قرر "نادي الأسير الفلسطيني إغلاق كل فروعه، بسبب الأزمة المالية التي يعاني منها.
وقال رئيس النادي، قدورة فارس، لـ"العربي الجديد"، "إنّ السبب الرئيس خلف قرار النادي إغلاق مقاره بالضفة الغربية، هو أنّ النادي عمل خلال أكثر من 3 سنوات في ظلّ الحوار، وتكوّنت لدينا انطباعات بأننا ذاهبون باتجاه حلول، وعشنا أجواء أزمة مالية ونحن نتحاور، وتأمّلنا أن تُعالج تداعيات ومترتّبات الأزمة المالية، حين نصل إلى اتفاق".
وأضاف: "حينما وجدنا أنّ الحوار مستمر، من دون نتائج، والديون والمطالبات المالية تزيد، صارت لدينا خشية على مستقبل النادي كمؤسسة، وأن يؤدي ذلك لانهياره، فعملنا على خطة طوارئ لإنقاذ الوضع".
ووفقا لفارس، "فإنّ خطة الطوارئ التي عمل عليها نادي الأسير، تقضي بتقليص النفقات للحدّ الأدنى، بما لا يؤثر على الدور الذي قام به النادي خلال السنوات الثلاث الماضية؛ إذ عمل النادي في جو عالٍ من الإرباك والتوتر، وقرّرنا وقف النزيف والمحافظة على دوره ضمن الظروف التي عملنا فيها، خلال الثلاث سنوات الماضية، على أمل أن يستقرّ حالنا في المستقبل، سواء صُرفت الموازنة أم لا، وأن نتطوّر ونفتح مكاتبنا من جديد على أسس مختلفة، تقوم على حسب مواردنا وإمكانياتنا".
وحول ما إذا كان تواصل أحد مع نادي الأسير لحل الأزمة، خاصة بعد إعلانه إغلاق كل مقاره في الضفة الغربية، قال فارس: "لا توجد تدخلات حتى الآن، ولكن لا يزال لدينا أمل بحلّ الأزمة، رغم أنّه لم يتّصل بنا أحد منذ إعلان إغلاق مقار النادي".
وكان مجلس إدارة نادي الأسير الفلسطيني، قد أعلن، في بيان أصدره مساء السبت الماضي، عن إغلاق كل فروعه في المحافظات الشمالية (الضفة الغربية) باستثناء الفرع الرئيسي في محافظة رام الله، وكذلك في محافظة قلقيلية بحكم أنّ المقرات مملوكة للجمعية.
وجاء هذا القرار، وفق بيانه، إثر الأزمة المالية المتواصلة التي تعصف بالمؤسسة والناجمة عن وقف السلطة الوطنية الفلسطينية الموازنة التشغيلية للجمعية منذ عامين، والتي شكّلت على مدار السنوات الماضية، الداعم الأساس لجهود المؤسسة وأنشطتها الداعمة للأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال.
وأشار البيان إلى أنّ مجلس الإدارة اضطر، في وقت سابق، نتيجة للأزمة، لإنهاء عقود معظم العاملين في المؤسسة، على دفعتين، نظراً لعدم قدرته على الإيفاء بالتزاماته تجاههم.
وأضاف "نادي الأسير" أنه "نظراً لاستمرار الأزمة، قرّر وضع خطة طوارئ، سيتمّ إثرها تقليص النفقات المقدّمة من النادي، لفترة من الزمن، على أن تعود إلى وضعها الطبيعي بشكل تدريجي، على أسس متينة وراسخة معتمدين في ذلك على الله وعلى أبناء شعبنا الغيورين". وأكّد النادي أنّ خطة الطوارئ التي اعتمدها أوجدت بدائل مؤقتة ستُمكنّه من الاستمرار في دوره الوطني.
وأوضح النادي أنه أدار، على مدار العامين الماضيين، حوارات مسؤولة، لتجنب الوصول إلى هذه النتيجة المؤسفة. إلّا أنّ الوعود التي تلقاها، تبخّرت وذهبت أدراج الرياح، على الرغم من أنّ المسؤولين، الذين حاورهم النادي، على المستويات كافة،كانوا يؤكّدون أهمية الدور الذي يقوم به "نادي الأسير" على مدار 27 عاماً في خدمة قضية الأسرى باعتبارها إحدى أهم القضايا الوطنية، خاصة أنّ هذه القضية واجهت ولا تزال تواجه هجمة ممنهجة من قبل سلطات الاحتلال والإدارة الأميركية وأعوانهم وأدواتهم، وهي تصاعدت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، لتطاول عائلات الأسرى والمؤسسات الحقوقية العاملة من أجلها.
وتوجّه نادي الأسير للأسرى والأسيرات داخل سجون الاحتلال بأسمى معاني الإجلال والاحترام، مؤكداً لهم أنّ مؤسّستهم الرائدة والتي ولدت كفكرة وقرار من داخل أقبية ومعتقلات الاحتلال، لن تموت، وستستمر وتواصل أداء رسالتها النضالية. فهي باقية طالما أنّ مسيرة كفاح الشعب الفلسطيني مستمرة، حتى الحرية والاستقلال وتحرير جميع الأسرى.