نازحو مخيم الركبان.. معاناة وخوف من المجهول

23 ديسمبر 2018
يكابدون ظروفاً إنسانية صعبة (Getty)
+ الخط -


يتخوّف نازحو مخيم الركبان من تبعات الانسحاب الأميركي من قاعدة التنف في المنطقة المعروفة بــ"55"، وذلك لمحدودية الخيارات أمامهم لأنّ القاعدة ومقاتلي الجيش الحرّ هم المسؤولون عن حماية النازحين من أي هجوم برّي للنظام ومليشياته.

ويعيش النازحون في "مخيم الموت"، كما يطلق عليه، في ظل ظروف إنسانية صعبة، بعد مرور قرابة شهرين على دخول آخر مساعدات إنسانية مقدمة من الأمم المتحدة.

وينقل الإعلامي في الإدارة المدنية لمخيم الركبان عمر الحمصي لـ"العربي الجديد"، صورة عن الواقع والمعاناة التي يعيشها النازحون، الذين يقارب عددهم 55 ألفاً، قائلاً: "بالنسبة للأهالي في المخيم، فإن الوضع على حاله منذ إطباق النظام حصاره على المنطقة، الظروف مأسوية للغاية، وفصل الشتاء هنا بارد ولا وسائل للتدفئة لدى الأهالي، والغلاء شديد".

وعن الأوضاع الصحية يشرح الحمصي: "لا مشافي أو مستوصفات لعلاج المرضى، والأدوية إن وجدت تباع بمبالغ كبيرة، والنازحون لا يملكون المال لشرائها".

ولا يخفي المتحدث مخاوف النازحين في الفترة المقبلة: "أكثر ما يخيفهم سيطرة النظام على المخيم، إلى جانب قضية المصالحة، وإرغام الشباب على الخدمة في صفوف جيشه، ثم الاعتقالات والتصفيات، وهذا لا يستبعد من النظام". ويناشد المتحدث بلسان النازحين، الأمم المتحدة من أجل تأمين الحماية لهم من بطش النظام والمليشيات التابعة له، في حال فقدانهم للحماية.

بدوره يقول إياد العمر النازح في المخيم لـ "العربي الجديد"، إنّ " النازحين هم الورقة الأضعف، والدول لا تكترث لمصيرهم، ولا حتى الأمم المتحدة، والتسوية مع النظام ليست حلاً بالنسبة للأهالي"، مضيفاً: "لا ندري، قد تلبي الأمم المتحدة نداءنا وتمنع النظام من الهجوم على المخيم، وقد يتم نقلنا للشمال السوري عبر ممرات آمنة كما يشاع، لذلك سننتظر، وما يهمنا بالدرجة الأولى هو حماية النساء والأطفال".

ويعرب يوسف أبو محمد عن تخوفه من الفترة المقبلة، لا فقط على مستوى الانسحاب الأميركي، بل من التبعات التي يعيشها النازحون في الوقت الحالي.

ويوضح لـ"العربي الجديد"، أن "الأهالي بحاجة إلى المساعدات على وجه السرعة، فالموت بسبب المرض والجوع أصعب عليهم من باقي الظروف، وسكان المخيم يفكرون بقوت يومهم ويتركون الغد لتدبير الرحمان".

ويضم "مخيم الموت" نازحين من مناطق سورية مختلفة من مدينة تدمر ودير الزور والرقة، ويطلق عليه هذا اللقب نظراً للظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشها النازحون فيه،
وقد تجاوز عدد الوفيات الناجمة عن غياب الدعم الصحّي فيه 36 حالة منذ مطلع عام 2018 بحسب إحصائيات محلية في المخيم.

المساهمون