ناوكي تاكيو... مصوّر ياباني يسلط الضوء على حياة الفقراء

05 يوليو 2019
"التصوير الفوتوغرافي كان هوايتي وشغفي منذ الصغر" (العربي الجديد)
+ الخط -
جال المصوّر الفوتوغرافي الياباني، ناوكي تاكيو، في أنحاء كثيرة من العالم، والتقى بسكان دول عدة من الطبقة الفقيرة ليحمل على عاتقه إيصال حالتهم إلى العالم وإلى الدول الغنية التي قد تساعدهم. يسكن تاكيو حالياً في لبنان، حيث يقيم معارض لصوره تلك.

ويحكي تاكيو قصّته في حوار مع "العربي الجديد". فيروي قائلاً "ولدتُ في قرية صغيرة في اليابان كانت مترابطة اجتماعياً وكنت دائماً أراقب الصغار يلعبون وصيادي السمك يقومون بأعمالهم، وكبار السن يجلسون مع بعضهم يتبادلون أطراف الحديث. وعندما كبرت وتخرجت من الجامعة، عملت موظفاً في أحد البنوك، ثم انتقلت إلى فريق الأمم المتحدة لأعمل ضمن فريق تنمية المناطق الأكثر فقراً وكذلك حل النزاعات".

يشير المصوّر الياباني إلى أنّه منذ طفولته كان يحلم بمساعدة الناس، مضيفاً "وهذا ما حققته من خلال عملي مع الأمم المتحدة. إذ قمت بزيارة دول عدة مثل فيجي والنيبال وغيرهما، وعايشت المجتمعات الفقيرة. وفي الوقت نفسه، كانت زوجتي تعمل مع اليونيسف. وخلال إقامتي في جزر الفيجي، رزقت بأول طفلة، ولم يعد ممكناً أن يعمل كل واحد منّا في بلد. لذا كان لا بد أن يختار أحدنا ترك عمله كي نعيش معاً في بلد واحد. عندها اتخذت قراراً بأن أترك عملي".

ويضيف "بعدها، بدأت بالتفكير في العمل في مجال آخر. ولأن التصوير الفوتوغرافي كان هوايتي وشغفي منذ الصغر، تعلمت التصوير على أسس علمية وأنهيت عدة دورات لأبدأ بعدها عملي في المجال. وكانت أول رحلة لي إلى تايلاند، حيث زرت جزيرة صغيرة والتقطت صوراً لسكانها الذين يعيشون حياة صعبة وانتشرت هذه الصور على كافة الوسائل العالمية، وهو ما أكد لي أنني من خلال التصوير الوثائقي أستطيع أن أساعد الشعوب".

بعد أن انتقلت زوجته من غانا إلى لبنان للعمل في مكتب اليونيسف في بيروت، بدأ تاكيو رحلة التصوير الفوتوغرافي في لبنان، فزار أماكن وجود اللاجئين السوريين من خلال عمله مع جمعيات دولية والتقط صوراً لأماكن إقامتهم ولأطفالهم وطريقة عيشهم، ونشرها في أماكن عدّة كي تصل رسالته حول ظروف اللاجئين. وحول ذلك، يقول "قمت بزيارة أماكن تراثية سياحية في لبنان والتقطت صوراً عدة للقلاع والآثار، لكنّي وجدتها حجارة بدون حياة. إلى أن وصلت إلى مدينة صيدا (جنوب لبنان) وزرت أحياءها القديمة التي وجدتها تضج بالحياة. واكتشفت السكان وزوار المدينة التي أعجبتني، فاستمررت بالزيارات لمدة عام بينما ألتقط الصور للناس خلال ممارسة أعمالهم وحياتهم، علّه تكون هناك مشاريع إنمائية لهذه الأحياء القديمة التي يسكنها أناس طيبون".
المساهمون