بين الاعتقال والتجنيد... نازحو ريف دير الزور الغربي يخشون العودة إلى المجهول

11 ديسمبر 2017
مخاوف من عودة الأهالي إلى مدنهم وقراهم (Getty)
+ الخط -

يخشى عدد من نازحي دير الزور العودة إلى مدنهم وقراهم في الريف الغربي، عقب طرد تنظيم "داعش" منها على يد الروس الداعمين لقوات النظام السوري والمليشيات الإيرانية والطائفية، ويعتبرون الأمر رحلة نحو المجهول، في غياب أي ضمانات.

ويقول أبو محمد، أحد النازحين من دير الزور، لـ"العربي الجديد"، "مع سيطرة قوات النظام  والمليشيات الطائفية على أراضينا، أصبحت العودة مُخاطرة كبيرة، فلا أحد يستطيع أن يضمن كيف يمكن أن تتم معاملتنا، حتى إن ما يقدمه شيوخ العشائر من ضمانات ليس له أي وزن لدى النظام والمليشيات".

ويتابع "قلة قليلة من الشباب يمكن أن يخاطروا بالعودة إلى بلداتهم، إذ يمكن أن يتعرّضوا للاعتقال بتهمة ارتباطهم بداعش، أو انتمائهم أو أفراد من أقاربهم للجيش الحر، كما يمكن أن يتطوعوا في إحدى مليشيات النظام، أو ما يسمى بقوات الحماية الذاتية".

ويوضح "هناك نساء وأطفال وكبار في السن يعودون إلى مناطق النظام بواسطة مشايخ العشائر، بالرغم من الأضرار الكبيرة التي أصابت المدن والبلدات نتيجة القصف والعمليات العسكرية، إضافة إلى التعفيش الذي طاول ما تبقى من المنازل، في حين تغيب الخدمات الأساسية من كهرباء وماء ورعاية طبية ومحروقات للتدفئة"، لافتا إلى أنه "رغم كل ذلك، تبقى المنازل، مهما كان حالها، أرحم من مخيمات النزوح، فقد تكون هناك فرصة لزرع أراضينا قبل أن يفوتنا الموسم".

من جانبه، يقول ابن دير الزور، الناشط الإعلامي عامر هويدي، لـ"العربي الجديد"، إن "الوضع في الريف الغربي من دير الزور ضبابي، فلدينا معلومات تفيد بأن النظام قام باعتقال عدد من العائلات العائدة، آخرها يوم أمس الأحد، وهم من أهالي بلدتي الخريطة وحوايج ذياب شامية، وقسم آخر من العائلات اشترط النظام عليهم مقابل عودتهم عبر وجهاء من المنطقة أن ينضموا لمليشيات النظام"، ويلفت إلى أنه "قبل أيام تم اعتقال عدد من كبار السن لوجود أبناء لهم في الجيش الحر، قبل أن يتم الإفراج عن بعضهم في وقت لاحق".



ويبيّن أن "هناك عائلات وجدت منازلها مسروقة بالكامل، في حين يقدم النظام للعائلة العائدة سلة غذائية"، مضيفا أن "مشايخ البوسرايا هم من يتكفلون بالناس لدى النظام، لكن يبقى الأمر مجرد مسرحية، فمثلا الشيخ مهنا الفياض يكفل للأهالي الأمان وعدم الاعتقال من قبل النظام، لكن الأخير يعتقلهم، كما حدث مع والدة النقيب المنشق عبد الوهاب الخلف، قائد لواء الأمة في الجيش الحر سابقا، حيث تم اعتقالها واشترط نفيها مع عائلتها من مناطق سيطرته، قبل أن يطلق سراحها، في ظل ما قيل عنه وساطات مشايخ".

وقال هويدي إن "غالبية العائدين قادمون من مناطق سيطرة النظام والموالين له".

من جانبه، أذاع النظام، عبر وسائل إعلامه، أخباراً عن عودة الأهالي إلى بلداتهم ومدنهم في الريف الغربي وتفقدهم من قبل مسؤوليه، والحديث عن حاجاتهم لاستئناف أعمالهم الزراعية والوقود والنقاط الطبية، إضافة إلى الحديث عن وحدات الحماية الذاتية التي ستتحمل مهمة حماية المنشآت العامة والخاصة وأمن البلدات، إذ كان الملاحظ وجود نسبة كبيرة من كبار السن ممن أجريت معهم مقابلات مصورة.

 

المساهمون