يتوجّه رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، اليوم الإثنين، إلى روسيا، على رأس وفد أمني رفيع المستوى، يضمّ كلاّ من رئيس أركان جيش الاحتلال، غادي أيزنكوت، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، الجنرال هرتسل هليفي، للقاء الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ومسؤولين آخرين. ويهدف نتنياهو بزيارته إلى معرفة حدود التدخل الروسي في سورية، خصوصاً بعد أن بات الروس "يملكون عملياً"، وفقاً لصحيفتي "معاريف" و"يديعوت أحرونوت" الإسرائيليتين، مطاراً عسكرياً، وهو مطار حميميم في اللاذقية، بعد تحويلهم ميناء طرطوس إلى ميناء عسكري لهم. بالإضافة إلى وصول طائرات من طراز "سوخوي 27" إلى جانب مقاتلات روسية مختلفة، ومروحيات عسكرية، مع نشر بطاريات صواريخ مضادة للطائرات، ودبابات من طراز "تي 90" إلى الساحل السوري.
وقد رصد اثنان من المعلّقين العسكريين في الصحافة الإسرائيلية، رون بن يشاي في "يديعوت أحرونوت"، وعمير رابابورت في "معاريف"، أهداف نتنياهو من وراء هذه الزيارة والآمال التي يعلقها عليها. ويعتبران أن نتنياهو يسعى لترسيخ تعاون جديد، أوسع مما هو قائم بين روسيا وإسرائيل، وإبرام تفاهمات تحدد طبيعة الدور الروسي، وتحول دون إشكاليات أو وقوع اصطدامات ومعارك جوية بين المقاتلات الروسية وبين سلاح الجو الإسرائيلي، الذي تمتع لغاية الآن بحرية الحركة المطلقة في الأجواء السورية. لكن أبرز ما ذهب إليه المحللون يتصل عملياً بالمخططات الروسية المستقبلية الخاصة بمستقبل سورية، وسيناريوهات التقسيم لتأسيس "سورية الصغيرة" (حسب المصطلح الإسرائيلي).
اقرأ أيضاً: صفقات السلاح مع إيران أوجه فشل نتنياهو
ويقول رابابورت، إن "موضوع التواجد الروسي في الأجواء السورية، وانتهاء عهد الحرية المطلقة للجيش الإسرائيلي، ومسألة تزويد إيران بصواريخ من طراز إس 300، تُشكّل الدوافع والأهداف المباشرة للمدى القصير لهذه الزيارة الطارئة. أما الهدف الأبعد لزيارة نتنياهو ووفده الأمني، فتكمن في مواجهة سيناريوهات غير إيجابية لإسرائيل، في ظلّ إصرار روسيا وتلاقي مصالحها مع إيران في نقطة الإبقاء على نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد، ومساندته، كرسالة روسية لدخولها إلى المنطقة باعتبارها دولة تحافظ على حلفائها، عكس ما فعلت الإدارة الأميركية، برئاسة باراك أوباما، التي أدارت ظهرها لحليفها (المصري الرئيس المخلوع) حسني مبارك. وبالتالي فإن نتنياهو يحاول استباق دخول روسيا إلى الفراغ الذي يخلفه الانسحاب الأميركي، لجهة بلورة تفاهمات وتنسيق مع روسيا، بهدف تقليص حجم الأسلحة التي قد تدفع بها روسيا لكل من نظام الأسد وإيران".
في المقابل، فإن رون بن يشاي يذهب إلى سعي نتنياهو للتنسيق وعقد التفاهمات مع موسكو، واعتبار الوجود الروسي في "سورية المفيدة"، الذي يسيطر عليها الأسد "عاملاً مساعداً لجهة تكريس استقرار أمني في المنطقة، يحول ويمنع دون اندلاع مواجهة بين إيران وإسرائيل". وبحسب بن يشاي، فإن "هذا هو بالضبط السبب الذي يسافر من أجله نتنياهو إلى روسيا: للمحافظة على وحتى لزيادة الاستقرار في الجبهة الشمالية".
