية الاسلام".

قد يكون في قصص هؤلاء النجوم استدرار لتعاطف الجمهور المسلم، وإثارة الجلبة حول أسمائهم وأعمالهم الجديدة، ولكنّ الحقّ أنّ كلّ حرف في كلام أفليك صحيح، وأنّ العباءة مريحة بالفعل وجميلة، وأنّ الخطّ العربي بمدارسه الإسلامية المختلفة هو تحفة فنّية تشير إلى جانب مشرق في الثقافة الإسلامية، الجانب الذي يتعرّض لحرب ظلامية يخوضها أطراف من جانبي الكرة الأرضية، الغربي والشرقي.
المساهمون