في مسعى واضح لضمان مصالح تل أبيب في أية تسوية سياسية للصراع في سورية، يقوم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو غداً الخميس بزيارة إلى روسيا، وهي الزيارة الخامسة التي يقوم بها منذ أن تولّى مقاليد الحكم. فعلى الرغم من تعبير المستويات السياسية والأمنية في تل أبيب عن رضاها التام من مستوى وعوائد التنسيق بين روسيا وإسرائيل في سورية، والذي يسمح للجيش الإسرائيلي بهامش حرية مطلق في العمل ضد ما يعتبره أهدافاً لحزب الله داخل الأراضي السورية، فإن هذه المستويات تعبّر عن قلق متزايد من إمكانية أن تفضي المفاوضات السياسية بين ممثلي المعارضة السورية ونظام بشار الأسد إلى إضفاء شرعية على وجود قوات الحرس الثوري الإيراني و"حزب الله" في سورية، لا سيما في المناطق القريبة من الحدود.
وفاقمت التحولات الميدانية لصالح النظام السوري والقوى المساندة له، من حدة المخاوف من النتائج التي يمكن أن تنتهي إليها اجتماعات أستانة ومفاوضات جنيف. وأعلن نتنياهو أن زيارته إلى موسكو تأتي في إطار حرصه على "ألا تفضي التسوية في سورية إلى تمكين إيران وحزب الله من تحويل الجولان إلى نقطة انطلاق ضد إسرائيل". ونقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" أمس الثلاثاء عن نتنياهو زعمه أن الإيرانيين سيحاولون إملاء تسوية تضمن تعزيز وجودهم في سورية، مشدداً على أنه سيحث بوتين على إحباط المخطط الإيراني. وعدّد نتنياهو ما اعتبرها مظاهر على استعدادات إيرانية لمرحلة ما بعد التسوية، مشيراً إلى أنه عازم على قطع الطريق على الإيرانيين من خلال التوصل لتفاهمات مع الروس.
ومهّد نتنياهو لزيارته إلى موسكو من خلال إرسال رسالة ضمنية لبوتين مفادها أنه يأتي إلى موسكو متسلحاً بدعم أميركي على أعلى المستويات. فقد قطع نتنياهو ليلة الإثنين جلسة التحقيقات التي كان يخضع لها في منزله من قبل محققي الشرطة حول شبهات الفساد التي تدور حوله وحول عائلته، ورد على اتصال هاتفي من الرئيس الأميركي دونالد ترامب استمر لوقت طويل، وتناول بشكل خاص السلوك الإيراني وكيفية مواجهته. وحرص ديوان نتنياهو على إصدار بيان تفصيلي حول ما جاء في الاتصال الذي بادر إليه ترامب. في الوقت ذاته حرص نتنياهو على شن حملة دعائية ضد إيران، إذ اتهم طهران بالمسؤولية عن 80 في المائة من المشاكل الأمنية التي تتعرّض لها إسرائيل.
اقــرأ أيضاً
لكن على الرغم من الدعم الأميركي المعلن لإسرائيل في كل ما يتعلق بالموقف من إيران وحرص نتنياهو على التلويح به، إلا أن هناك في تل أبيب من يرى أنه لا يمكن الركون إلى دعم ترامب، وأنه لا بديل عن الاستثمار في محاولة استمالة الروس وإقناعهم بألا تسمح التسوية المرتقبة في سورية بتثبيت أقدام إيران وحزب الله هناك.
وأشار السفير الإسرائيلي الأسبق في واشنطن الليكودي زلمان شوفال، إلى محورية الرهان الإسرائيلي على موسكو، مشككاً بمدى التزام الإدارة الأميركية الجديدة بالوقوف على المصالح الإسرائيلية في سورية. وفي تحليل نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم"، لفت شوفال إلى أنه على الرغم من موقف ترامب الحازم تجاه إيران، إلا أن هامش المناورة المتاح أمامه محدود لأنه يرى في الوقت ذاته في العلاقة مع موسكو مصلحة استراتيجية. وحذر شوفال من أن موسكو لا يمكنها أن تسمح بالمس بطهران بسبب طابع العلاقات الاستراتيجية التي تربطهما.
ولعل "المعضلة" التي أشار إليها شوفال هي التي تحفز نتنياهو على تكثيف الاتصال مع بوتين بهدف الدفع نحو تسوية للصراع في سورية تضمن خارطة المصالح الإسرائيلية. ومن الملاحظ أن إسرائيل بإمكانها أن تتعايش مع أية تسوية سورية تضمن بقاء بشار الأسد على رأس السلطة في سورية بشرط تقليص الوجود الإيراني. وفي مقال نشرته صحيفة "معاريف" أخيراً، أكد المعلّق العسكري الإسرائيلي ألون بن دافيد أن صيغة التوافق "المثلى" بين بوتين وترامب بشأن سورية، في نظر إسرائيل، تتجسّد في بقاء الأسد على رأس سورية، لكن من دون إيران و"حزب الله".
اقــرأ أيضاً
ومهّد نتنياهو لزيارته إلى موسكو من خلال إرسال رسالة ضمنية لبوتين مفادها أنه يأتي إلى موسكو متسلحاً بدعم أميركي على أعلى المستويات. فقد قطع نتنياهو ليلة الإثنين جلسة التحقيقات التي كان يخضع لها في منزله من قبل محققي الشرطة حول شبهات الفساد التي تدور حوله وحول عائلته، ورد على اتصال هاتفي من الرئيس الأميركي دونالد ترامب استمر لوقت طويل، وتناول بشكل خاص السلوك الإيراني وكيفية مواجهته. وحرص ديوان نتنياهو على إصدار بيان تفصيلي حول ما جاء في الاتصال الذي بادر إليه ترامب. في الوقت ذاته حرص نتنياهو على شن حملة دعائية ضد إيران، إذ اتهم طهران بالمسؤولية عن 80 في المائة من المشاكل الأمنية التي تتعرّض لها إسرائيل.
لكن على الرغم من الدعم الأميركي المعلن لإسرائيل في كل ما يتعلق بالموقف من إيران وحرص نتنياهو على التلويح به، إلا أن هناك في تل أبيب من يرى أنه لا يمكن الركون إلى دعم ترامب، وأنه لا بديل عن الاستثمار في محاولة استمالة الروس وإقناعهم بألا تسمح التسوية المرتقبة في سورية بتثبيت أقدام إيران وحزب الله هناك.
ولعل "المعضلة" التي أشار إليها شوفال هي التي تحفز نتنياهو على تكثيف الاتصال مع بوتين بهدف الدفع نحو تسوية للصراع في سورية تضمن خارطة المصالح الإسرائيلية. ومن الملاحظ أن إسرائيل بإمكانها أن تتعايش مع أية تسوية سورية تضمن بقاء بشار الأسد على رأس السلطة في سورية بشرط تقليص الوجود الإيراني. وفي مقال نشرته صحيفة "معاريف" أخيراً، أكد المعلّق العسكري الإسرائيلي ألون بن دافيد أن صيغة التوافق "المثلى" بين بوتين وترامب بشأن سورية، في نظر إسرائيل، تتجسّد في بقاء الأسد على رأس سورية، لكن من دون إيران و"حزب الله".