ويرى بن يشاي أن "نتنياهو لا يذهب بأيادٍ فارغة، فمجرّد اللقاء نفسه يشكّل اعترافاً إسرائيلياً بالدور الروسي المتنامي في المنطقة، وهو ما يخدم تطلعات روسيا للاعتراف بها كقوة عالمية تقابل قيمتها مكانة الولايات المتحدة". ويخلص بن يشاي إلى القول إنه "إذا تم التوصل إلى تفاهمات مع موسكو، فإن الوجود الروسي في سورية الصغيرة سيكون إيجابياً، ومساعداً لتثبيت الاستقرار وحتى منع نشوب حرب، ناهيك عن أن المصلحة الإسرائيلية الحالية تكمن في أن يستمر القتال في سورية والوجود الروسي هناك سيضمن هذا الأمر".
اقرأ أيضاً: إسرائيل تتدرّب في اليونان على مهاجمة إيران
اقرأ أيضاً: صفقات السلاح مع إيران أوجه فشل نتنياهو
ويقول رابابورت، إن "موضوع التواجد الروسي في الأجواء السورية، وانتهاء عهد الحرية المطلقة للجيش الإسرائيلي، ومسألة تزويد إيران بصواريخ من طراز إس 300، تُشكّل الدوافع والأهداف المباشرة للمدى القصير لهذه الزيارة الطارئة. أما الهدف الأبعد لزيارة نتنياهو ووفده الأمني، فتكمن في مواجهة سيناريوهات غير إيجابية لإسرائيل، في ظلّ إصرار روسيا وتلاقي مصالحها مع إيران في نقطة الإبقاء على نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد، ومساندته، كرسالة روسية لدخولها إلى المنطقة باعتبارها دولة تحافظ على حلفائها، عكس ما فعلت الإدارة الأميركية، برئاسة باراك أوباما، التي أدارت ظهرها لحليفها (المصري الرئيس المخلوع) حسني مبارك. وبالتالي فإن نتنياهو يحاول استباق دخول روسيا إلى الفراغ الذي يخلفه الانسحاب الأميركي، لجهة بلورة تفاهمات وتنسيق مع روسيا، بهدف تقليص حجم الأسلحة التي قد تدفع بها روسيا لكل من نظام الأسد وإيران".
في المقابل، فإن رون بن يشاي يذهب إلى سعي نتنياهو للتنسيق وعقد التفاهمات مع موسكو، واعتبار الوجود الروسي في "سورية المفيدة"، الذي يسيطر عليها الأسد "عاملاً مساعداً لجهة تكريس استقرار أمني في المنطقة، يحول ويمنع دون اندلاع مواجهة بين إيران وإسرائيل". وبحسب بن يشاي، فإن "هذا هو بالضبط السبب الذي يسافر من أجله نتنياهو إلى روسيا: للمحافظة على وحتى لزيادة الاستقرار في الجبهة الشمالية".
ويرى بن يشاي أن "نتنياهو لا يذهب بأيادٍ فارغة، فمجرّد اللقاء نفسه يشكّل اعترافاً إسرائيلياً بالدور الروسي المتنامي في المنطقة، وهو ما يخدم تطلعات روسيا للاعتراف بها كقوة عالمية تقابل قيمتها مكانة الولايات المتحدة". ويخلص بن يشاي إلى القول إنه "إذا تم التوصل إلى تفاهمات مع موسكو، فإن الوجود الروسي في سورية الصغيرة سيكون إيجابياً، ومساعداً لتثبيت الاستقرار وحتى منع نشوب حرب، ناهيك عن أن المصلحة الإسرائيلية الحالية تكمن في أن يستمر القتال في سورية والوجود الروسي هناك سيضمن هذا الأمر".
اقرأ أيضاً: إسرائيل تتدرّب في اليونان على مهاجمة إيران