نجل ريجان يكشف دور النفط السعودي في سقوط الشيوعية

23 ابريل 2014
مايكل ريغان
+ الخط -

كشف مايكل ريجان ابن الرئيس الاميركي الاسبق رونالد ريغان، أن السعودية لعبت دوراً كبيراً في اسقاط الامبراطورية الشيوعية في الثمانينيات عبر إغراق اسواق الطاقة العالمية بالنفط.

وقال ريجان الابن في نصيحة وجهها الى الرئيس باراك أوباما ونقلتها صحيفة "تامبا باي تايمز" بولاية فلوريدا" أقترح على الرئيس باراك أوباما أن يدرس الكيفية التي هزم بها الرئيس ريغان الاتحاد السوفياتي".

وأضاف "الرئيس ريجان هزم الاتحاد السوفياتي، كما نعلم، من دون أن يطلق رصاصة واحدة، ولكن كان لديه سلاح متفوق وهو النفط".

وقال رجل الاعمال، الذي يعمل في التجارة، مايكل ريغان، في التصريحات التي نقلتها الصحيفة الاميركية "النفط كان السلعة الوحيدة التي يملكها الاتحاد السوفياتي في الثمانينيات، وهي السلعة التي يحتاج إلى شرائها كل شخص في العالم".

وأضاف "لأن مبيعات النفط كانت مصدر الثروة للكرملين، طلب أبي من السعوديين اغراق الاسواق بالنفط الرخيص".

وأشار الى أن انهيار سعر النفط  قاد الى انهيار سعر صرف الروبل الروسي الذي أدى بدوره الى تبني الرئيس ميخائيل غورباتشوف فلسفة الروسترويكا والغلاسنوست التي أعقبها الانهيار الكامل للإمبراطورية الشيوعية.

يذكر أن السعودية لعبت دوراً حيوياً في تحجيم المد الشيوعي في المنطقة العربية وكانت لديها سياسة واضحة تجاه محاربة الشيوعية.
من جانبها قالت الدكتورة فاليري مارسيل خبيرة النفط في المعهد الملكي البريطاني لـ" العربي الجديد" أن لدى السعودية وأميركا مصالح مشتركة في احتواء تمدد النفوذ الروسي الخارجي ،لكن السعودية مهتمة باحتواء النفوذ الروسي في سوريا، أكثر من اهتمامها باحتواء النفوذ الروسي في الدول المجاورة لروسيا. وقالت في تعليقاتها لـ" العربي الجديد": لا يبدو أن أزمة أوكرانيا الحالية تستحق المخاطرة باسعار النفط مثلما خاطرت السعودية باسعار النفط في السابق.

ورغم أن بعض خبراء النفط يعتقدون أن السعودية أغرقت الاسواق العالمية بالنفط تلقائياً من دون أن يطلب منهم الرئيس ريغان ذلك، فهم يؤكدون على الدور الذي لعبه انهيار اسعار النفط في سقوط "الامبراطورية الحمراء".

ويؤكد بول كينجور الذي كتب السيرة الذاتية للرئيس ريجان، صحة رواية ابن الرئيس الأمريكي الأسبق مايكل.

ويقول "ما قاله مايكل صحيح". ويشير في هذا الصدد الى ما ذكره الكاتب الاميركي بيتر شويزر في كتاب "النصر: استراتيجية ادارة الرئيس ريغان في التعجيل بانهيار الامبراطورية السوفياتية".

وأشار في روايته في هذا الكتاب الى اللقاء الذي عقد حينها بين مدير الاستخبارات الامريكية وليام كيسي ونظيره السعودي.

وقال شويزر في هذا اللقاء "كشف كيسي لنظيره السعودي عن تقارير الوكالة الخاصة بانتاج النفط الروسي".

ويشكل دخل النفط حالياً نسبة تتراوح بين 37 و38% من الميزانية الروسية، ولكن في الثمانينيات كانت نسبة الدخل النفطي في الميزانية أعلى من ذلك.

