أظهرت استطلاعات رأي إسرائيلية، أنّ حزب "الليكود"، بقيادة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لا يزال يتقدّم على باقي الأحزاب في حال أُجريت الانتخابات، في وقت برزت فيه أنباء عن سعيه لإجراء انتخابات مبكرة في يونيو/حزيران المقبل، مع استمرار الأزمة الحكومية.
وجاء في نتائج استطلاعات رأي، عُرضت أمس الإثنين، في القناتين العاشرة والثانية، أنّ "الليكود" سيحصل، بحسب القناة الثانية، على 30 مقعداً من مقاعد الكنيست، بينما منحه الاستطلاع في القناة العاشرة 29 مقعداً، مقابل تراجع أحزاب المعارضة، وتحديداً حزب "المعسكر الصهيوني"، إلى 13 مقعداً، و12 مقعداً، بحسب الاستطلاعين المذكورين.
في غضون ذلك، وعلى الرغم من إعلان نتنياهو، أمس الإثنين، في خطاب أمام الكنيست، أنّه لا يزال بالإمكان حل أزمة الائتلاف الحكومي، وعدم الذهاب لانتخابات مبكرة، إلا أنّ صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية قالت اليوم الثلاثاء، إنّ نتنياهو بدأ اتصالات مع شركائه في الحكومة، للتوصل إلى اتفاق لإجراء الانتخابات المبكرة، في 26 يونيو/حزيران المقبل.
وهدّد وزراء "الحريديم" (اليهود الأورثوذكس الأصوليين)، بحل الحكومة الحالية، في حال لم يتم التصويت نهائياً على قانون إعفاء اليهود "الحريديم" من الخدمة العسكرية الإلزامية، والاعتراف بحقهم في دراسة التوراة في المعاهد الدينية.
ويحاول نتنياهو إلزام شركائه بالاستمرار في الحكومة، وإكمال ولايتها التي تنتهي في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، حتى لو أعلن المستشار القضائي للحكومة، تقديم لائحة اتهام رسمية ضده في ملفات الفساد التي تلاحقه، أو الدفع لانتخابات جديدة تمكّنه من العودة للحكم، دون أن يتهم بأنّه جرّ الدولة لانتخابات، بسبب التحقيقات.
وذكرت "هآرتس"، أنّ نتنياهو، يواجه معارضة شديدة، بشأن إجراء الانتخابات المبكرة، في 26 يونيو/حزيران المقبل، من قبل حزبي "البيت اليهودي" بقيادة وزير التعليم نفتالي بينيت، وحزب "كولانو" بقيادة وزير المالية موشيه كاحلون.
وأكدت الصحيفة أنّ رئيسة كتلة "الليكود" في الكنيست عليزاه براشي، حاولت، أمس الإثنين، إقناع أعضاء من الائتلاف الحكومي، القبول باقتراح إجراء الانتخابات في الموعد المذكور.
في المقابل، يُنتظر أن يقدّم حزب "المعسكر الصهيوني" المعارض، غداً الأربعاء، اقتراح قانون لحل الكنيست، وذلك بعد أن سخر نتنياهو، أمس الإثنين، من المعارضة التي لم تقدم اقتراح قانون لحل الكنيست، لأنّها، بحسب زعمه، تخشى خوض الانتخابات خوفاً من تراجع قوتها الانتخابية.
وجاء اتهام نتنياهو للمعارضة، في ظل النتائج المتكررة التي تنشرها استطلاعات الرأي المختلفة، والتي تكرّس تفوق حزب "الليكود" من حيث عدد المقاعد في الكنيست، مقابل تراجع الأحزاب الأخرى، فيما يحقق حزب "ييش عتيد" بقيادة يئير لبيد، بالاستطلاعات تقدّماً كبيراً، يصل إلى 24 مقعداً، ليصبح ثاني حزب في الكنيست.
وأفادت مصادر في "الليكود"، بحسب ما أوردت صحيفة "معاريف"، بأنّ نتنياهو سيلتقي، اليوم الثلاثاء، برئيس حزب "يسرائيل بيتينو" وزير الأمن أفيغدور ليبرمان، والذي أصرّ حتى، أمس الإثنين، على أنّ حزبه سيصوّت، غداً الأربعاء، ضدّ قانون التجنيد الذي بلوره نتنياهو مع ممثلي أحزاب "الحريديم"، وأنّه في حال تم إقرار القانون بالقراءات الثلاث نهائياً، بعد عطلة الربيع للكنيست، فإنّه سيغادر الحكومة.
ويرى مراقبون، أنّ خطاب نتنياهو، أمام الكنيست، أمس الإثنين، هدف بالأساس إبعاد شبهة قيامه بتبكير موعد الانتخابات، على خلفية التحقيقيات التي تجريها معه الشرطة، وكي يعود لرئاسة الحكومة مع تفويض شعبي جديد، لمواجهة قرار محتمل من المستشار القضائي للحكومة، في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، بتقديم لوائح اتهام ضده بسبب ملفات الفساد التي تلاحقه، والتي أقرّت الشرطة في ملفين منها على الأقل، وجوب تقديم لوائح اتهام ضد نتنياهو.
ووفقاً لجدول الأعمال المرتقب، فإنّ غداً الأربعاء، سيكون مصيرياً لجهة قرار نتنياهو النهائي بالتوجّه نحو انتخابات مبكرة، أو إيجاد حل لأزمة الائتلاف الحكومي الحالية.
ويرى مراقبون، أنّ حزب "البيت اليهودي"، وحزب "كولاونو"، سيعملان على رفض محاولات نتنياهو تبكير الانتخابات إلى يونيو/حزيران، أملاً بأن يدفعه ذلك إلى التراجع نهائياً عن نيته تبكير الانتخابات.