مُشاهدة افتراضية... قراءة إلكترونية

08 يونيو 2020
متعة الورقيّ والمطبوع (ألتان غوشر/باركروفت ميديا/Getty)
+ الخط -
رغم الإقفال والحجر، تصل إلى بيروت مجلات عربية وأجنبية، وإنْ متأخّرة عن الموعد المعتاد. للسينما حصّة قليلة. الاشتراكات الإلكترونية سبيلٌ إلى المتابعة اليومية، لكن قراءة الورقيّ شغفٌ لن يقضي عليه الافتراضيّ المتفشّي في عالم السينما. "كورونا" ضاربٌ في أعماق الاجتماع والعلاقات. الطبعة الورقية لمجلات وصحف، وبعضها سينمائيّ، تواجه تحدّياً صعباً. نقاش الورقي ـ الإلكتروني سابقاً يزداد إلحاحاً اليوم. يصعب تبيان ما ستؤول إليه الأحوال.

هذا مُشابهٌ للمُشاهدة السينمائية. قبل تفشّي "كورونا" بأعوامٍ عدّة، يحصل انقلابٌ في المُشاهدة، مفهوماً وممارسة وسلوكاً. التقنيات الحديثة تمنح المهتمّ أجواء ملائمة لمُشاهدة هادئة بعيداً عن الآخرين، وبعض الآخرين مزعجٌ في صالات عربية، لجهلٍ لديه في أصول المُشاهدة الجماعية. التقنيات نفسها سبّاقة في طرح سؤال القراءة والمتابعة. كثيرون يعتمدون الاشتراك الإلكتروني لسهولته وسرعته واتّساع فضائه. لكن بعضاً آخر يتمتّع بدخول مكتبة لبنانية أو عربية، ووقوفٍ أمام كتبٍ ومجلات وصحف عربية وأجنبية مطبوعة، واختيار ما يرغب في الاطّلاع عليه ورقياً.

لا نوستالجيا ولا رومانسيات. القبول بمُشاهدة سينمائية افتراضية بعيداً عن الجماعة، في زمن "كورونا" وما قبله أيضاً، لن يحول دون قبول قراءة إلكترونية لمطبوعات مختلفة. لكن، من يُفضِّل الأول ربما لن يُفضِّل الثاني، فالأمر مختلف قليلاً. المُشاهدة الجماعية تُحدث ضرراً في معنى المُشاهدة الفردية مع الجماعة، بينما قراءة المطبوع يُحصّن الفرد من ضررٍ كهذا، وإنْ يقرأ الفردُ المطبوعَ في حيّز للجماعة، كالمقهى مثلاً.

مع "كورونا"، يتمكّن الإلكتروني من تثبيت حضور أكبر في يوميات الفرد. الإقامة في عزلةٍ تحتاج إلى متنفّس، والإلكتروني سبيلٌ إليه، رغم أنّه (الإلكتروني ـ الافتراضي) يزيد من شدّة الوحدة والانكفاء عن خارجٍ يمتلئ خطراً يُحدثه "كورونا"، كما تُحدثه تفاصيل كثيرة تتعلّق بسلوكٍ وتصرّف فرديين/ جماعيين.

أما اللاحق على انحسار "كورونا"، فيطرح تساؤلات جمّة، يغيب عن نقاشها عربٌ كثيرون.
المساهمون