يذكر أن اسعار النفط في الثمانينيات انهارت الى أقل من 12 دولاراً للبرميل وكانت أقل من 20 دولاراً للبرميل بين أعوام 1986 و1988. 

من جانبها نسبت البروفسورة ميجان أوسوليفان مديرة برنامج "جيوبوليتكس الطاقة" في جامعة هارفارد الأميركية والزميلة في معهد بلفور انستيتيوت التابع للجامعة، الى نائب رئيس الوزراء الروسي الاسبق يوجور جيدار القول أن انهيار اسعار النفط  في الثمانينيات كان السبب وراء تدهور الامبراطورية السوفياتية.

وجاءت تعليقات البروفسورة أو سوليفان في مقال نشرته أخيراً في موقع المعهد ونصحت فيه ادارة الرئيس أوباما باستخدام سلاح النفط لإجبار الرئيس فلاديمير بوتين على الانسحاب من أوكرانيا.

وقالت في مقالها "نقطة الضعف الرئيسية لروسيا هي خفض اسعار النفط وليس الغاز الطبيعي".

وأضافت "قوة نفوذ الرئيس بوتين تعتمد الى درجة كبيرة على شبكة مناصريه الذين أثروا بالنفط".

وأشارت أوسوليفان الى أن روسيا بنت ميزانيتها على أساس سعر 110 دولارات للبرميل وأن اي انخفاض كبير في أسعار النفط سيضغط على الرئيس بوتين ويجبره على تقديم التنازلات التي تطلبها الدول الغربية.

وتوقعت خبيرة الطاقة الأميركية أن تؤدي الزيادة الكبيرة في المعروض مقارنة بالطلب العالمي إلى هبوط أسعار النفط، ربما بنحو 20% أو أكثر عن مستوياتها الحالية التي تتأرجح بين 100 و110 دولارات لخام القياس البريطاني "برنت"  .

من جانبه قال، خبير النفط البريطاني فيليب فير ليجر، في تعليقات لنشرة "أويل برايس": على الولايات المتحدة أن تخفض أسعار النفط عبر زيادة إمدادات النفط العالمية.

وقال فيرليجر، في تعليقاته: إن اطلاق 500 ألف برميل يومياً من احتياطي البترول الامريكي سيخفض اسعار النفط بحوالى 10 دولارات للبرميل.

وقال: إن مثل هذا الاجراء سيكلف الخزينة الروسية حوالى 40 مليار دولار سنوياً، أي حوالى 4% من اجمالي الناتج المحلي.

وتلعب السعودية صاحبة أكبر طاقة إنتاجية (12.6 مليون برميل يومياً) وصاحبة أكبر طاقة فائضة ( 2.6 مليون برميل يومياً) منذ عقد الثمانينيات دور المنتج المرن داخل منظمة البلدان المصدّرة للنفط "أوبك" .

ومن خلال هذه الموازنة تعمل السعودية على توازن معادلة الطلب والعرض في السوق النفطية العالمية. فحينما تنخفض الأسعار عن السعر الذي تستهدفه منظمة "أوبك" لسعر برميل النفط تقوم السعودية بخفض الإنتاج لتقلل المعروض النفطي حتى تسمح للأسعار بالارتفاع إلى المستوى المستهدف. وحينما ترتفع الأسعار إلى مستويات قد تضر بالطلب في المستقبل، تقوم السعودية بضخ المزيد من الإنتاج في الأسواق.

وعبر هذه الآلية كانت السعودية، ولاتزال، تتحكم في أسعار النفط.

وهذا الدور لا تستطيع أية دولة عالمية القيام به حسب محللين، لأن السعودية هي الدولة الوحيدة التي لديها فائض جاهز للضخ في الاسواق. ولكن هذا الفائض الجاهز يكلف السعودية الكثير من الاموال.

 

المساهمون